حسب دراسة حديثة نشرت في أكتوبر الماضي وصل عدد مستخدمي الانترنت في العالم العربي إلى 23% من عدد السكان، ومن المتوقع أن ترتفع النسبة إلى 38% في عام 2030 هذه النسبة المتزايدة في العالم سببها سهولة استخدام الإنترنت من جهة، وتنوع الأجهزة التي تستخدم للولوج إلى الإنترنت من جهة أخرى، أضف إلى ذلك تنوع الخدمات التي تقدمها الإنترنت. وفي المملكة منذ أن بدأت أيام الإنترنت الأولى كانت المحادثة هي أول خدمة يستغلها السعوديون، تلت ذلك مجموعات تبادل البريد الإلكتروني حيث تتيح هذه المجموعات المجال لتبادل الصور وملفات الفيديو وروابط الإنترنت، واليوم تغيرت المعادلة وتحولت الأمور التي حرص مستخدمي الإنترنت على الانتفاع بها من أجهزة الكمبيوتر إلى أجهزة الهواتف النقالة، فأصبحت برامج المحادثة وتبادل المعلومات والصور هي اللاعب الأساسي على هذه الأجهزة بالإضافة إلى شبكات التواصل الاجتماعي مثل تويتر و Path و فيسبوك. هذا التحول في استخدام الإنترنت من الحواسيب إلى الهواتف النقالة، أتاح إيرادات جديدة لشركات الاتصالات من خلال تقديم خدمات الإنترنت عبر الشبكة الخلوية، إلى أن أصبحت الشركات تقدم باقات للإنترنت بأسعار معتدلة نسبياً، وفي المقابل استخدم السعوديون هذه الباقات لتشغيل برامج المحادثة مثل ال "الواتسآب" وال "لاين" و ال "فايبر" وال "كاكاو"، وبرامج أخرى أتاحت إمكانيات المكالمات الهاتفية أو المكالمات المرئية مثل ال "فايبر" و ال "تانقو" و سكايب، وغيرها من الخدمات، وهذا البرامج لا تعمل فقط عبر الشبكات الخلوية وإنما عبر الشبكات اللاسلكية (الواي فاي). المتمعن في طريقة استخدام السعوديين لهذه البرامج يلتمس مقدار التحول الحاصل من التواصل عبر المكالمات الهاتفية والذي كان السائد قبل ارتفاع وتيرة استخدام الإنترنت، مروراً بالتواصل عبر الرسائل القصيرة والذي كان مع بداية استخدام شبكات الهواتف النقالة، وانتهاءً باستخدام برامج الإنترنت عبر خدمات النطاق العريض لتبادل الصور والمقاطع الصوتية ومقاطع الفيديو، ولعل هذا الأمر قد يدق ناقوس الخطر لخدمات المكالمات الهاتفية والتي باتت مقتصرة على مكالمات العمل، وحتى هذه الأخيرة (مكالمات العمل) تحولت إلى استخدام برامج المحادثات عبر برامج المحادثة المرئية مثل غوغل توك وسكايب وشبكات VOIP. لعل الفترة القادمة ستشهد تحولاً كبيراً في استخدام أدوات التواصل عبر الإنترنت نظر لتطور الهواتف النقالة وسهولة استخدامها والحصول عليها مثل (آيفون، جالكسي 3، إكس بيرا) وغيرها من الهواتف ذات الشاشات الكبيرة، بالإضافة إلى أجهزة الحواسيب اللوحية، فهل سنسمع في الفترة القادمة عن انتهاء عصر المكالمات الهاتفية المدفوعة؟، ورواج سوق وسائل التواصل الأخرى عبر الإنترنت.