«هيئة الطرق»: مطبات السرعة على الطرق الرئيسية محظورة    هل اقتربت المواجهة بين روسيا و«الناتو»؟    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    الشاعر علي عكور: مؤسف أن يتصدَّر المشهد الأدبي الأقل قيمة !    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    أرصدة مشبوهة !    حلول ذكية لأزمة المواقف    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    فعل لا رد فعل    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    خبر سار للهلال بشأن سالم الدوسري    حالة مطرية على مناطق المملكة اعتباراً من يوم غدٍ الجمعة    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    عسير: إحباط تهريب (26) كغم من مادة الحشيش المخدر و (29100) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    أمير القصيم يستقبل عدد من أعضاء مجلس الشورى ومنسوبي المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    رسالة إنسانية    " لعبة الضوء والظل" ب 121 مليون دولار    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل الصدور العارية في الثورات العربية بددت وهم فزاعة القاعدة..؟!!

تشهد الخارطة السياسية والثقافية تغيرات جذرية متمثلة فيما بات يعرف بربيع الثورات العربية، والذي بدأت تظهر ملامحه الأولى عبر إفراز نظم جديدة في المنطقة تتمثل في وصول الإسلاميين إلى الحكم بعد فترة طويلة من التغييب والإبعاد عن الساحة، لكن في المقابل ما مدى تأثير مثل هذه التغيرات على استراتجيات القاعدة ومراحل عملها؟ وهل ستؤدي إلى إدخال القاعدة في مرحلة الارتباك والتحول أم أنّ الأمر ليس بهذه الصورة؟، وكيف من الممكن أن تستغل القاعدة مبدأ الحريات والانفتاح السياسي والثقافي لبث المزيد من أفكارها على المجتمع أم أنّ القاعدة تتجه إلى إعلان فشلها وتراجعها في ظل المعطيات السياسية؟، وهل ستدخل القاعدة بعض التعديلات في رؤيتها القائمة عليها وتحاول الاندماج في إطارات عمل مؤسسية أو مجتمعية؟، وفي نفس السياق يرى بعض المحللين والمراقبين إمكانية استغلال القاعدة للثورة التي يقوم بها الشعب السوري ضد النظام السوري الحالي، والتي تسعى الولايات المتحدة إلى استغلالها بحيث يتم تقسيم سوريا الحالية ولبنان وشمال الأردن إلى دويلات طائفية وذلك بهدف تفكيك أي قوة محيطة بدولة إسرائيل مهما كان نوعها، وبالتالي تعمل القاعدة على استغلال مثل هذه الأوضاع وتنفذ أجنداتها كما فعلت بالعراق من ذي قبل لدى احتلالها من قبل الأمريكان، وبالتالي تعمل على تعزيز المرحلة الثالثة لها وهي الاشتباك المباشر مع إسرائيل والاقتراب أكثر من الأراضي الفلسطينية؟، وماذا عن قدرة القاعدة على استقطاب عناصر جديدة في ظل معطيات الثورات العربية، هل سوف ستسهم بيئة الثورات في استمالة وكسب مزيد من العناصر والمتعاطفين مع فكر القاعدة أم أنّ الأمر سوف سينعكس بالسلب على مثل هذا الجانب؟، "الرسالة" ناقشت أبعاد القضية مع نخبة من المفكرين والمحللين السياسيين في تفاصيل التحقيق التالي:
في البدء أوضح الخبير في شؤون الحركات والتنظيمات الإسلامية الأستاذ خالد المشوح أنّ مستقبل القاعدة يختلف من دولة إلى أخرى، وقال: لا يزال الوضع في بعض الدول مثل المغرب العربي مربكًا ولا يدعوا للتفاؤل في تلك المنطقة، لاسيما في ظل امتلاك التنظيم هناك للأسلحة، أما فيما يتعلق بدول الخليج واليمن فإنّ وضع التنظيم يشهد تراجعًا واضحًا وملموسًا وإن كان يختلف أيضًا من منطقة لأخرى، مشيرًا إلى هناك تراجع للقاعدة في السعودية فيما يتعلق في تجنيد عناصر وكوادر جديدة، إضافة إلى حشد مزيد من المتعاطفين والأنصار معها، ولا يعرف ما حقيقة وسبب هذا التراجع، حيث تشهد المنطقة عدة أحداث إقليمية ربما تكون السبب في هذا التراجع.
