يقع كثير من الباحثات عن الرشاقة ضحية حميات غذائية قاسية، غير مباليات بالمخاطر الجمة التي تعترض طريقهن في سبيل الحصول على جسم متناسق بعيد عن كتلة الجسم، وتعتقد هؤلاء الباحثات أن هذه الحمية هي التي سوف تصل بهن لقائمة الرشيقات، واللائي يشار لهن بالبنان، لسرعة ما حققنه من خسارة للوزن في غضون أشهر قليلة. تقول نادية الغامدي (طالبة جامعية) إنها لا تتابع أنظمة الريجيم عبر مواقع الإنترنت، مشيرة إلى أن وزنها لا يتناسب مع طولها، وإنها تحاول أن تخفف من هذا الوزن قدر استطاعتها، إلا أنها في كل مرة لا تتحمل أنواع الريجيم الذي تتبعه، حيث يسبب لها الإرهاق والإجهاد. وأضافت أنها جربت إحدى الحميات لمدة أسبوع كامل دون أن تأكل شيئا، وكان اعتمادها على الماء فقط، مما جعلها تتعرض للغثيان والدوخة والدوار، فتركت الحمية الأولى، وبحثت عن غيرها، وهكذا دون أن ينقص وزنها إلا كيلوين، وأشارت إلى أنها لم تقم باستشارة أي طبيب في هذه الحميات التي تقوم بتنفيذها وتصر على تنفيذها دون فائدة. وبينت أم رشا (موظفة في مستشفى خاص) أنها تحرص على نظام الحمية، ولكن بدون استشارة طبية، وأنها تعمد إلى متابعة بعض الكتب والمجلات وخبرات البعض في الريجيم. وقالت إنها في أحد الشهور قامت بتغيير نظام الحمية إلى نظام قاسٍ لتحصل على جسم رشيق في غضون أسابيع قليلة، واستمرت على هذا النظام حتى تعرضت لألم حاد بالرأس لم تستطع احتماله، مما حدا بها لمراجعة الطبيب، حيث عرفت أن الحمية القاسية سبب أزمة الصداع الذي أصابها. ومن يومها بدأت في المتابعة مع الطبيب إلى أن حققت وزنا مثاليا ولكن مشكلتها تكمن في كيفية الحفاظ على الثبات عند وزن معين. من جهته أكد رئيس قسم الغدد الصماء والسكر والتعليم الطبي بمستشفى الهدا العسكري بالطائف الدكتور صفوان زعتري أن "الحمية الغذائية ينبغي أن تكون نظام حياة، ولا تستخدم لفترة زمنية بسيطة ثم يتم تركها""، مشيرا إلى أنه لا ينبغي على أي شخص أن يتبع حمية غذائية دون استشارة الطبيب، فالطبيب عامل مهم في اختيار الحمية التي تناسب الشخص. وبين أن "دور الطبيب تقييم المريض في البداية لعدد من الأمور المهمة كتحديد نوع السمنة إذا كانت مرضية أو نحو ذلك، ومضاعفات السمنة وحالة السكر والضغط، وكذلك العلاج الذي يتناوله المصابون بالسمنة لأي مرض آخر قد يؤثر في نظام الحمية". وعن أنواع الحمية قال الدكتور زعتري إن "الحمية ثلاثة أنواع، حمية تعتمد على تخفيض السعرات الحرارية اليومية في الوجبات، وهي أكثر حمية مثبتة علميا، فقليل دائم خير من كثير منقطع، والحمية الثانية الحرمان، ويعتمدها أغلب الشباب، ولها مضاعفات خطيرة على صحة الإنسان، وحمية ثالثة تعتمد على التقليل الشديد من النشويات، ويبقى على البروتينات". وأشار إلى أن الحمية عادة ما تستمر من 3 6 أشهر ، مع الأخذ بأن الحمية هي فن ينبغي أن يتقنه الجميع في حياتهم، مضيفا أن العلاج السلوكي لمريض السمنة يقوم على تحقيق هدف واقعي مبني على الطب المثبت بالبراهين والدراسات العلمية. وشدد الدكتور زعتري على أهمية اختيار الوقت المناسب للقيام بأي نوع من أنواع الريجيم أو الحميات الغذائية، وكذلك ضرورة التعامل مع الضغوط النفسية الموجودة بالمنزل، فالمشاكل الأسرية تعيق إنقاص الوزن. وأضاف أنه من المهم أن يراقب الإنسان نفسه أثناء الريجيم، وذلك بأن يكون لديه مفكرة للأكل، ويقوم بالتدوين اليومي لما يأكل، وكيفية الأكل، إضافة إلى القيام بالتمارين الرياضية، والمحافظة على أدائها، حتى ولو لم يكن هناك إمكانية لإجراء هذه التمارين بالمنزل، مشيرا إلى أن الهرولة المكانية أمام النافذة بالمنزل واستنشاق الهواء المتجدد يفيان بالغرض. وبين الدكتور زعتري أن من المهم اختيار الوقت المناسب لإجراء التمارين الرياضية، أو إجراؤها على بعض الأجهزة الرياضية بالمنازل، منوها بأن السير في الهواء الطلق والخروج من جو المنزل يحقق المطلوب في إنقاص الوزن بنسبة أكبر من إجراء التمارين بالمنزل ، مضيفا بأنه ينبغي عدم اتباع ما تعلنه الفضائيات من أجهزة وأدوات رياضية وأساور وكريمات تؤدي للنحافة، ونحو ذلك. وقال إن "المجتمع ينبغي أن يكون على مستوى من الفطنة والذكاء، ويطلب أدلة علمية ودراسات تثبت صحة مزاعم وإعلانات شركات بيع هذه المنتجات".