إذا ما ذهب أيّ منا إلى مطعم بيتزا أو اتصل به، فإن نادل المطعم يقوم بعرض انواع البيتزا التي يقدمها المطعم لزبائنه؛ فهذه بيتزا بالجبن وتلك بالخضروات واخرى بين هذه وتلك. تقديم هذه الأصناف من المأكولات المتنوعة يضع بين يدي الزبون خيارات متعددة ليختار ما يروق له. جميع هذه الاصناف من المأكولات تشترك في كونها مكونة من اساس واحد (الدقيق) أي العجينة، وتختلف في ما يوضع عليها من مكونات. وهنا جاءت فكرة التعليم بنظام البيتزا، أي ان يكون هناك مكون رئيس ومكونات إضافية ، بمعنى أن يكون هناك مواد اساسية يجب على جميع الطلاب ان يدرسوها، ومواد اخرى تكون اختيارية. واقصد بذلك تطبيق هذا النظام في المرحلة المتوسطة وما بعدها فبدلاً من الحشو في المواد وزيادة في الاعباء الفكرية والمادية على كاهل الطالب، يكون التركيز على مسارين لا ثالث لهما: المسار العلمي والمسار الادبي (الشرعي). وبهذا اقترح أن يكون الهيكل ( كما هو في الجدول المرفق) يأتي هذا المقترح متزامناً مع قرار مجلس الوزراء بإنشاء هيئة تقويم التعليم العام، والتي من بين مهامها الرئيسية بناء نظام للتقويم ولضمان جودة التعليم العام وينطلق هذا المقترح من مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم الذي يسعى إلى إكساب الطلاب المهارات الاساسية المطلوبة وتنفيذ برامج رئيسة من أهمها: تطوير المناهج ومواد التعلم. ويركز هذا المقترح على ايجاد مسارين للتعليم منذ المرحلة المتوسطة. ومن أجل بناء نظام تعليمي متطور هدفه الرقي بأبناء وبنات هذا الوطن الغالي ومن أجل الحفاظ على مقدرات الوطن، فإنه يجب أن نتجاوز النظام التقليدي الحالي إلى نظام جديد هدفه بناء عقل الإنسان ويشجع على الإبداع والتميز، فلقد حان الوقت لتبني رؤية تربوية جديدة تتوافق مع روح العصر والعولمة التي يشهدها العالم. ومن خلال هذا المقترح سيجد المواطن امامه مسارين: ادبي وعلمي، وله الحرية في اختيار ما يشاء وهذا المقترح ببساطة هو تحويل نظام المسارات من المرحلة الثانوية إلى المرحلة المتوسطة وسوف يعود هذا المقترح بالفوائد التالية: 1- التركيز منذ الصغر على المسار المتوافق مع قدرة الطالب ورغبته. 2- التخفيف من تداخل المواد والحشو في المواد والجدول الدراسي. 3- التركيز الذهني للطالب وعدم التشتت. 4- تقليل العبء الدراسي اليومي. ولتفعيل هذا المقترح، يجب علينا أن لا نحاول اعادة اختراع العجلة، بل يجب الاخذ بتجارب من سبقونا في هذا المجال واخذ دول دول عالمية (إسلامية وغيرها) لتكون هي الدول المرجعية او الأساس (Benchmarking) لتصبح لنا مثالاً (best practice) يحتذى كل هذا من اجل بناء وطن يعيش في عصر العولمة والمعلوماتية ولا مجال للانغلاق او الانزواء جانباً. وبصفتي أستاذاً جامعياً يعايش واقع التعليم الجامعي عن قرب ويتعامل معه قرابة عشرين عاماً، اقول أن مخرجات التعليم العام للأسف مازالت بعيدة عن ارض الواقع ولا تفي بطموحات الوطن فتعليمنا الحالي في أزمة، ولا ترتبط مدخلاته ومخرجاته بالجدوى الاقتصادية لأهمية إعداد الطالب القادر على ربط التعليم بجوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والنفسية ومن هنا اصبح تطوير التعليم ضرورة ملحة ومصلحة عليا يجب ان لا يساوم عليه اثنان، آملاً أن يتحقق المنشود وأن ترقى بلادنا إلى مصاف العالمية، ولا سبيل إلى ذلك إلا بإصلاح التعليم أولاً وأخراً. وفق الله الجميع إلى خدمة وطننا المعطاء، وللجميع مودتي.