الإمكانيات المحدودة
واستبعد وجود مساعٍ من قبل القاعدة لإحداث مواجهة مباشرة وقوية مع الكيان الإسرائيلي لأنّ إمكانياتها لا تتيح لها الدخول في تلك المواجهة، وإن كان مثل هذا الأمر يكسبها زخمًا وصدىً كبيرًا، لكن القاعدة تعرف مع ذلك إمكانياتها المحدودة التي لا تمكنها أن تجابه إسرائيل في مثل هذه المرحلة، وفيما يخص الحالة اللبنانية فإنّ الأجواء السياسية قامت في الأساس على الطابع الطائفي وعلى أثر ذلك فإنّ الأطروحات التي تحذر من مخططات غربية من أجل تقسيم سوريا ولبنان وشمال الأردن إلى دويلات طائفية هي مبالغ فيها، منوهًا على وجود محاولات من قبل القاعدة للزج بنفسها في أحداث الثورة السورية لكن ومع ذلك فإنّه لا يوجد لها أي تأثير على الشارع، حتى وإن كانت سوريا في السابق تعتبر قاعدة لتنفيذ الهجمات على القوات الأمريكية في العراق، إضافة إلى وجود محاولات سابقة في أحداث نهر البارد الأخيرة، مشددًا على أنّ القاعدة وإن كانت متواجدة في سوريا ولبنان فهي لا تمثل الجانب السني بل تمثل الفكر المتطرف، وهناك محاولات من قبل النظام السوري لتصوير الثورة بزاوية ضيقة وحصرها بجماعات محددة وبأنّ هذه الثورة تعكس فقط مجموعات متطرفة وإرهابية تريد السيطرة على البلاد وبث الفساد والخراب فيها.
انحسار التنظيم
وحول قدرة القاعدة على استقطاب عناصر جديدة في ظل معطيات الثورات العربية أشار المشوح إلى أنّ فكر القاعدة قد لا يثق في أطروحات كثير من الأحزاب الإسلامية، كما أنّ الأحداث الحالية قد لا تشكل مؤشرًا على تراجع القاعدة وإنّما جاء نتيجة لانحسار التنظيم والمراجعات التي حدثت من قبل قياداته لكثير من مواقفه في الفترة الأخيرة، موضحًا بأنّ احتمالية استقطاب التنظيم لمزيد من الأعضاء لازالت قائمة وبشكل قوي خصوصًا عن طريق المنتديات الشبابية وشبكات التواصل الاجتماعي، فالأفكار التي يحملها والتي تمثل النظرة الجذرية تستقطب فئة كبيرة من الشباب بل وتؤثر على شريحة واسعة منهم.
التأثير المحتوم
من جهته رأى المتخصص في شؤون الحركات والجماعات الإسلامية الأستاذ علي عبدالعال، أنّه لا يوجد شك من تأثير الثورات العربية على تراجع فكر القاعدة، والتي كانت تسعى للتغيير من خلال العمل المسلح، لكنّ الثورات العربية أثبتت بإمكانية التغيير عبر الطرق السلمية، لكن هناك دول مثل: ليبيا وسوريا باتت عصية على الثورات السلمية، وسيكون للتغيير بالقوة دور في هذه الساحات، فقد أشار لذلك زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في الخطاب الأخير له حول مبدأ التغيير بالقوة، مشيرًا إلى أنّ القاعدة لا يوجد لها أي تواجد في سوريا فهي بعيدة في الفترة الحالية عن مخططات القاعدة حيث تركز في الفترة الحالية على الساحة الأفغانية والباكستانية والعراقية، إذ أنّ الوضع في سوريا له خصوصيته، وإسرائيل تبدي مخاوف كبيرة من تداعيات التغيير هناك، كما أنّ إيران تحاول أن تبقي على النظام السوري بقدر الإمكان، وفي ظل هذه الظروف لا يعتقد عبدالعال بوجود تأثير للقاعدة في الثورة السورية، مع أنّ هناك دعوات مختلفة لتسليح الثورة لكن حتى هذه اللحظة لا يوجد ما يشير إلى وجود مثل هذا الأمر على أرض الواقع.
تراجع خطاب
وعن قدرة القاعدة على كسب تعاطف شعبي واستقطاب عناصر جديدة في ظل معطيات الثورات قال: إنّ التعاطف مع القاعدة سوف يقل لأنّها كانت تسعى إلى إنهاء الأنظمة الاستبدادية، لكن خروج الجماهير إلى الشارع عبر التعبيرات والوسائل السلمية أدى إلى تراجع خطاب القاعدة والذي بات محدودًا، وفي ظل هذا الواقع سيطال تأثير الثورات العربية القاعديين أنفسهم وستعمل على استقطابهم من أجل التغيير والتأثير من خلالها وانتهاج مبدأ التأثير السلمي بدل أسلوب التغيير بالقوة.
