مع بدء العد التنازلي لافتتاح مشروع المنامة للمسرح الوطني، أعلنت معالي وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة مساء (الأربعاء) الماضي عن حفل افتتاح مشروع «المسرح الوطني» وتدشينه في الثاني عشر من شهر نوفمبر الجاري الذي يمثّل شهر «المسرح» ضمن برنامج المنامة عاصمة الثقافة العربية للعام 2012م، وذلك في المؤتمر الصحافي الذي عقدته وزارة الثقافة بحضور مجموعة من الإعلاميين والمهتمين بالشؤون الثقافية والفنانين المسرحيين بقاعة متحف البحرين الوطني. وتناول المؤتمر الصحافي تفاصيل المشروع وتطلعات وزارة الثقافة للتقديم الثقافي المغاير وتحقيق تطوير أدائي في مستوى الفنون الاستعراضية والأوبرالية، المسرحية، الأدائية، الغنائية وغيرها. وقالت معالي وزيرة الثقافة بهذه المناسبة: «نؤمن أن خشبة المسرح هي التي تُجسِّد ثقافات الشعوب وفكرهم، ونعرف جيدًا أن الحُلم الثقافي سيصير حقيقةً على هذا المسرح، وقد حان الوقت الآن لنلتئم جميعًا في حُلُمٍ واحدٍ وخشبة واحدة تفتح لنا مساراتٍ متواليةً من العوالم وثقافات الشعوب وفنونها». وأضافت: «خيارنا اليوم هو الأمل والفعل الثقافي، أن نُغيِّرَ بالجَمال وبالمسرح كلَّ ما قد نصل إليه، وأن نحوِّل الأفكار إلى واقع، فقد شكّل هذا العمل المعماري طوال الفترة الماضية رغبةً حقيقيةً في ارتكاب المختلف والمغاير، ونبحث عن الأثر العميق من خلال المسرح». وأشارت في المؤتمر إلى أن هذا المشروع يستكمل الآن آخر أعماله التنفيذية والتجميلية، وأنّ فريق العمل يباشر الآن بإنجازٍ آخر الخطوات التنفيذية ليتم تدشين المسرح الوطني في الوقت المخطط له بموقعه شمال بحيرة متحف البحرين الوطني في المجمَّع الثقافي. ويمثّل هذا المسرح صرحًا وطنيّاً سيشهد منذ موعدِ افتتاحِه العديدَ من البرامج والفعاليات والأنشطة المسرحية والفنون الأدائية وعروض الأوبرا والاستعراض، والتي ستستقطب الخبراتِ العالميةَ وتمنحُ المسرح البحريني حقَّهُ الثقافي في الظهور وتجاذب المعارف والفنون من مصادرها من كل أنحاء العالم. يُعَدُّ مسرح البحرين الوطني ثالث أكبر مسرحٍ في العالم العربي بعد دار الأوبرا المصرية ودار الأوبرا السلطانية العمانية، ويتّسعُ ل 1001 مقعدٍ ،وهو الرقم المرتبط في الذاكرة بأجمل الحكايات من ليالي ألف ليلة وليلة، وتبلغ مساحته 11,869 مترا مربعاً، بالإضافة إلى قاعة أخرى تتًّسعُ لمائة شخصٍ سيتمُّ تخصيصها لأغراض التدريب وتغطية المناسبات البسيطة واستضافة ورش العمل المختلفة. أمّا فيما يتعلَّق بالتجهيزات الأخرى، فسوف تكون هناك مواقف للسيارات تتسع ل 290 سيارة، إلى جانب المواقف الحالية لمتحف البحرين الوطني. هذا إلى جانب الأعمال الأخرى كتطوير واجهة بحيرة المتحف وأعمال التشجير والتزيين. كما قد تم الاتفاق مع شركة متخصصة لتنفيذ شعار المسرح الوطني، حيث قامت هدى سميتسهوزن أبي فارس بتصميم الشعار الذي يعتمد على الاشتغال الفني الحروفي ،ومن ثمّ تقديم خطٍّ مشابه وموازٍ له ولكن في صورة انعكاس، وهو مستوحَى من تصميم المشروع ذاته المُقام شمال بحيرة المتحف الوطني، حيث ينعكس المبنى ذاته على سطح الماء، كما تجسّد فكرة الشعار الأثر المسرحي وكونه انعكاسًا لفكر الشعوب، ثقافاتها وإرثها الحضاري. ومنذ وضع حجر الأساس في أواخر شهر يونيو في العام 2010م، والعمل على إنجاز المسرح الوطني مستمرٌ ضمن وتيرةٍ سريعة، تم فيها اتِّباع استراتيجيات وخطط واضحة، واعتماد مجموعة من المعايير العالمية التي شاركت في تحقيقها العديد من الخبرات الشهيرة والجهات الاختصاصية. كما تم تفعيل التعاون ما بين وزارتي الثقافة والأشغال لتحقيق المنجز الوطني باشتراطات وجودة عالمية، نُفّذ فيها جهد فني خاص فيما يتعلق بالواجهات والتصاميم الداخلية الدقيقة، بالإضافة إلى اعتماد تقنيات إضاءة خاصة بالمسرح والمنافذ والمداخل للمشروع.