ارتبطت محافظة الطائف قديماً بعادات وتقاليد عربية عريقة توارثها الأجيال عبر مر العصور، لتبرز لنا بعضها في وقتنا الحاضر من خلال احتفاء أهالي الطائف بقدوم شهر رمضان المبارك، وعيد الفطر، والحج، وعيد الأضحى المبارك. وروى أحد أهالي الطائف المواطن عيسى القصير / 85 سنة بعض هذه العادات والتقاليد التي عايشها في الطائف قبل ما يقارب 60 عاماً، منها الاحتفاء بالأسر والأفراد الذين أدوا فريضة الحج بعد عودتهم إلى ديارهم، في مناسبة يطلق عليها أهالي الطائف"سرارة"، حيث يجتمع الحجاج مع الأبناء والأرحام وأبناء العمومة، وينثرون على رؤوس الأطفال قطع الحلوى في جو يغمره الفرح والسرور، يصاحب ذلك رقصات شعبية يشارك فيها الجميع ابتهاجاً بعودة الحجيج. وأوضح أن قافلة الحجيج عند عودتها للطائف قديماً، تحطّ رحالها محملة بالهدايا التي توزع على أهالي الحجاج والجيران، وهي عبارة عن صحن الحمص، والحلاوة الحمراء، والحلاوة الحمصية البيضاء، مع بعض لعب الأطفال التي كانت سائدة في ذلك الزمان مثل: الحصان، والجمل، والعروسة، وناطور الصور، الذي يحوي صوراً للمسجد الحرام، والمسجد النبوي الشريف، والمسجد الأقصى المبارك، وغيرها من المعالم التاريخية. ولفت القصير إلى أن هناك عادات محببة لدى نساء الطائف في الماضي، وهي لعبة "القيس" التي يمارسها البعض أثناء وقت فراغهن في موسم الحج الذي يغيب فيه الآباء والأزواج والأبناء عن المنزل لأداء فريضة الحج، بينما البعض الآخر منهن يزاولن البيع والشراء في السوق، وتذهب أخريات لاقتناء حاجيات المنزل من أجل الاستعداد لعيد الأضحى. وأشار إلى أن بعض ربات البيت يقمن خلال احتفالية عودة الحجاج، بعمل صواني المعمول، والغريبة، والكعك، والعيش البلدي، وعيش الفتوت، والمبزر بالبزارات الشهية الفواحة بروائحها الطائفية، ويرددن معها بعض الأهازيج الطائفية. وفي يوم عيد الأضحى، قال عيسى القصير، إن أهالي الطائف اعتادوا توزيع لحوم الأضاحي على الأسر الفقيرة والأقارب، بينما يكون معظم طعامهم المعدّ في المنازل خلال العيد من اللحوم.