باريس - ا ف ب - منحت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة والاعلام في البحرين جائزة كولبير الفرنسية في حفلة اقيمت الاثنين في فندق ريتز في باريس بحضور المديرة العامة لمنظمة «يونيسكو» ايرينا بوكوفا التي سلمتها الجائزة. وتمنح جائزة كولبير للتراث التي تضع حوار الحضارات في رأس اهدافها، للمرة الاولى من قبل لجنة كولبير التي تكرم شخصية معنية بالتراث الثقافي والترويج للابداع الفني والجمالي، ومنحت الجائزة للشيخة مي تقديراً لدورها الفاعل في مجال التوثيق التاريخي وحماية التراث والابتكار الثقافي في وقت تحتفل فيه «يونيسكو» هذا العام بالتقارب بين الثقافات. وفي حين وصفت ايرينا بوكوفا وزيرة الثقافة البحرينية بأنها «تعمل للدفاع عن مبادئ «يونيسكو» منوهة بجهودها لتشجيع الانشطة الثقافية، رأت الشيخة مي في كلمتها بالمناسبة ان الثقافة «تعتبر من اهم الروابط الانسانية بيننا». وقالت «حين بدأت طريقي من أجل المعرفة لم اكن اعرف أني سأجد بصورة سريعة كل هذا العدد الرائع من المهتمين بالشأن الثقافي، ففي كل خطوة اكتشاف وفي كل وقفة روابط جديدة». وقالت: «انا سعيدة، لكن ذلك يعني بالنسبة لي مسؤولية اكبر لمواصلة ما بدأناه». واضافت متطرقة لطبيعة نشاطها: «نحن نتوجه في مملكة البحرين للمحافظة على التراث العمراني وعلى الهوية وعلى الصناعات الخاصة بهذا الجزء من العالم والتعريف به». وتزور وزيرة الثقافة والاعلام البحرينية فرنسا حتى 11 حزيران (يونيو) الجاري وتعقد لقاءات مكثفة مع عدد من الشخصيات الفرنسية والعربية اضافة لزيارة عدد من المؤسسات بهدف التبادل الثقافي. وستلتقي الشيخة مي وزير الثقافة الفرنسي فريديريك ميتران الذي كان في زيارة للبحرين قبل ايام، كما تزور متحف اللوفر ومركز جورج بومبيدو والتلفزيون الفرنسي وتلتقي المسؤولين فيها بهدف عقد اتفاقات ثقافية. كما تعقد الوزيرة البحرينية لقاءات مع مجلس السفراء العرب في «يونيسكو» للتباحث في إمكانية إقامة «مركز إقليمي للتراث العالمي» يكون مقره البحرين. وعن المشاريع الثقافية التي يتم العمل عليها في البحرين حالياً، تكشف الشيخة مي عن قرب افتتاح مسرح البحرين الوطني الذي سيبدأ العمل على خشبته في عام 2012 في بادرة رعاها ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى الذي سيدشن المسرح بنفسه خلال الصيف. كما كشفت عن مشاريع لافتتاح اربعة متاحف في مواقع اثرية في البحرين التي تسعى لتعزيز مواقعها الاثرية والاستثمار في الثقافة بدعم من القطاع الخاص، وقالت «من واجبنا التعريف بهذه المواقع والمحافظة عليها وتوظيفها». وحول الاعتراض الذي يبديه عدد من المثقفين في مملكة البحرين على الاكثار من المشاريع الثقافية في وقت يحتاج فيه البحرين الى مشاريع انمائية في مجالات معيشية قالت الوزيرة «ان أي حراك أو تغيير يلقى صدى ايجابياً من بعض الناس، وصدى سلبياً من آخرين ... حين اطلقنا مهرجان ربيع البحرين الثقافي عارضنا الكثير من المثقفين في البحرين (...) لكن المهرجان اليوم بات له مكانته وسمعته». وقالت وزيرة الثقافة والاعلام البحرينية انها لن تخرج ابدا من العمل الثقافي وانها حين اختلفت مع وزير الثقافة السابق ذهبت للعمل في القطاع الخاص، ولكن دائماً في المجال الثقافي، مضيفة «الموقع الرسمي يعطيك صلاحية الدفاع عن المواقع والمؤسسات الثقافية وهدفي النهائي هو البحرين».