كل الدلائل تشير إلى التحام قريب بين قدرات الحواسيب الشخصية وأجهزة الهواتف النقالة، فخلال الكلمة التي ألقاها رئيس شركة غوغل (أريك شميدت) مؤخرا في قمة أبوظبي للإعلام أكد على أن هناك زحفاً سريعاً جدا نحو برمجة الأجهزة النقالة، فمبرمجو شركة غوغل على سبيل المثال عندما يطورون تطبيقاتهم الاجتماعية فهم يبدؤون بنسخة الهاتف النقال قبل نسخة سطح المكتب. ثم استشهد بإحصائية مثيرة عن نسبة انتشار أجهزة الهواتف النقالة مقارنة بانتشار الحواسيب الشخصية سابقا، فقد ذكر أن سرعة انتشارها حاليا تعادل 8 مرات سرعة انتشار الحواسيب الشخصية قبل عشر سنوات مضت. كما أن عدد الهواتف الذكية الآن أكبر من عدد أجهزة الحاسب الشخصية. وأعطى إحصائيات عن نسبة تغلغل الهواتف النقالة بين السكان في بعض مناطق العالم مثل الإمارات حيث وصل إلى 100% وفي أوروبا الشرقية وصل معدل الانتشار إلى 130%. بعدها أشار إلى أن العديد من دول العالم وخاصة النامية منها يتصفحون الإنترنت ويصلون لمحرك غوغل من خلال الهواتف النقالة مثل اندونيسيا وجنوب أفريقيا وبروناي وغيرها. وفي معرض حديثه تطرق إيرك لمفهوم حوسبة الغمام (Cloud Computing)، وبين أن زيادة القدرة الحاسوبية لأجهزة الهواتف النقالة والتي وصلت في بعضها إلى واحد غيغابايت، يعني أن المستقبل سيعتمد على الغمام. كما أوضح أن الهواتف النقالة ستلعب دورا مؤثرا في إكمال منظومة الغمام والاستفادة من خدماتها مثل إرسال الرسائل النصية بلغة ما ليتم ترجمتها فورا عن طريق خدمات موجودة في الغمام إلى لغة الهاتف المتلقي! أو استخدام ترجمة الصوت الآنية خلال المكالمات الهاتفية أو تمييز الصور بعدسة الهاتف النقال وغيرها من الخدمات التي ستقوم بها منظومة الغمام. باختصار ما قدمه إيرك في كلمته التي لم تتجاوز 20 دقيقة هو تصور لما سيكون عليه المستقبل من وجهة نظر أكبر إمبراطورية لمعالجة المعلومات على وجه الأرض. فالحوسبة المبنية على الهواتف النقالة والمدعمة بحوسبة الغمام هي ما ستقودنا إليه التطورات التقنية قريبا، فهل سننضم إلى الركب ونبدأ العمل على برمجة الهواتف النقالة لخدمة احتياجاتنا الخاصة وبلغتنا؟