بعد التوقيع الرقمي، يبدو أنه آن الأوان لظهور التوقيع الهاتفي! صحيح أن الأمور تبدو معكوسة بين الكومبيوتر والهاتف، لأن الحاسوب ظهر بعد الهاتف، لكن التوقيع الإلكتروني ظهر قبل سنوات طويلة من التفكير في إيجاد نظير له في الهاتف. ومن نافل القول الإشارة الى أن العلاقة بين الحاسوب والهاتف أكثر تعقيداً من الأسبقية في الزمن. فبمعانٍ كثيرة، استولى الكومبيوتر على كثير من وظائف الهاتف، بداية من خطوطه التي غالباً ما تستخدم معبراً للدخول الى شبكات الكومبيوتر، ومروراً بأن الإنترنت اهتمت بأن تصبح وسيلة لنقل المكالمات الصوتية (ثم أضافت الصور إليها)، ووصولاً الى تطوير وظائف الهاتف لتشمل تلقي البريد الإلكتروني والفاكسات المُرسلة عبر الإنترنت والصور المنقولة بواسطة ال «ويب» وغيرها. وجاء الدور أخيراً على التوقيع. فقد استطاع باحثون في «مركز فراونهوفر» صنع تقنية تتيح إيجاد توقيع رقمي للمكالمات الهاتفية التي تجري عبر الإنترنت، مثل تلك التي تقدّمها شركة «سكايب». وكذلك توصلوا الى صنع أرشيف موثّق للمكالمات. ويتوقّع أن يشكّل هذا الأمر حدثاً أساسياً في «المعرض العالمي للهواتف المحمولة» الذي تستضيفه مدينة برشلونة بين 15 و18 شباط (فبراير) الجاري. والمعلوم أن المكالمات الهاتفية عبر الإنترنت شهدت تطوّراً سريعاً في الآونة الأخيرة، بحيث باتت الكثير من الشركات تعتمد على «بروتوكول نقل الصوت عبر الإنترنت» (يُشار إليه بمصطلح «فايوب» VoIP) كأساس في خدماتها، بل أن شركات الاتصالات لم تكف، خلال معظم العقد الماضي، عن طلب تعميم بروتوكول «فايوب» عالمياً. وترى بعض هذه الشركات، مثل «بتكوم» الألمانية أن القدرة على مزج خدمات متباعدة، مثل مزج الصوت (المكالمات الهاتفية) مع النصوص (رسائل البريد الإلكتروني)، تُشكّل حافزاً قوياً لإنجاز الانتقال الى بروتوكول «فايوب» عالمياً. ويعطي التوقيع الهاتفي دفعاً قوياً في الاتجاه عينه، خصوصاً انه يحوّل المكالمة الهاتفية التي تجرى عبر الإنترنت، مثل رسالة البريد الإلكتروني، بمعنى القدرة على تتبع مرسلها ومعرفة الكومبيوتر الذي انطلقت منه والحاسوب الذي وصلت إليه. يمكن الحصول على مزيد من المعلومات في الموقع الإلكتروني المُخصص ل «المعرض العالمي للاتصالات المحمولة» «موبايل ورلد كونغرس. كوم» mobileworldcongress.com