فقد الجميع شخصية رياضية بارزة كان لها اسهامات كبيرة في خدمة الرياضة وتطويرها والايمان بنهجها الصحيح وتكريس مفهوم التنافس الشريف والتواضع وتأصيل نبذ التعصب، لم نسمع او نقرأ انه اساء لأحد او خرج بتصريحات بعيدة عن الذوق العام ونالت من الناس بسبب نتيجة مباراة اوضياع بطولة اوتفوق للخصم، الكل يجمع على انه شخصية رياضية واجتماعية فذة قدمت للوطن من خلال الرياضة ما يكفل لها ان تكون محل احترام وتقدير الجميع دائما. لم نلحق على عهد دخول الامير النبيل هذلول بن عبدالعزيز يرحمه الله للرياضة من خلال الهلال حتى نلم بتاريخه الرياضي والاجتماعي المضئ بالصفات الطيبة والخصال الحميدة، ولكن الذي يقرأ صفحاته فإن الواقع يقول ان دخوله عزز من مكانة الرياضة لدى الكثير، ورفع كبرياء النادي الذي ينتمي اليه شرفيا داعما ورئيسا مهما لمجلس الادارة ثم رئيسا فاعلا لهيئة اعضاء الشرف حتى دفع به الى ان يكون ضلعا ثابتا في دائرة التنافس ومنصات التتويج وميادين البحث عن التميز والتفرد ومعانقة الانجازات محليا ودوليا وهذا ما وصل اليه "الزعيم". كان "كبير الهلاليين" تغمده الله بواسع رحمته يشكل مصدر قوة للنادي في كل شيء في المكانة والدعم المادي والمعنوي وتقديم المشورة واحتواء الخلافات والتصدي للاختلافات دون ان تغادر مبنى "النادي الازرق" بحكمة لاتتوفر الا لدى منهم في صفاته ومهابته ومكانته واداركه الحقيقي لقيمة معالجة القضايا بصمت والمشاكل بهدوء، ويكفي ان "الزعيم الآسيوي" عاش في عهده كبرياء العودة وفرح الصعود لمنصات الذهب، ولايمكن لأي هلالي او رياضي ان ينسى اسهاماته الكبيرة في جلبه للاعبين والمدربين الاجانب الذين خدموا الفريق واصبحوا سمة بارزة في تاريخه فضلا عن استقطابه للكوادر الادارية المؤهلة والرجال الاكفأ الذين عملوا معه في ادارته وخدموا الكيان. كان يطلق عليه مؤسس "نادي القرن" الشيخ عبدالرحمن بن سعيد يرحمه الله "كبير الداعمين والمخلصين للنادي" بعدما عمل معه عن قرب وادرك انه من المكاسب المهمة التي حققها الهلال طوال تاريخه، كنت من خلال عملي الصحفي الميداني قبل فترة مكلفا بمتابعة اخبار الهلال، ومنها الصفقات التي تبرمها الادارة مع بعض اللاعبين المحليين، واذكر ان النادي تعاقد مع مدافع الاتفاق احمد خليل وعلمت بطريقتي الخاصة ان اللاعب له مطالب مالية لا اذكرها بالضبط (هل كانت تمثل باقي رواتبه ام قيمة العقد ام انه يريد مبلغاً من المال)، ودون ان يعلم أحد بالمشكلة تكفل يرحمه الله لحظتها بتقديم المبلغ للاعب وقد اتصلت عليه في حينها فخصني بالخبر وقال ان ما يفعله واجب يفرضه حبه للهلال يرحمه الله، فهذا النادي حسب تعبيره جعله يعيش مزهوا بالانجازات وحصاد ثمار مايتم زرعه من عمل جماعي، وكل ما اتصلت به لا اجد منه الا التجاوب والتواضع والحديث بلباقة والاصغاء بتركيز عال، حتى وان كان مشغولا فهو يبادر بالرد عندما ينتهي. لم اسمع منه طوال تواصلي معه كلمة واحدة ينتقد من خلالها عمل الادارة او يعاتب اللاعبين ويلوم المدرب، كان الهلال يمثل بالنسبة له شيئاً كبيراً، ولم اسمع على الرغم من مكانته وتأثيره ان فرض رأيه على الادارات المتلاحقة، كان يبدي رأيه ويوضح وجهة نظره ويترك مهمة التنفيذ للادارة التي يراها صاحبة القرار الاول والأخير، ما جعل جميع الادارات ترى فيه الرجل المحب المخلص للهلال والملاذ بعد الله في كل ما احتاجت اليه. كان نبراسا للمثالية وعنوانا لنقاء السريرة وحسن المنطق وعلى الرغم من مكانته الرفيعة وكونه احد ابناء المؤسس الا ان تواضعه الجم وبساطته جعله صديقاً للجميع فأحبه الناس جميعا. إن رحيل مثل هذه النوعية من الرجال الافذاذ قبل ان يكون محزنا لأسرته واهله وفهو محزن للجميع، محزن لمن عرفه عن قرب وتعامل معه بكل لطف وود فرحم الله الفقيد هذلول بن عبدالعزيز واسكنه فسيح جناته.