المسارات والأجندة
وفي سياق متصل اعتبر المحلل والأكاديمي السياسي الدكتور وحيد هاشم أنّ الثورات العربية تختلف في مساراتها وأجنداتها وأيدلوجياتها عن القاعدة، وقال: هذا التنظيم إرهابي يسعى في هدفه الرئيسي إلى الإضرار بأمن البلاد وزعزعة استقرار الشعوب ومكتسباته، لكن الشعوب العربية قامت بهذه الثورات نتيجة ردة فعل طبيعية على تدهور الأوضاع الإنسانية ونتيجة لانتشار الفساد والفقر والاستبداد، منوهًا على أنّ عوامل الثورة موجودة وما كان لها أن تنجح نتيجة لوجود العامل الخارجي ووسائل الإعلام ووسائل التواصل مع الشعوب، كما أنّ للدول العظمى دورًا والتي كانت قبل 2001م تتحالف مع الأنظمة ضد الشعوب، أما في الفترة الحالية فقد بات تحالفها مع الشعوب، وبات هناك اتفاق بين الثوار والدول العظمى من أجل تسلم القيادة السياسية.
التقسيم لدويلات
وحول إمكانية استغلال القاعدة للثورة التي يقوم بها الشعب السوري ضد النظام الحالي رأى هاشم أنّ هناك ضمانات أكيدة بعدم التعرض لأمن إسرائيل فلا الأردن ولا سوريا ولا لبنان تمثل تهديدًا لإسرائيل، فمنذ حرب 73 قامت هذه الدول بإعطاء ضمانات لعدم تهديد أمن إسرائيل، حيث لم تشهد هذه الدول أيًا من عمليات المقاومة ضد هذا الكيان سوى منظمة حزب الله، مشيرًا إلى وجود مخطط أمريكي لتقسيم هذه الدول إلى دويلات مختلفة من أجل ضمان أكثر لأمن إسرائيل، أما فيما يخص تنظيم القاعدة فإنّه ليس له أي حاضنة جماهيرية تؤيده في تلك الدول، معتبرًا بأنّ انتشار عوامل الظلم والطغيان والفساد والفقر كانت تعد مبادئ مهمة لانتشار فكر القاعدة، لكن الثورات العربية قطعت الطريق أمام وجود مبررات لنشر أفكار القاعدة، وقد بات هناك إجماع والتفاف دولي من كافة الجهات الدولية والعربية والإقليمية لمحاربة مثل هذه العوامل المؤدية لنشر فكر القاعدة، مؤكدًا على عدم وجود أي تعاطف مع هذا الفكر، فهذا التعاطف كانت نتيجة لعوامل سياسية واجتماعية واقتصادية تتمثل في الفقر والظلم والجهل والاستبداد وهي عوامل مهمة لانتشار فكر القاعدة، ولكن مع قيام الثورات العربية لم تعد هذه العوامل موجودة وبالتالي لا يوجد أي مبرر لتبني أو انتشار مثل هذا الفكر.
الحكم المؤجل
أما الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور خضرمحجز، فيعتقد بأنّ القاعدة مثلها مثل كل تنظيم ينبت في الظلام لا تجد لها متنفسًا إلا لدى شعوب ارتفع الضغط فيها واحتقنت إلى حد الانفجار، فتقدم للشعوب متنفسًا مشوهًا، تشعر به أنّها تنفخ على نار الظلم لتطفئها، بينما هي في الحقيقة تزيدها اشتعالًا، وأضاف أنّ تأثير الربيع العربي على استراتيجيات القاعدة مرهون بمدى نجاح ثورات هذا الربيع وتقديمها أجوبة صحيحة على أسئلة الشعوب، وهذا ما يجب أن تقدمها الأيام القادمة، معتبرًا أنّ الحكم على تأثير الربيع العربي سلبًا أو إيجابًا على القاعدة، مؤجل حتى نرى بعض حصاد هذا الربيع الذي طال انتظاره، لأنّه إذا لم يقدم الربيع أجوبته فيمكن القول بأننا مقدمون على مرحلة ثورة دموية لا تبقي ولا تذر، مؤكدًا بأنّ القاعدة لا تستطيع أن تكسب شبرا واحدًا من أرض منفتحة فكرها، قائلًا: "أنا أقول دعوا القاعدة تقول رأيها في النور، وافتحوا المجال أمام صورة صحيحة للعدالة لدى الشعوب الإسلامية، فلن تجد القاعدة أحدًا يؤيدها".
تنظيم العالم
وحول إمكانية استغلال القاعدة للثورة التي يقوم بها الشعب السوري ضد النظام الحالي، رأى أنّ العالم أكبر من أن تستطيع أمريكا تنظيمه، فهي ليست بمثابة الإله ولا القدر ولا كلية القدرة، فقد رأينا شعوبًا تتحدى أمريكا وتنجح في تحديها، والمهم أن تكون هناك الإرادة، ونحن نريد في سوريا حرية، كما أننا لا نصدق فزاعة القاعدة التي يشهرها النظام، فالشعب السوري واع لما يحاك له ولما يدبر لوحدته ونحن واثقون من قدرته على إفشال مخططات الأعداء.
