لفّ الذهول والصدمة لبنان أمس في يوم حداد وطني شامل حزناً على اغتيال رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الدّاخلي العميد وسام الحسن، وفي حين تقطعت أوصال الطرق اللبنانية بالإطارات المشتعلة والاعتصامات العفوية من الشمال إلى الجنوب مروراً بالعاصمة بيروت التي عمّتها الاعتصامات المطالبة باستقالة الحكومة، فإن محاولات الاحتواء السياسية بدأت على أعلى المستويات مع انعقاد جلسة لمجلس الوزراء في بعبدا، إثر صدور أكثر من صوت في قوى 14 آذار يدعو رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى الاستقالة، وقد تلا النائب نهاد المشنوق بياناً عقب اجتماع هذه القوى في «بيت الوسط» اعتبر فيه أن «إنقاذ لبنان أمانة في أعناقنا ويتطلب استقالة الرئيس نجيب ميقاتي، وقيام حزب الله بتسليم المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري للمحاكمة، والطلب من الأمين العام للجامعة العربية والأمم المتحدة باتخاذ الخطوات اللازمة لحماية لبنان وضبط الحدود اللبنانية السورية». وكانت ردّة فعل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فورية فوضع استقالته في تصرّف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي طلب منه التريّث إلى حين إجراء مشاورات مع أقطاب طاولة الحوار الوطني. وقال ميقاتي في تصريح له عقب الجلسة الحكومية:» هل قدر نجيب ميقاتي أن يكون دائماً في الأوقات الصعبة. أنا لست متمسكاً في هذه الحكومة ولا بالمنصب، ودعيت إلى تشكيل حكومة وفاق وطني. وأنا أقول اليوم يجب تأليف هذه الحكومة. أنا أستغني عن هذا المنصب من أجل أهلي».