لوّح مسؤولون اسرائيليون أمس بشن عدوان واسع ضد قطاع غزة، بعد موجة عنف جديدة استمرت 24 ساعة هي الثانية من نوعها في اقل من شهر. وتبخرت هدنة هشة صباح الاثنين بعد ان سقط احد عشر صاروخا على النقب بعيد قيام الجيش الاسرائيلي بشن غارة جوية ليلية على قطاع غزة. ورأى محللون صهاينة ان التحذيرات تعكس النقاش الدائر داخل الحكومة حول كيفية الرد على الصواريخ مع النظر في احتمال شن عملية عسكرية واسعة النطاق او زيادة الغارات الجوية او استهداف قادة كبار. وكتب يوسي يوهوشع في صحيفة "يديعوت احرونوت" "حاول نتنياهو في تصريحاته خلال اجتماع الحكومة تهيئة الراي العام الى احتمال من هذا النوع". وتابع "كما عرضت عليه خطط تم تحضيرها... كمقدمة لعملية محتملة". والتقى نتنياهو في وقت لاحق أمس السفراء الاجانب في محاولة للحصول على دعم دولي في حال قرر شن عدوان واسع. ورأى مسؤولون اسرائيليون سابقون وحاليون انه من الضروري القيام برد عسكري اكثر قوة، مع ان قلة منهم يؤيدون خيار عملية مماثلة لعملية "الرصاص المصبوب" الإجرامية ضد غزة في كانون الاول/ديسمبر 2008 والتي استمرت 22 يوما استشهد فيها 1400 فلسطيني نصفهم من المدنيين و13قتل اسرئيليا من بينهم عشرة جنود. من جهته، قال رئيس هيئة الاركان السابق دان حالوتس ان الوقت حان "لتجديد عمليات القتل المستهدف لكبار قادة حماس". واضاف "قبل الشروع في عملية عسكرية واسعة يجب تجربة اشياء اخرى" موصيا بعمليات "قتل مستهدفة ومهاجمة كل الممتلكات التي تعود لحماس". واقترح غيورا ايلاند، وهو المستشار السابق للامن القومي، وقف الواردات الى غزة وقطع امدادات الكهرباء. واوضح ان العملية العسكرية يجب ان تستهدف ممتلكات تستخدمها حركة حماس التي تسيطر على القطاع وليس قادتها بالضرورة. واضاف في حديث لاذاعة الجيش الاسرائيلي "هناك دولة، لديها حكومة وهي مسؤولة عما يحدث في اراضيها، على اسرائيل ان ترد". وقال اوفير اكونيس العضو في الليكود المقرب من نتنياهو للاذاعة العامة انه "لا شك ان القيام بعملية عسكرية شاملة بات مجرد وقت". لكن وبحسب المحلل في صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليكس فيشمان فانه "من المشكوك فيه ان يكون لدى القيادة السياسية اي مصلحة في التورط الان خصوصا في حرب برية". وبحسب فيشمان فإن واشنطن اعطت "الضوء الاخضر" لاي عمل اسرائيلي مشيرا الى ان السفير الاميركي في اسرائيل دان شابيرو اكد الاحد على ما وصفه "حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها". وأضاف "هذه رموز تعني سنوافق على عملية اسرائيلية في غزة". ومن جهته، كتب يواف ليمور في صحيفة اسرائيل اليوم المجانية والمقربة من نتانياهو ان الخطة الحالية ستتضمن "عددا من مراحل الرد". وأكمل "في حال واجهت النيران الاسرائيلية نيرانا فلسطينية فإن الجيش سينتقل الى المرحلة التالية. وان واجهت النيران الاسرائيلية ضبط نفس فلسطينياً فإنه سيتم تحقيق الهدوء".