بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تلقينا صباح الخميس السادس عشر من شهر ذي الحجة لعام 1433 نبأ وفاة والدنا الكبير الشيخ أحمد يوسف زينل علي رضا - رحمه الله - أباً ومربياً ورجل مال وأعمال، ذلك الرجل العصامي الذي خدم دينه وأمته ووطنه، أشرف على مدارس الفلاح لأكثر من نصف قرن، وأسس كياناً اقتصادياً وقاعدة صناعية كبيرة وصاحب فكرة تكوين شركات فرعية باسم الشركاء، وكان يتمتع بكفاءة عالية في دارة أعمال الشركات التي تعد أحد روافد التنمية الشاملة بالمملكة. الشيخ أحمد يوسف زينل - رحمه الله - من الأعلام المعروفين، كان له دور كبير في الحياة الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية في بلادنا، ينتمي إلى أسرة من أعرق البيوت التجارية في المملكة، ساهمت مساهمة فعالة في التنمية والتطوير والارتقاء بالوطن في المجالين التجاري الصناعي والتعليمي، وأدى - رحمه الله - دوراً بارزاً في حياة مدينة جدة اقتصادياً، وسياسياً وثقافياً.. وهو من الشخصيات الفريدة والبارزة في منطقة الحجاز ويتمتع باحترام وتقدير رسمي وشعبي، قدمت له الأسرة المالكة واجب العزاء ابتداء من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، إلى باقي الأمراء والمسؤولين وأبناء الشعب. كان - رحمه الله - محباً للخير باذلاً له في السر والعلن، لين الجانب، صادق الوعد، نبيل المشاعر محباً لأصدقائه ومعارفه، حظي بمحبة الجميع لتواضعه ووفاؤه وشخصيته القيادية وفكره المتطور وحبه وحماسه لخدمة الوطن مما أكسبه محبة الجميع وثقة ولاة الأمر. الشيخ أحمد زينل - رحمه الله - من الشخصيات المعروفة اجتماعياً وتعليمياً واقتصادياً، وكان ممن أسهموا في إرساء قواعد التعليم، يحب العلم ويشجع على نهله، وهب ماله ونفسه للعلم، نذر نفسه لمدارس الفلاح لتؤدي رسالتها التربوية والتعليمية رسالة تعليمية مميزة، لقد أحدثت مدارس الفلاح نقلة نوعية في تطوير التعليم في الحجاز، كانت الحجر الأساس للتعليم في المملكة، كان يشجع المتفوقين، ويمنحهم الجوائز القيمة، ويبعث المميزين من طلابها للخارج على نفقته، تخرج من المدارس، العلماء والأدباء والمفكرون، والعديد من رجالات الدولة المرموقين، الذين وضعوا البذور الأولى للنهضة العلمية والثثقافية الشاملة وشاركوا في قيادة التطور في بلادنا الغالية. كان يتحلى بأجمل الصفات، ومكارم الأخلاق، طيباً سخياً بلا حدود، عرف بخلقه ورفعة شأنه وسلوكه الإنساني النبيل، اجتماعي من الطراز الأول، من أهل الوفاء، وصال للرحم، كان ملاذاً للمتخاصمين يصلح بين الناس. أكسب أولاده حسن الخلق، والتعامل من الناس، كان يحب الخير للناس ولبلده ومواطن صالح غيور على بلده ومواطنيه. نعزي أنفسنا في فقد والدنا الشيخ أحمد يوسف زينل، فهو رجل بأمة، وندعو الله العلي القدير أن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته مع الشهداء في العليين، وأن يبارك في أبنائه ويجعلهم خير خلف لخير سلف. (إنا لله وأنا إليه راجعون) * رئيس جمعية خيركم بمحافظة جدة