وحول قدرة القاعدة استقطاب عناصر جديدة في ظل معطيات الثورات العربية ذكر محجز أنّ بيئة الحرية القادمة ستغلق الباب في وجه كل فكر ظلامي يتوسل بالإسلام، مذكرًا في الوقت نفسه بتجارب عديدة للإسلام السياسي قدمت صورًا غير مقبولة لدى الشعوب، فهل يتصور أنّ المصريين سيقبلون بحكم نظام كطالبان؟ مضيفًا: أنا واثق من قدرة الحرية على مواجهة غربان السوء، وأحب أن أقول لكل عربي ولكل مسلم: ارفع رأسك، فلا يمكن أن يقبل الإسلام بحكومات تنهب مالك وجلد جسمك وتشوه روحك، الإسلام أجمل من هذا وكل ما يقال عنه إسلام يتوسل بالقوة ليسرق مالك فعليك أن تثور عليه وتطعنه في مقتله؛ لأنّه ليس دين الله.
عزوف الناس
من جانبه رأى مساعد رئيس مجلس الشورى في حزب جبهة العمل الإسلامي بالأردن الأستاذ جعفر الحوراني أهمية التفريق بين التنظيمات الإسلامية وبرامجها وطريقة عملها، بحيث إنّ كثيرًا من الناس يضع جميع التنظيمات الإسلامية في قالب واحد ويحملها مسؤوليات العمليات المسلحة التي تقوم بها القاعدة، ثمّ علينا أن نضع بالحسبان الضربات التي وجهت لتنظيم القاعدة والتي نجحت في كثير من المواقع، ولنضع بالحسبان لماذا اكتسب تنظيم القاعدة الشعبية، أو بالأصح لماذا أحبه الناس وذلك لأنّه عدو عدوي صديقي، فتنظيم القاعدة عدو لأمريكا ومن يواليها وبالتالي شعرت الناس لفترة أنّه المنقذ ولكن بعد فترة ذاب الثلج وبان أسفله وذلك من خلال قيام القاعدة بعمليات تفجيرية وتسببه بمقتل وإصابة العديد من المدنيين وأدى إلى عزوف الناس عنه، وحينها شعر تنظيم القاعدة بأنّه لا يتعدى أن يكون مرحلة من مراحل المسلمين يشار إليها بالفشل والسواد أكثر مما يشار إليها بالنجاح والخير والمنفعة، مشيرًا إلى أنّه حينما جاءت فكرة التطورات الثقافية والسياسية على المنطقة لم يستطع تيار القاعدة أن يركب الموجة أو أن يكون له دور فيما سمي بالربيع العربي إلاّ بمجرد تصريحات صحفية، فالواضح الآن بأنّ تنظيم القاعدة إلى انحسار في واقع المسلمين وفي قلوبهم وفي مشاعرهم وبأنّه إلى زوال واندثار.
استمرار التحركات
وحول إمكانية استغلال القاعدة مبدأ الحريات والانفتاح السياسي والثقافي لبث المزيد من أفكارها على المجتمع أوضح أنّه إذا استمرت التحركات الشعبية وأفرزت أنظمة شمولية ديمقراطية فلا مجال للعمل في الظلال، فالفرصة لمن أراد العمل فوق الأرض فقط، وأما من أراد أن يستمر بالظلام فسينال السخط الشعبي، خاصة بعد أن تعودت الشعوب على رفض الخطأ، ملمحًا بعدم إمكانية تنظيم القاعدة تغيير خططه فهو قد بدأ الطريق من أعلى السلم وهبوطه إلى الأدنى يعني تدميره، متسائلًا في الوقت نفسه كيف تستطيع القاعدة أن تعود إلى العلن وتقول بأننا مستعدون للتعامل مع أمريكا وهي الشيطان الصليبي الأكبر وقد لاحظنا بأنّ الإخوان المسلمين استمروا فترات طويلة يربون الناس ويدعون إلى الله بالكلمة الحسنى وبدون عنف وكان سهلًا عليهم أن يعطوا التطمينات للأمريكان وللحكام لكن كيف تقوم القاعدة بذلك وخصوصًا بأنّ قاعدتها الأساسية التي تقوم عليها هي السلفية الجهادية التي بدأت تتقسم وترضى بالدخول إلى الانتخابات، مشيرًا إلى أنّ القاعدة ستكون كالحزب الشيوعي بالخمسينات والذي سيبدأ بالتفكك والتحول إلى أفكار وشراذم، وعن إمكانية استغلال القاعدة للثورة التي يقوم بها الشعب السوري ضد النظام الحالي اعتبر الحوراني بأنّ القاعدة تحاول أن تستغل الثورات العربية كما فعلت بالصومال ولكن الشعوب وصلت إلى مرحلة لا تقبل بذلك، وفي نهاية المطاف نقول بأنّ القاعدة غير قادرة على استقطاب عناصر جديدة في ظل معطيات الثورات.
