جدد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي استعداده للحوار مع تنظيم القاعدة في اليمن شريطة الموافقة على التخلي عن اسلحتها وإعلان توبتها عن الافكار المتطرفة. وقال هادي في خطاب له مساء امس بمناسبة الذكرى ال 50 لقيام ثورة 26 سبتمبر ان هناك ضغوطا من قبل وسطاء للحوار مع القاعدة وانصار الشريعة، وأكد أنه وبرغم الآلام والجرحى والقتلى والتدمير الذي طال بعض المناطق فإنه يمكن الحديث عن فتح حوار مع تنظيم القاعدة شريطة الموافقة على التخلي عن أسلحتها وإعلان توبتها عن الافكار المتطرفة. وعن العناصر الاجنبية المسلحة التي قدمت من خارج اليمن، على الرغم من تأكيد هادي عن فشل جهود سابقة للحوار، وكان الجيش اليمني وبمساعدة اللجان الشعبية استطاع في يونيو الماضي تطهير عدد من مدن محافظة أبين بعد أن كان تم السيطرة عليها من قبل عناصر القاعدة لأكثر من عام. وأكد هادي مواصلة المضي قدما بمسيرة التغيير في اليمن من دون أي هواده، كالتزام أخلاقي ودستوري وتنفيذاً لبنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، محذراً من أنه لن يلتزم الصمت ازاء من يسعون لعرقلة التسوية السياسية. وقال: "قد اخترت المضي في قيادة التغيير عن قناعة وهو مسار صعب محفوف بمخاطر ومشاق هان وتهون امام تحقيقه كل تضحية، وكل ما اعد به ان ما يمكن ان يؤدي الى تعطيل مسار التغيير فانني لن التزم امامه الصمت والحياد وبالذات في مسألة هي بالنسبة للبلد مسألة مصير، وقد تأكد عزمي على المضي في ما عاهدت الله وعاهدتكم ولن استسلم وسأواصل حتى يصل البلد الى الضفة الامنة، متحررا من حمولات الماضي واثقاله وتبعاته وتأثيره شخوصا وافكارا". وأضاف في اشارة الى انصار الرئيس السابق الذين تمردوا على بعض القرارات التي اصدرها:" وقد سرنا على الطريق رغم الكوابح التي خلقها واقع مشحون بالعداء والكراهية وتحملنا بصبر تبعات فعل التغيير الذي كان مؤلما للأطراف المختلفة وجعلتها متهمة أحيانا ومهددة أحيانا ومخربة في أحيانا أخرى. فقط لأن سوء النوايا كان وراء كل تفسير يأتي بعد أي تغيير لم يؤد إلى إعادة إنتاج سلطتها في شخوص من تم اختيارهم". وشدد هادي على انه لا خيار سوى الحوار وقال "لقد نجحنا بإنقاذ البلد من دمار كان وشيكا"، مؤكداً انه لم يعد بوسع احد التسويف أو المماطلة لان الجهود إذا توقفت سيكون إهداراً لفرصة توفرت، وقال: "إن عودتنا إلى الوراء ستكون بمثابة هزيمة لن تسامحنا عليها الأجيال". وأضاف: "ليس لنا ولا نملك خيارا غير الحوار والبعض للأسف لا يزال يخشى الديمقراطية".