أعلن لبنان أمس حدادا وطنيا على رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد وسام الحسن والقتلى الذين سقطوا معه في انفجار ضخم وقع أول من أمس في ضاحية الأشرفية شرق بيروت، بينما وجهت المعارضة اللبنانية الاتهام إلى دمشق بالوقوف وراء الحادث. وعقد مجلس الوزراء اجتماعا طارئا لبحث الأوضاع. إلى ذلك طالبت قوى المعارضة في ختام اجتماعها عقب الانفجار الحكومة بالرحيل، ودعت ميقاتي "إلى تقديم استقالته فورا". وحملته "شخصيا بالدور الذي ارتضاه لنفسه مسؤولية دماء الحسن وبقية الأبرياء الذين سقطوا في الأشرفية". كما حملت "الحكومة مجتمعة المسؤولية السياسية والأخلاقية الكاملة للمخطط الرامي لضرب الاستقرار ومن ضمنه هذه الجريمة النكراء". وكان ميقاتي قد أعلن أمس أنه ليس متمسكا برئاسة الحكومة، لكنه علَّق أي قرار حول استقالته في انتظار نتائج مشاورات وطنية يجريها رئيس الجمهورية. وقال إثر جلسة طارئة لمجلس الوزراء "أكدت للرئيس عدم تمسكي بمنصبي وضرورة النظر في تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة"، مشيرا إلى أن الرئيس طلب منه البقاء "لأن الموضوع وطني وتجنبا لأي فراغ" في انتظار إجراء مشاورات مع كل القيادات الوطنية حول الموضوع. وكانت قوى المعارضة قد اتفقت على توجيه الاتهام للنظام السوري بالوقوف وراء عملية اغتيال الحسن، وقال رئيس الوزراء السابق سعد الحريري ردا على سؤال حول من تقع عليه المسؤولية "اتهم بشار الأسد". وبدوره قال الزعيم الدرزي وليد جنبلاط "اتهم علنا بشار الأسد ونظامه بقتل وسام الحسن، فالنظام السوري خبير في الاغتيال السياسي ويجب أن يكون ردنا سياسيا". إلى ذلك اندلعت اشتباكات في طرابلس بشمال لبنان بين مجموعات سنية وعناصر من حركة التوحيد المؤيدة لسورية، وأسفرت الاشتباكات التي اندلعت ليلا عن مقتل الشيخ عبدالرزاق الأسمر. وكان محتجون لبنانيون غاضبون قطعوا العديد من الطرق أمس على خلفية التفجير، وذكرت القنوات التلفزيونية المحلية أنه جرى تنظيم الاحتجاجات في بيروت ومدينة صيدا جنوب البلاد وطرابلس في شمالها. وكان رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، قد دعا جميع اللبنانيين للمشاركة في تشييع جنازة الحسن اليوم، وقال في كلمة عبر تلفزيون المستقبل: "كل واحد منكم مدعو شخصياً ليشارك في الصلاة عليه، وأدعو كل لبنان، الذي حماه الحسن من مخطَّط بشار الأسد وعلي مملوك لتفجير لبنان. وعرض نفسه للموت بدلاً عنكم". وقال عضو كتلة لبنان النائب نهاد المشنوق "نعبر اليوم في ساحة الحرية عن الغضب بوجه القاتل بشار الأسد. وهذه العملية تمهد الطريق لاغتيال كل الأحرار في لبنان، بل لاغتيال الوطن بكامله". وأضاف "نحن أمام لحظة مصيرية إما السقوط وإما تحمل المسؤولية". كما طلبت قيادة الجيش من حملة السلاح "الالتزام بمبادئ الشهيد، والصبر والتعالي على الجراح والتضامن في ما بينهم لتفويت الفرصة على القتلة المجرمين الذين سعوا إلى إشعال نار الفتنة وتفتيت وحدة الوطن". وكان اغتيال الحسن قد أثار ردود أفعال واسعة في أنحاء العالم، حيث أدانه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشدة، وطالب بإجراء تحقيق شامل في هذا الحادث وتقديم مرتكبيه إلى العدالة. وقال في بيان أصدره أمس "في وقت الاضطرابات الإقليمية الذي تمر به منطقة الشرق الأوسط، فإنه من الأهمية بمكان أن يلتزم جميع الأطراف بالهدوء وضبط النفس من أجل الحفاظ على السلام والاستقرار". كما أكدت الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي أن هذا الحادث الإرهابي هو "استهداف للأمن والاستقرار في لبنان الشقيق". وقال الأمين العام للمجلس عبداللطيف الزياني في تصريح صحفي أمس "هذا العمل الإرهابي استهدف المساس بالأمن والاستقرار في لبنان الشقيق وترويع الآمنين الأبرياء". كما أدانته الولاياتالمتحدة، وقالت وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون في بيان "ندين بأشد العبارات الحادث الإرهابي الذي وقع في حي الأشرفية، ونعبر عن أعمق تعازينا لأسر وأحباء أولئك الذين قتلوا".