الإسلام الوسطي
وعلى الصعيد نفسه أكدّ الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ مصطفى الصواف بأنّ ظهور القاعدة ارتبط بغياب الحركات الإسلامية نتيجة الدكتاتوريات والظلم والكبت، وفوز الإسلاميين الوسطيين سيؤثر بشكل كبير على حجم وانتشار وتأثير فكر القاعدة، وسيختفي في البلدان التي سيحكم فيها الإسلاميون حتى وإن اختلف منهجهم مع منهج القاعدة ولكن مبرر انتشارهم سيتأثر بالفكر والوسطي أو ما يعرف بالإسلام الوسطي وهو النهج الذي يتمسك به المسلمون، مشيرًا إلى مقارنة سريعة بين الإخوان والسلفيين في مصر ونتائج الانتخابات والوضع السياسي والذي لن يقل تأثيرًا على القاعدة ومن لحق في القاعدة فكرًا وليس تنظيمًا، حيث إنّ هناك تغيرات ستطرأ على التفكير والاعتقاد وسيتحول إلى دعم تيار الإسلام الوسطي.
وحول استغلال القاعدة لمبدأ الحريات والانفتاح السياسي والثقافي لبث المزيد من أفكارها على المجتمع يرى الصواف بأنّ المسألة ليست مسألة فشل أو نجاح، فهناك عوامل ساعدت على ظهور فكر القاعدة وإذا اختفت هذه العوامل سيندمج القاعديون في الإسلام الوسطي لأنّهم لن يجدوا المبرر لوجودهم في ظل يحتكم إلى الإسلام وشريعته التي هم ينادون بها.
وعن إمكانية استغلال القاعدة للثورة التي يقوم بها الشعب السوري ضد النظام الحالي يعتبر الصواف أنّ ما كان يحدث بالعراق كثير منه القاعدة منه براء وهذا التخوف ليس واقعيًا وإنّما هو فزاعة من قبل الغرب للتأثير على المنطقة ولو كان هذا صحيحًا لربما كانت مصر هي الأقرب لمثل هذه الرؤية والفرضية ولكن الحقيقة أنّ القاعدة وجودها بات محدودًا في ظل الانقسامات التي حدثت فيها منوهًا على أنّ وجودها في سوريا ولبنان غير مؤثر، حيث إنّ هذا الافتراض يعدّ غير ممكن؛ لأنّ فكر القاعدة وحدوي وليس تقسيمي، كما أنّ البيئة التي ظهرت في القاعدة تغيرت فلذلك سيتغير تأثيره لو حكم الإسلاميون، فالقاعدة ظاهرة أوجدتها ظروف معينة وستختفي في تغيير هذه الظروف.
استثارة الشباب
في الإطار نفسه أكدّ المتحدث الرسمي باسم حزب النور السلفي بمصر الدكتور يسرى حماد أنّ القاعدة تعتمد في نشاطها على استثارة الشباب بما هو موجود في البلاد العربية والإسلامية من تهميش لشرع الله من قبل حكام غير منتخبين يقودون البلاد عن طريق الاستبداد والدكتاتورية، وكما هو معلوم من تهميش للشباب في أن يكون لهم دور في بلادهم أو حرية للتعبير عن طموحاتهم ورغباتهم بكل حرية، منوهًا على أنّه في ظل مناخ الاستبداد وكبت الحريات تنمو أفكار العزلة عن المجتمع ومقاطعة العلماء لأنّهم يعملون تبعًا لسطان الحاكم والدولة المستبدة، أما في مناخ الحريات والتعبير عن الرأي وحرية دعوة الناس بلا تضييق ولا زج في المعتقلات وبدون تسفيه للرأي الآخر يصبح مجهودك وعملك وإيصال الحق للخير وظيفة أساسية للشباب المتدين وعلى أثر ذلك لا يعتقد حينئذ أنّهم سيلجئون إلى تنظيمات أرضية أو جماعات تنتهج العنف كمسلك للتغيير والدعوة.
وعن استغلال القاعدة مبدأ الحريات والانفتاح السياسي والثقافي لبث المزيد من أفكارها على المجتمع اعتبر أنّ كثيرًا من الناس في أجواء الانغلاق والكبت وتسميم مناخ الحريات يعرض رأيه في معزل عن الآراء الأخرى معتمدًا على تشويه العلماء الذين يسمونهم وقتها علماء السلطة، خاصة أنّ الرأي الآخر في دول القهر والاستبداد يعرض صاحبه للاعتقال والتعذيب لمجرد أنّه رأي مخالف، أما عندما تفتح المناقشات للجميع ويصبح عرض الرأي والسماع للرأي الآخر بكل حرية والسماح بتعدد الآراء في المجتمع يصبح صاحب الحق غير متهم أو مطارد مما يجعله يسعى للعمل مع إخوانه من خلال أطر قانونية كما هو الحال في الدول التي لديها مساحات واسعة من حرية الرأي.
