قال وزير الخارجية اليمني الدكتور أبوبكر القربي إن الحكومة اليمنية تستعين بالطائرات الأمريكية بدون طيار عند الحاجة لتنفيذ عمليات ضد عناصر تنظيم القاعدة بسبب ضعف امكانيتها في تنفيذ مثل هذه العمليات. وأضاف القربي في مقابلة خاصة مع "الرياض" الحكومة اليمنية مع ذلك على استعداد للحوار مع تنظيم القاعدة شريطة تخليه عن العنف. وبشان تأخير مؤتمر المانحين الذي سيعقد في الرياض في الرابع من سبتمبر بعد تأجيله اكثر من مرة، قال القربي "أعتقد ان التململ هو من الشعب اليمني الذي عول كثيرا على المانحين وأصدقاء اليمن ليقدموا لليمن الذي يستحقه في هذه الظروف وبعد الاحداث التي مرت بها اليمن العام الماضي، وقدمت فيها نموذجا يحتذى به في حل الأزمات بحيث يأتي التغيير لبناء الوطن وليس لتدميره". وعبر القربي عن تقديره لحرص المملكة وبريطانيا على ان يكون التمثيل في مؤتمر المانحين ومؤتمر أصدقاء اليمن كبيرا وعلى مستوى عالٍ لكي تكون لهما ثمار جيده. وأشار الى المملكة اعلنت عن تقديمها 3 مليارات و 250 مليون دولار ادراكا منها للحاجة اليمنية لمثل هذا الدعم في هذه المرحلة الانتقالية التي يجب ان يشعر فيها المواطن ان ظروفه تتحسن وان درجة الفقر والبطالة بدأت تنحسر. وأكد القربي ان تأجيل مؤتمر المانحين لأكثر من مرة ليس مرتبط بأية شروط لكنه قال إن على اليمن ان يقوم بعدد من الاجراءات الآن والسير على المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية وان تلتزم كافة الاطراف بهذه المبادئ التي اقرت ليس على المستوى الوطني، بل اصبحت برعاية اقليمية ودولية، وان تبدأ اليمن ببناء الدولة المدنية الحديثة والسير في الاصلاحات الوطنية من اصلاح الدستور والانتخابات. وفيما يتعلق بالتهديد الذي اطلقه الرئيس هادي وقال فيه إن معرقلي المبادرة الخليجية سوف يحاسبون وسوف يخرجون الى خارج اليمن، قال القربي ان هذه الرسالة ليست موجهة الى طرف بعينة وهو الرئيس السابق بل الى كل الاطراف حيث "إن هناك اطرافا عديدة تحاول ان تعيق تنفيذ المبادرة، وهذا غير مقبول لا على المستوى اليمني من اصحاب المصلحة الحقيقية في بناء الدولة الحديثة في اليمن وأحداث التغيير الذي جاءت به الثورة الشبابية ولا ايضا لمصلحة دول الاقليم والعالم. ولهذا حديث الرئيس واضح ان هناك سنكون مساءلة لكل من يعيق السير في طريق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وكان واضح انه لن يقف كرئيس جمهورية عاجز في اتخاذ الاجراءات التي تضمن ان هذه المبادرة تسير في طريقها الصحيح. اعتقد ان على كافة القوى السياسية وكافة اللاعبين السياسيين انه لم يعد هناك مجال الان كما اشار فخامة الرئيس بعودة العجلة الى الوراء. ان التغيير قد بدأ وانه سيستمر الى ان يُبنى نظام الدولة الجديد مع انتخابات 2014" وبشأن محاولة البعض الاتجاه نحو العنف بعد محاولة استهداف زعيم الحزب الاشتراكي الدكتور ياسين سعيد نعمان واقتحام وزارة الداخلية ومحاولة اقتحام وزارة الدفاع، قال القربي انه بعد الثورات تحدث مشاكل، في