للكشافة والجوالة في جمعية الكشافة العربية السعودية دور تطوعي كبير يبرز في المناسبات التي تمر بها البلاد، ومن أهم هذه المناسبات "الحج" الذي يتكرر كل عام، حيث يظهر دور هؤلاء "الكشافة" و"الجوالة" في كافة أعمال الحج، وقد جنّدت الجمعية هذا العام (4350) كشافاً وجوالاً من مختلف قطاعاتها الكشفية لخدمة حجاج بيت الله الحرام في "مكةالمكرمة" والمشاعر المقدسة؛ ليسهموا مع عدد من الجهات المعنية في خدمة ضيوف الرحمن، وهذا يأتي سعياً من الجمعية في غرس روح التطوع وحب العمل وخدمة الآخرين لدى الناشئة من أبناء الوطن، إلى جانب تنمية المحبة والتآلف بين أفراد الكشافة، وإحساسهم بالواجب الذي يجب أن يقدموه لضيوف الرحمن، وإظهار الدور المنير للشباب السعودي أمام حجاج بيت الله الحرام ومتابعيهم عبر وسائل الإعلام المختلفة. مشاركات متوالية وتدلف الجمعية عامها ال(51)، حيث بدأت برامجها في خدمة الحجاج أوآخر السبعينيات الهجرية بمجموعة من كشافي العاصمة المقدسة، ثم توالى الأمر بمشاركة كشافي "جدة" و"الطائف" إلى عام 1382 ه، حيث بدأت الخدمة العامة رسمياً تحت رعاية جمعية الكشافة العربية السعودية، وكان يقودها آنذاك الأستاذ "صالح غانم" بمشاركة (150) كشافاً من سائر أنحاء المملكة، حتى رأت الجمعية تعميم المشاركة في الخدمة لتشمل الدول العربية والإسلامية، فتمت الموافقة من معالي رئيس الجمعية آنذاك الشيخ "حسن آل الشيخ" -رحمه الله-. إرشاد ذاتي وذكر "صالح بن رجاء الحربي" - قائد عام المعسكرات- أنّ الجمعية أطلقت هذا العام حزمة جديدة من التعاملات الإلكترونية التقنية تضاف إلى ماتم في الأعوام الماضية، وكان من أهمها؛ الإرشاد الذاتي بالأجهزة الذكية، حيث يتاح للحاج التائه إدخال خطوط الطول والعرض للموقع الذي يقع فيه، ويختار الجهة التي يريد الوصول إليها عبر جهازه النقال؛ مما خفف من الضغط الكبير على أفراد الكشافة ليوصل الحاج نفسه دون الحاجة إلى مرشد يرافقه طول الطريق، كما سيشهد الإرشاد الإلكتروني نقلة جديدة عبر موقع الجمعية على الشبكة العنكبوتية، إذ يمكن للحجاج تحميل الخرائط الإرشادية التي تصدرها الجمعية للمشاعر من موقع الجمعية على أجهزتهم الذكية الشخصية. «خرائط إلكترونية» و«إرشاد ذاتي» في المشاعر المقدسة تنسيق وتعاون وتسهم جمعية الكشافة العربية السعودية مع الجهات الحكومية والأهلية التي جندها خادم الحرمين الشريفين للإسهام في خدمة ضيوف الرحمن، فتتشارك بمهمة راحة الحجاج ومتابعة شؤونهم، وذلك بالتنسيق مع مؤسسات الطوافة، ومؤسسات حجاج الداخل، والمؤسسة الأهلية للأدلاء، وتعمل على توجيه وإرشاد الحاج الذي قد يظل عن الطريق إلى مقر إقامته في زحمة الناس، وتنقلاتهم بين المشاعر، وهذه المشاركة التي تسهم بها الكشافة تخفف الحمل عن وزارة الحج، التي ليس بمقدورها إيصال كل التائهين، ولذلك فإنّ الجمعية تأخذ على عاتقها تلك المسؤولية. تخطيط مسبق ويبدأ الكشافة والجوالة مع أول أيام شهر ذي الحجة بمهمة المسح وجمع المعلومات بمشعري "منى" و"عرفات" ولمدة سبعة أيام، ويصدر بعد ذلك دليل الإرشاد للمشاعر، وكذلك دليلي الشرائح والذي بواسطته يتم تنفيذ المرحلة الثانية، وفي مساء اليوم السابع من ذي الحجة تنطلق الكشافة والجوالة في مهمة إيصال الحجاج التائهين إلى مقارهم، إذ يبلغ أعداد التائهين الآلاف كل عام، حيث يتجمعون في مراكز إرشاد التائهين التابعة لوزارة