في خطوة لتعزيز دور عمارة المساجد، أعلن في مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية عن تأسيس جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد، وذلك للإسهام في تطوير فن عمارة بيوت الله من خلال رفع الوعي بأهمية الدور المعماري والشكل الجمالي للمساجد وتأثيرها في القيم الروحانية للمسلمين بشكل عملي يتفاعل مع البيئة، كما تهدف الجائزة إلى تقدير ودعم فن عمارة المساجد الراقي والمعاصر حول العالم، والتعريف بالنماذج المتميزة لتصميم المساجد ودعم مسيرة الإبداع الهندسي في تشييدها. يذكر أن موافقة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية قد صدرت في وقت سابق على قبول الرئاسة الفخرية لجائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد. وتعنى الجائزة التي يتم دعمها من خلال أوقاف مخصصة لذلك بالتصميم الهندسي المعماري للمساجد، وتمنح للتصاميم المتميزة والإبداعية التي تثري فن عمارة المساجد. الجائزة التي تم تدشين دورتها الأولى اليوم ستستقبل الأعمال المرشحة حتى العشرين من شهر ديسمبر 2012، فيما ستجتمع لجنة التحكيم في شهر يناير من 2013، على أن تعلن الأعمال الفائزة بجائزة عبد اللطيف الفوزان في شهر فبراير 2013. وقال الشيخ عبد اللطيف الفوزان إن "الجائزة تسعى للارتقاء بعمارة وعمران المسجد في بنية المدينة المعاصرة الإنسانية والمادية، والارتقاء بالدور التقليدي للمسجد الذي سُجِل عبر تاريخ الحضارة الإسلامية، كما أن أهدافها السامية تشمل تطوير وتعزيز الوعي بأهمية الدور المعماري والشكل الجمالي لبيوت الله في إطار عملي يتفاعل مع البيئة المحيطة ويحقق التوازن التكاملي بين جمالية وروحانية المسجد وعوامل البيئة العملية المحيطة به. وتقوم الجائزة بعدد من النشاطات التي تهدف إلى نشر المعلومات عن هذه النماذج والاحتفاء بها. وستكرّس الدورة الأولى من الجائزة التي ستمنح مرة كل سنتين للمساجد التي شيدت في المملكة منذ 1389 ه (1970 م)، ولذلك ستسلط هذه الدورة الضوء على ثقافة المساجد وعمارتها في السعودية خلال العقود الأربعة الماضية. على أن تقام الدورات التالية في دول أخرى لنشر أهداف الجائزة عالميا، وسيدعم ذلك إنشاء مقر رئيسي لحفظ التصاميم المرشحة والفائزة بالجائزة لتستفيد منها لاحقا أي جهة ترغب في بناء بيوت الله وفق مواصفات عالية الجودة بمعايير عالمية وجمالية راقية. فيما تم تخصيص ريع وقف قيمته 60 مليون ريال سعودي (16 مليون دولار) بالكامل لتمويل الجائزة وضمان استمراريتها. وستدير الجائزة لجنة تنفيذية يرأسها الأستاذ باسم الشهابي، وهو الشريك الإداري لمؤسسة "العمرانية وشركاه" وأحد مؤسسيها وعضو لجنة التحكيم العليا لجائزة الآغا خان للعمارة. وستعيّن الهيئة التنفيذية لكل دورة من الجائزة لجنة تحكيم مستقلة تقوم باختيار المساجد والتصاميم الفائزة. وتضم اللجنة التنفيذية كلا من الأستاذ عبدالله بن عبداللطيف الفوزان، رئيس مجلس إدارة مجموعة الفوزان القابضة؛ د. عبدالله القاضي، أستاذ مشارك بقسم التخطيط الحضري والإقليمي في كلية العمارة والتخطيط بجامعة الدمام وأمين عام جمعية البر بالمنطقة الشرقية؛ السيد بسيم الحلبي، المؤسس المشارك ورئيس مجموعة بنشمارك الإقليمية للتطوير العقاري؛ د. سهى أوزكان، معماري وباحث؛ د. محمد الأسد، مؤرخ معماري والمدير المؤسس لمركز دراسات البيئة المبنية في عمّان؛ السيد محمد جلال، الرئيس التنفيذي للشركة المتحدة للإلكترونيات (إكسترا)؛ المهندس أحمد الرماح، عضو مجلس أمناء الفوزان لخدمة المجتمع. وصرح رئيس اللجنة التنفيذية بأن الجائزة تهدف إلى تعزيز الثقافة المعمارية والعمرانية التي تحترم وتحيي الدور التاريخي المهم الذي طالما أدّاه المسجد في بنية المدينة الإسلامية الاجتماعية، وتلبي المتطلبات التي أحكمتها الظروف والمتغيرات المعاصرة التي تحيط بها، إضافة إلى إبراز الاستخدامات المبدعة للفراغات والكتل والمفردات المعمارية والعمرانية للمساجد بشكل يبرز ويتوافق مع الشخصية والطابع التراثي الخاص للموقع ومحيطه البيئي والمحلي والحضاري. فيما أكدت اللجنة التنفيذية أن "جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد ستعمل على إبراز البعد التجريبي الفعال لعمارة المساجد وعمران البيئة المحيطة بها، على أن يشكّل المسجد الملاذ المطلوب والمحفّز على العبادة، والخروج من صخب حياة المدينة الحديثة الى هدوء وروحانية المحتوى الداخلي للمسجد، في الوقت الذي يعكس الدور الحقيقي للمسجد من تنوع وتكامل في وظيفته، والامتداد إلى أن يكون أبعد من مكان للعبادة والوصول إلى كونه مركزاً ذا أبعاد ثقافية وعلمية". وتسعى الجائزة أيضاً إلى تحفيز المهندسين والمصممين المعماريين العالميين على الإبداع في تصميم بيوت الله، ومساعدة الراغبين في بناء المساجد في الحصول على تصاميم معمارية للمساجد تساعد في جعلها لوحات فنية وتحفاً معمارية جمالية تثري بيئتها وتسهم في الارتقاء بما يحيط بها. وتتمثل معايير التحكيم في قوة المفهوم الرئيسي وتناسبه مع أهداف المشروع، إضافة إلى فعالية الرسومات وأساليب التقديم، والملخص الذي يصف المبادئ والمعايير التصميمية المطبقة في المشروع وكفاءة الاستخدام، واعتبارات قيم ومحددات الثقافة الإسلامية، والأصالة والواقعية ومنطقية الفكرة التصميمية. وتهدف الجائزة على المدى الطويل إلى أن تسهم في استكشاف الاتجاهات المختلفة التي تؤثر في تطور عمارة المساجد. كما تهدف إلى تشجيع المعماريين والمهندسين والمخططين والمصممين، إضافة إلى طلاب العمارة والتخطيط والهندسة في جميع أنحاء العالم على تطوير دور العبادة على نحو يركّز على الإبداع وعلى تحقيق الاستدامة، بالإضافة لخدمة الجهات الراغبة في بناء المساجد من خلال تزويدهم بقاعدة بيانات متميزة وغنية بفنون عمارة بيوت الله. كما أن دور العبادة أماكن مهمة في حياة مرتاديها، ومن المهم أن تكون تلك الدور نماذج إيجابية تُضفي الاستدامة على المستويات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والبيئية من خلال تصاميمها واستخدامها لمواد البناء والتكنولوجيات المتميزة. كما ستركز الجائزة على تلبية احتياجات شرائح السكان من خلفيات اجتماعية واقتصادية متنوعة التي تستخدم هذه المساجد.