يرعى غداً جلالة ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة افتتاح أول مسرح وطني في البحرين يستلهم التجربة العالمية متزامناً مع شهر المسرح في المنامة عاصمة الثقافة العربية للعام 2012م، وذلك بموقع المسرح الوطني شمال بحيرة متحف البحرين الوطني في المجمع الثقافي، بحضور العديد من الشخصيات الدبلوماسية والثقافية العالمية، رجال الأعمال، المثقفين والإعلاميين. وبهذه المناسبة، صرحت معالي وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: «نحن نقترب اليوم من تحقيق الحلم، سنقف قريباً على خشبة المسرح، وسنلتئم جميعاً مع هذا العالم في حلم واحد وخشبة واحدة نقول فيها حضارتنا وثقافتنا وأفكارنا»، مردفة: «ليس لنا خيار سوى الأمل والفعل الثقافي، ونعرف عميقاً أن الجمال الذي يخرج من المسرح يصل سريعاً وعميقاً، ومن هذا المشروع نراهن على إحداث المغايرة والاختلاف والأثر»، مؤكدة ان هذا الاشتغال المعماري كان بمثابة عملية نحت ثقافي متواصلة، ستتضح أكثر بعد اطلاق المسرح الذي يطمح إلى تحقيق تطوير أدائي وفني على مستوى الفنون الاستعراضية والأوبرالية، المسرحية، الأدائية، الغنائية وغيرها. وأشارت وزيرة الثقافة إلى أن مملكة البحرين تعول على هذا المشروع تحديداً كمعلم ثقافي وصرح وطني يفتح مسارات متوالية من العوالم وثقافات الشعوب وفنونها، إذ يمكن المبدعين المسرحيين والفنانين من تبادل الخبرات والآراء والمكونات الحضارية. ونوهت إلى ان هذا الحلم قد تحقق نتيجة الدعم الكريم من صاحب الجلالة ملك مملكة البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، إلى جانب الجهد الكبير والمميز الذي بذله الفريق الهندسي بوزارة الأشغال بالتعاون مع الفريق الهندسي لوزارة الثقافة، والخبرات التي تمت الاستعانة بها من أجل المشروع، مشيدة بحرص سعادة وزير الأشغال المهندس عصام بن عبدالله خلف على متابعة كافة المجريات وإصدار التوصيات الخاصة بتطوير وتحسين هذا المشروع، وإنجاز هيكله وتفاصيله بمعايير تصميمية وتقنية عالمية منذ لحظة وضع حجر الأساس في الثلاثين من شهر يونيو في العام 2010م. الشيخة مي الخليفة تجدر الإشارة إلى أن «مسرح البحرين الوطني» يُعد ثالث أكبر مسرح في العالم العربي بعد دار الأوبرا المصرية ودار الأوبرا السلطانية العمانية، ويتسع ل 1001 مقعد وهو الرقم المرتبط في الذاكرة بأجمل الحكايات من ليالي ألف ليلة وليلة، وتبلغ مساحته 11،869 متراً مربعاً، بالإضافة إلى قاعة أخرى تتسع لمئة شخص سيتم تخصيصها لأغراض التدريب وتغطية المناسبات البسيطة واستضافة ورش العمل المختلفة. أما فيما يتعلق بالتجهيزات الأخرى، فسوف تكون هناك مواقف للسيارات تتسع ل 290 سيارة، إلى جانب المواقف الحالية لمتحف البحرين الوطني. هذا إلى جانب الأعمال الأخرى كتطوير واجهة بحيرة المتحف وأعمال التشجير والتزيين. ولتنفيذ شعار المسرح الوطني، فقد قامت السيدة هدى سميتسهوزن أبي فارس بتصميم الشعار الذي يعتمد على الاشتغال الفني الحروفي ومن ثم تقديم خط مشابه ومواز له ولكن في صورة انعكاس، وهو مستوحى من تصميم المشروع ذاته المقام شمال بحيرة المتحف الوطني، حيث ينعكس المبنى ذاته على سطح الماء، كما تجسد فكرة الشعار الأثر المسرحي وكونه انعكاساً لفكر الشعوب، ثقافاتها وإرثها الحضاري.