الخيار الغربي
وحول استغلال القاعدة للثورة التي يقوم بها الشعب السوري ضد النظام الحالي، قال: إنّ تقسيم بلاد المسلمين كخيار غربي مطروح قد يستغله البعض للتخويف من القيام بثورات على الحكام أو المناداة بالحقوق المشروعة للشعوب وأهمها حرية التعبير عن الرأي المنضبط بدون أن يلاحق صاحبه أو يتعرض للقهر والتعذيب، والضابط هو تماسك المجتمع ككتلة تغيير تعرف ما تريد حتى لا تدخل في دوامة الخلاف التي قد تطيل أمد الثورات ويعطي لكل صاحب مخطط هدام من تنفيذه خاصة عندما تتقوض سلطات الدولة الأمنية ويفوض البعض نفسه للقيام بسلطات الدولة.
وفيما يتعلق بقدرة القاعدة على استقطاب عناصر جديدة في ظل معطيات الثورات العربية، أكد حماد على أنّه دائمًا ما يتم التغرير بالشباب الباحث عن الحقيقة عندما توصد الأبواب في وجهه وعندما لا يجد وسيلة للعمل الجاد الهادف ويصبح صاحبه معرضًا للعقوبة لمجرد جهره برأيه أو المطالبة بحقه وحينئذ يصبح تجنيد هؤلاء الشباب سهلًا لأي فكر غير منضبط بالكتاب والسنة خاصة إذا كان العمل بعيدا عن علماء الأمة، معتبرًا بأنّه ومع انفتاح البلاد العربية وتمتع أهلها بحريات في العمل والتنظيم والفكر والنقد يصبح حاجة الشباب للقفز على آليات التغيير في المجتمع غير معقولة في ظل وجود آليات حقيقية للعمل والتغيير وإقناع أفراد المجتمع بالفكر المنضبط.
تحول الخطاب
من جهته أوضح رئيس تحرير صحيفة "الرشد" اليمنية الأستاذ طه بافضل، أنّ وجود ما يسمى بالربيع العربي أثر تأثيرًا كبيرًا في استراتيجيات تنظيم القاعدة، خصوصًا إذا ما تأكد وجود ما يسمى بوصية زعيمهم أسامة بن لادن وما يذكر فيها من تحول في خطابه جعل عددًا من المراقبين يرون أنّ التنظيم غدر بزعيمه خوفًا من تغيرٍ لا يرتضيه الجناح المتشدد فيه، وبالتالي يمكن تلخيص الأمر في أنّ انتصار الثورات في الإطاحة بالأنظمة الديكتاتورية أضعف فكر القاعدة، وبأنّ جيل القاعدة الذي يقاسم الأنظمة المصالح سينتهي، وأنّ الاتجاه الإسلامي السياسي المتحالف مع الغرب سيعيد التعاطف جذعًا من فكر القاعدة، منوهًا على أنّ هذا الفكر يقوم على قاعدة حرك المراحل واختصار المسافات للوصول إلى الهدف وتحقيق الغاية المنشودة ولهذا فمسألة تشكيل حزب سياسي ليس في قاموسها الحركي بل القتال هو الوسيلة الأقرب إلى فهم كل معتنق لهذا الفكر، ومسألة اندماج التنظيم في عمل مؤسسي في المجتمع لا يتفق وقلة صبر أفراده فهم يتهكمون على الآخرين الذين يتخذون من التربية والفاعلية في المجتمع سبيلًا للتغيير، لأنّهم يرون ذلك غير مجدٍ، أما إدخال بعض التعديلات في طريقة حركتها ومنهجها القتالي فغير منتظر، ولو كان سيحدث شيئًا من ذلك لتمّ تطبيق وصية زعيمهم الراحل، ولظهرت خطابات أقل حدة مما ظهرت بعد موته، مؤكدًا بأنّ فكر التنظيم قد ينشط فكريًا في الأيام القادمة في محاولة من زعامته الحالية لملمة شتاته وتنشيط خطابه حتى لا ينطفئ أمام حركة الشارع العربي والإسلامي، ومضيفا في حديثه: "أنّ الثورة وصلت إلى سوريا، البلد الذي يتضمن كل المؤهلات التي تسهم في حدوثها على النظام القمعي الذي يتخذ من الحل الأمني سبيلًا لضمان عدم زعزعة نظام حكم حزب البعث وآل الأسد وبالتالي بعد حدوث الثورة أصبحت قضية الإطاحة بالنظام السوري تسير وفق أجندات متعددة .