الحج وبإدارة جمعية الكشافة في كل من "منى" و"عرفات"، والتي تبلغ أكثر من (30) مركزاً منتشرة في كافة المشاعر المقدسة. حد من الممنوعات ويتعاون الكشافة والجوالة التابعون للجمعية مع موظفي أمانة العاصمة المقدسة في منع البائعين المتجولين غير النظاميين من الافتراش في الساحات والطرق العامة، ومنع الحجاج من الحلاقة حول الساحات المحيطة بجسر الجمرات وجوار مجمع دورات المياه وتوجيههم إلى المواقع المخصصة، ومنع الطبخ بين المفترشين لغرض التجارة، والتأكد من حصول المحلات التجارية على رخص نظامية ووجود الشهادات الصحية للعاملين لمزاولة بيع المواد الغذائية، والتأكد من وضع التسعيرة الرسمية في محل بارز بالمباسط المرخص لها، ومتابعة النظافة العامة، ومراقبة عمال النظافة بشكل عام، ومراعاة النظافة في المواد الغذائية التي تقدم للحجاج. الصحة أولاً.. وينتشر الكشافة في عدد من المستشفيات بمكةالمكرمة، للإسهام في إرشاد الحجاج المرضى المتحسنين وإيصالهم إلى مقار مؤسساتهم وسكنهم بعد أن يتماثلوا للشفاء، وتنظيم المرجعين في العيادات الخارجية والتخصصية وحفظ النظام داخلها، وإرشاد المراجعين للمستشفى بأماكن العيادات ومرافق المستشفى المختلفة، وتقديم بعض الخدمات المساندة عند الطلب في القيام ببعض الإجراءات الإدارية أو الإسعافات الأولية للحجاج المصابين، وذلك من قبل بعض الكشافين أو الجوالة الذين يجيدون ذلك ولديهم دراية من خلال الدورات المكتسبة في الإسعافات الأولية، كما يرشدون المراجعين إلى المراكز الإسعافية داخل المسجد الحرام وخارجه. ويراقب أفراد الكشافة والجوالة المواد الغذائية المعروضة للبيع والتأكد من تاريخ صلاحيتها ومصادرة التالف منها بالتعاون مع وزارة التجارة، إلى جانب مراقبة الأسعار داخل المشاعر المقدسة، وإبلاغ وزارة التجارة عن نقص المواد التي يحتاج إليها الحاج مثل المواد الغذائية أو المياه الباردة، لتتولى مسؤولية توفيرها في أماكن التوزيع، إلى جانب إيصال التسعيرات الصادرة من وزارة التجارة للمباسط والمحلات التجارية ومراقبة تطبيقها، والإسهام في توزيع المواد الغذائية المقدمة من المتبرعين وفاعلي الخير. تنظيم وإشراف واشتركت الجمعية في مشروع الإفادة من لحوم الأضاحي، من خلال المشاركة مع البنك الإسلامي في بعض المهام، حيث أوكلت للكشافين والجوالة وتحت إشراف بعض القيادات الكشفية المتميزة الانتشار في عدد من المجازر للمهمات لإرشاد وتوجيه الحجاج داخل المجازر الحديثة وخارجها، وتنظيم حركة سير الحجاج ومنع ازدحامهم داخل المجازر، والمساعدة في فك الاختناقات أثناء العمل، ومنع أخذ لحوم الهدي والأضاحي بدون تصريح، ومساعدة كبار السن ومحاولة تذليل الصعاب لهم. ويساعد شباب الكشافة والجوالة في تنظيم حضور محاضرات وندوات الأمانة العامة للتوعية الإسلامية بمكةالمكرمة في الحج، إلى جانب المساعدة في توزيع الكتب والأشرطة الإسلامية التي تأمنها الأمانة، وتنظيم المستفيدين الذين يسألون عن بعض أحكام الحج في الدخول على أصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ، ومرافقة ضيوف خادم الحرمين الشريفين بالمشاعر المقدسة وتقديم المساعدة والإرشاد لهم. حسن آل الشيخ -رحمه الله- أثناء افتتاح أحد المخيمات الكشفية كشاف يرشد حاجاً عام 1385ه كشاف يدفع حاجاً بعد خروجه من المستشفى كشاف يشارك في عملية التوعية الإسلامية للحجاج صالح الحربي