ذكرت صحيفة "صندي ميرور" امس أن بعض الجنود البريطانيين الفقراء يتطوعون للمشاركة في العمليات القتالية للمساعدة في تسديد ديونهم. وقالت الصحيفة إن باحثي الجيش البريطاني وجدوا أدلة على انتشار المشقة بين صفوف الجنود من الرتب الدنيا بسبب تجميد رواتب العاملين في القوات المسلحة البريطانية عند معدلاتها السابقة والتي لا تسمح بمنحهم سوى زيادة ضئيلة. وأضافت أن الجنود البريطانيين يحصلون على بدل عملياتي مقداره 29 جنيهاً إسترلينيا في اليوم في مناطق النزاع، ويعتمد العديد منهم على هذه الأموال لسد احتياجاتهم المعيشية. وذكرت أن هذا البدل، الذي تضاعف في يونيو الماضي، يجعل الجنود في العمليات القتالية يكسبون 5000 جنيه إسترليني إضافية خلال انتشارهم لمدة ستة أشهر. وأشارت الصحيفة إلى أن هيئة مراجعة الرواتب في القوات المسلحة البريطانية، التي تقدم المشورة للحكومة البريطانية بشأن الأجور، زارت 36 قطعة عسكرية في بريطانيا وألمانيا وقبرص وأفغانستان خلال الفترة بين ابريل وأغسطس من العام الحالي، فوجدت أن قرار وزارة الدفاع تجميد رواتب الجنود، والذي يحدد بألا تتجاوز زيادتها نسبة1%، جعلتهم يشعرون بالإحباط وعدم التقدير وأنهم يتقاضون رواتب متدنية. وقالت إن رواتب بعض الجنود البريطانيين لا تتجاوز 17500 جنيه إسترليني في العام واعترف 40% منهم فقط بأنهم راضون عن رواتبهم الأساسية، ما ساهم في تراجع المعنويات بين صفوفهم وجعلهم يواجهون نقطة تحول لأنهم يشعرون أنهم يقدمون الكثير مقابل القليل من المال. ونقلت عن مصدر في الجيش البريطاني أن تطوع الجنود للمشاركة في العمليات القتالية بأفغانستان لكسب المزيد من المال "يُظهر مدى صعوبة أوضاعهم المالية رغم معرفتهم بحجم المخاطر، وأن الكثير منهم يريد ترك الخدمة". وتنشر بريطانيا نحو 9500 جندي في أفغانستان، معظمهم في ولاية هلمند، قُتل منهم 437 جندياً منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2001.