اضمحلال الفكر
وحول إمكانية استغلال القاعدة للثورة التي يقوم بها الشعب السوري ضد النظام الحالي أشار إلى أنّ تحرك الغرب لن يكون إلا وفق ما يؤول إليه الوضع من ضمانة أكيدة لأمن إسرائيل وتواجد القاعدة في هذه المرحلة غير مستبعد إذا ما تذكرنا أنّ سوريا كانت ممرًا لأعضاء التنظيم إلى العراق وبالتالي، وقد تسعى القاعدة إلى تشكيل بؤر توتر تتحرك من خلالها إلى المواجهة المسلحة في الأراضي الفلسطينية لكن هذا الاحتمال لن يقوى إلاّ إذا وجد له غطاءً ودعمًا من أنظمة لها مصلحة في إحداث مثل هكذا توتر لفرض وصاية جديدة وتدخلًا آخر على شاكلة ما حدث في العراق ويحدث في اليمن.
وفيما يخصّ قدرة القاعدة على استقطاب عناصر جديدة في ظل معطيات الثورات العربية، أكد بافضل أنّ تنظيم القاعدة كفكرة وجدت وانتشرت في ظل صراع بين الأنظمة الاستعمارية للاستحواذ على منطقة الشرق الأوسط وتأمين كامل لإسرائيل في وجه أي خطر يمكن أن يلحق بها، الأمر الذي خلق بيئة ملائمة لمثل هكذا أفكار تدعي بأنّها بطريقتها القتالية تستطيع تحرير بلاد الإسلام من قبضة الأنظمة الخائنة والعميلة وتفرض الخلافة الإسلامية وتحرر المسجد الأقصى من الاحتلال، ولكن مع وجود التغيير الذي يسري في بلاد عربية والإصلاحات المتوالية التي تحدث في بلاد أخرى يجعل من اضمحلال هذا الفكر أمرًا واردًا، ذلك أنّ الشعوب تنشد التغيير السلمي وتكره سفك الدماء الذي لا يأتي بكبير فائدة لمرتكبيه، مع الأخذ بالاعتبار أنّ البيئات تختلف من بيئة لأخرى فاليمن تختلف تمامًا عن مصر وليبيا وسوريا ولكل طبيعته وتشكيلته التي قد تساعد لوجود التنظيم وانتشار فكره وقد ترفضه أخرى ولا تستقبله.
الصدور العارية
بدوره أكد الخبير بشئون الحركات الإسلامية الدكتور عبد الرحيم على فشل تنظيم القاعدة فشلا ذريعًا في الانقلاب على أنظمة استهدفها بممارسته وتنظيراته، بالرغم من أنه كلف الشعوب الإسلامية والعالم الإسلامي الكثير من الخراب والدمار وإزهاق الأرواح البريئة، في حين نجحت الثورات العربية بالأيدي منزوعة السلاح والصدور العارية التي واجهت أسلحة الحكام دون استخدام للعنف وأثبتت نظرية جديدة عكس ما كان ما يروجه تنظيم القاعدة لسنوات طويلة.
وأضاف وبذلك سقطت الفكرة الرئيسة التي بنى عليها تنظيم القاعدة فكره ومشروعه الذي روج له كثيرًا من خلال وسائله الإعلامية والتي اعتمد فيها التأثير على الناس من خلال ورقتين أساسيتين هما أن الطريق الوحيد لمواجهة الآخر تكون بالسلاح، أما الورقة الثانية فهي مواجهة أمريكا وإيلامها لكسر صلفها وغطرستها.
وتابع علي قائلًا: بعد سقوط الأنظمة وتخلي أمريكا عنها لم يعد هناك ما يستند إليه تنظيم القاعدة في استمرار وجوده إلا في البلاد المحتلة مثل العراق وأفغانستان، حيث كان يروج إلى إن الغرض الأساسي لوجوده هو إعلاء شرع الله في الأرض والذي يجب الوصول إليه حتى بالسلاح، وبالتالي بوصول الإسلاميين في كل دول الثورات العربية أسقطت الورقة الأخيرة التي يتشبث بها التنظيم وبالتالي انهار حلمه وفى رأيي أن تنظيم القاعدة انتهى بنجاح ثورات الربيع العربي.
تنظيم وهمي
وحول ما إذا كان لتنظيم القاعدة دور في ثورات الربيع العربي قال الدكتور جمال زهران: لا يوجد شيء اسمه تنظيم القاعدة فهو تنظيم وهمي صنعته أمريكا في البداية لمحاربة السوفييت، وبعد خروج السوفييت من أفغانستان استخدمته كفزاعة ترهب به الأنظمة العربية، ثم اتخذته مبررًا لاحتلال أفغانستان والعراق لأهميتهما الإستراتيجية بالنسبة لها حيث تتمتع أفغانستان بموقع هام وقريب من عدوها الأول روسيا كما تتمتع العراق بالنفط الذي تلهث ورائه جميع الدول الغربية.
