إذا قيل "غداء عمل" فهو عند الأمريكيين الاجتماع الذي يجري على مائدة الغداء.. وينتج عنه قرارات معينة. قصدهم أثناء عملية ملء المعدة وبعدها..! يشعر الإنسان بالراحة والإيجابية لكل مقترح. وعند الإنجليز فهو غداء تُقدمه مطاعم خاصة قريبة من منطقة أعمال، بحيث تصل الوجبة – عادة تكون خفيفة – إلى مكتب الزبون، تكفيه حتى موعد وجبته الرئيسة في المنزل. عادة يتناول الفرد في الغرب الوجبة بكامل حلته، ويلبس ملابس المنزل بعده. وفي الشرق يبدأ المرء بالتخلص من ملابس العمل، ويلبس "ثوب البيت" ويأخذ كامل راحته قبل وأثناء وبعد تناول الوجبة. ومن أسباب عدم قبول البعض للدعوات عندنا أن عليه أن يأتي وأيضا يأكل بكامل حلته، وقد تعود أن يتحرر منها إذا تناول وجبته في منزله. وليحذر من لا يفهم التورية ومصطلح الدعوات. فقد تعني "دعوة غداء" Take him for lunchالرشوة ، أو تمرير شيء ، أو "التفاهم" على تجاوز. وغداء العمل - في الغرب - يتكون من ألوان غريبة من ألوان الطعام والشراب.. تأتي بالتتابع..! شئت أم أبيت. وأهل صفقات المال والأعمال.. وغسيل المال والأعمال لايفتقرون إلى الوسائل التي تجعل الأطراف «ينسجمون» مع بعضهم خير انسجام، ويوافقون على أمور لم يكونوا ليوافقوا عليها وهم خوالي البطون..! وشخصياً لا أقبل «غداء العمل» هذا فالإنسان يأكل كي ينشط لأمور قادمة، وليس لأمور فورية، ولم نذكر في أدبياتنا الغذائية في الجزيرة العربية وما جاورها أن اجتمع قوم على غداء عمل كي يقرروا شيئاً مهماً. على العكس كان القوم يأكلون بصمت.. واحترام للوجبة. ويحرصون على الانتفاع بالوليمة. يقولون: «كل أكل الجمال.. وقم مع أول الرجال. وبثّت وكالة (يو بي آي الأسبوع الماضي أن لصاً مجهولاً سرق طعام غداء نائبة بريطانية من حزب العمال المعارض، من ثلاجة البرلمان. ونقلت صحيفة (صن) عن النائبة قولها إنها ستتخلى عن وجبة الغداء من الآن فصاعداً وتتناول وجبة أكبر من الفطور.ولم تقرر بعد البحث عن سارق غدائها. وأظن الطريقة الأوروبية في تناول الوجبة الوسطى عبارة عن نداء مخلص للسلامة المرورية، فالمرء عندنا يُسرع ساعة انصرافه من عمله، إما لكونه أهمل الفطور ووصل مزاجه إلى أدناه. أو لرغبته في التخلي عن ملابس العمل وأخذ راحته مع مائدة الطعام.