وأضاف: إن أمريكا لا تستطيع إن تعيش بدون عدو تستطيع من خلاله حشد كل أطياف المجتمع الأمريكي الذي يتسم بالتعدد والتنوع ولا يجمعها جميعًا غير حشدهم ووحدتهم ضد عدو سياسي، وهذا ما جاء في كتاب نيكسون (انتهزوا هذه الفرصة) ونفى تمامًا ما قيل عن قتل بن لادن وقال إنه مات من زمان والدليل أنهم لم يظهروا جثته، كما أنه من غير المعقول إن أمريكا تترك قناة الجزيرة تذيع شرائطه دون أن توقفها أو توقف إذاعة الشريط التي أكدت سلامته في بيان لها، كما ثبت أن وضاح غضنفر المدير السابق لقناة الجزيرة كان عميلًا للمخابرات الأمريكية، واستطرد زهران قائلا: إنه لو كان هناك فعلا تنظيم جهادي إسلامي لكانت أغراضه وطنية وليست مخابراتية كما كان تنظيم القاعدة الذي لم يوجه ضرباته يومًا إلى إسرائيل أبدًا.
وحول ثورات الربيع العربي قال زهران: إنها ثورات حقيقية لا يستطيع أحد إنكارها أو نسبة الفضل إلى أي جهة غير الشعوب التي خرجت بإرادتها من أجل هدم فساد استمر عقود قامت به أنظمة فاسدة مستبدة وعميلة، وتوقع بقاء تنظيم القاعدة فى المشهد بشكل أو بآخر وقال: إن هذا الوهم سيستمر لأن ورائه المخابرات الأمريكية التي لن تستغني عنه إلا بوجود البديل.
صناعة مخابراتية
من ناحيته اعتبر خبير القانون الدولي والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية الدكتور عبد الله الأشعل، أن تنظيم القاعدة أنشأته المخابرات الأمريكية لمحاربة الاتحاد السوفييتي، ولم يكن في يوم من الأيام صاحب قضية وطنية قدم من خلالها شيئًا مفيدًا للعالم العربي الاسلامي، بل عمل لصالح الغرب في هدم العالم الاسلامي.
وأضاف أن الثورات العربية ثورات سلمية لم تستخدم فيها غير التعبير الحر عن المظالم التي تعيشها شعوب المنطقة العربية، أما النظام هو الذي استخدم أسلوب القاعدة في مواجهة الشعوب السلمية، وأكد على حضارية هذه الثورات التي تخطت الأسلوبين الذين كانا سائدين في تغيير الحكم من قبل وهمًا إما الإرهاب كما يعمل تنظيم القاعدة الذي خرب وأزهق أرواح بريئة كثيرة، مما أثار غضب وسخط الشعوب على هذا التنظيم، أما الطريقة الثانية فهي الطريق الثوري الماركسي، وهو أيضا ثبت فشله، أما طريق الثورات العربية فهو يمثل احتجاجًا سلميًا حضاريًا، وعن مستقبل تنظيم القاعدة قال الأشعل: إنه إلى زوال، فالعولمة أدت إلى درجة كبيرة من الوعي لدى الشعوب، ولن ترجع للوراء مرة أخرى.
فكر متشدد
من جانبه اعتبر المفكر الإسلامي الدكتور محمد مورو أن العنف ضروري ضد إسرائيل وأمريكا ولكنه غير صحيح ضد الحكومات والأنظمة، فالأسلوب السلمي ثبت نجاحه، ولكن هناك فارق بين أن تجتمع الأمة على المواجهة مع من تعتبره عدوًا وأن تخرج جماعة لتقود الأمة في اتجاه المواجهة فيما فعل تنظيم القاعدة، وأضاف أن القاعدة لم تحمل فكرًا حضاريا ولكن اختزلت الإسلام فى الفكرة الجهادية وظلت تعمل في إطارها ولم تقدم مشروعًا وسطيًا شاملًا للإسلام بحيث يكون لها مكان مع المتغيرات التي تحدث الآن في العالم الاسلامى، واعتبر مورو أن القاعدة جاءت في ظروف تاريخية معينة طغت فيها الحضارة الغربية والاستعمار على تطلعات الأمة وشهد الداخل الاسلامي تعنتًا وتحفظًا على أي مرجعية إسلامية ولم يكن هناك بديل سوى ظهور فكر العنف والانفلات كوسيلة للدفاع ولكن ذلك كان بشكل عشوائي واختلطت فيه المفاهيم واعتمدت هذه الجماعات على الفكر المتشدد ونادت بكفر المجتمع واستحلت الدماء وكان لذلك تأثيره السلبي على مواقع الإسلام ومن ثم خرج تنظيم القاعدة من التنظير الحادث الآن عن بناء المجتمعات على أسس إسلامية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.