تونس ومصر، وهناك ليبيا وسوريا نموذجان آخران. وأضاف:"نحن والحمد لله في وضع أفضل بكثير. هذه الاحداث التي حدثت تمت السيطرة عليها وأظهرت ان الدولة والحكومة قادرة على التعامل معها. هذه محاولات يائسة لوقف العجلة من السير في الاتجاه الذي بدأت تسير فيه". وفيما يتعلق بالصراع داخل المؤتمر الشعبي العام في ظل محاولة الرئيس السابق علي عبدالله صالح التشبث بقيادة الحزب رغم محاولة جناح آخر ابعاد صالح وأسرته عن التحكم بمصير الحزب، قال القربي إن الخلافات في اطار الحزب هي ظاهرة صحية وانها ليست قضية تهدد المبادرة الخليجية. ودعا القربي جميع القوى السياسية والأحزاب الى الاصطفاف معا لمواجهة كل من يحاول اعاقة العجلة التي بدأت تتجه نحو بناء اليمن الجديد والدولة المدنية الحديثة والدولة التي تتحقق فيها العدالة والمساواة والمواطنة المتساوية. وقال:"المؤتمر الشعبي العام يمثل إحدى القوى السياسية في اليمن وهناك موقف واضح من الراعين للمبادرة الخليجية سواء في دول الخليج والمجتمع الدولي، إن المؤتمر الشعبي العام يعتبر صمام أمان للمرحلة القادمة في اليمن وعلينا في المؤتمر ان نعي هذه المسؤولية، وان ندرك ان المبادرة الخليجية وخروج اليمن من مخاطر الانزلاق الى حرب اهلية كان للمؤتمر الدور الرئيسي فيها ولا يمكن لاحد ان ينكر ذلك". وشدد القربي على ضرورة ان يكون الحوار هو الوسيلة للوصول الى توافق يخدم اليمن واستقراره مهما كان للمؤتمر من خلاف مع القوى السياسية الاخرى. وعن فرص نجاح الحوار في ظل استمرر التوتر السياسي وارتفاع الاصوات المنادية بانفصال الجنوب، قال القربي:"عندما نتكلم عن الأصوات يجب ألا نتكلم عن مدى ارتفاع الاصوات بل مدى تأثيرها. اعرف تماما ان هناك وجهات نظر مختلفة وان هناك اقلية غير مؤثرة هي من تدعو الى الانفصال. ولكن الاغلبية العظمى تريد اصلاحات حقيقة تعالج فيها الاخطاء التي حدثت منذ قيام الوحدة وحتى الان. لا احد ينكر وجود اخطاء بعضها بشرية وبعضها اخطاء إدارية. لكن يجب اليوم ان نجلس ونتحاور لان الدعوة الى الانفصال لن تحل المشكلة". وفيما يتعلق بدعوة اللجنة التحضيرية للحوار الى الاعتذار عن الحروب في الجنوب وصعدة وضرورة محاسبة المسؤولين عن نهب الأراضي وكل الاختلالات في الجنوب وان ذلك يعني توجيه اصابع الاتهام للرئيس السابق ومعاونيه، قال القربي:"التوصيات التي ظهرت من لجنة الحوار سترفع الى رئيس الجمهورية وهو الشخص الذي سوف ينظر اليها ويرى ما هو في اطار التسوية السياسية التي توصلنا اليها لأنها اصبحت قضية لا يمكن الخروج عليها، وما الاشياء التي يمكن ان تعالج في اطار الحكومة من معالجات إما لأشخاص او في اطار المعالجة لأوضاع المحافظات الشمالية او الجنوبية. الاعتذار لا يمثل اشكالية لكن الاعتذار هو الذي ربما يبحث من قبل لجنة الحوار". وأكد القربي ان المؤتمر كهيئة لم يعترض على قضية الاعتذار عن حروب الشمال والجنوب. وعن اعتراض المؤتمر الشعبي العام لمشروع قانون العدالة الانتقالية والمصالحة، قال القربي انه كان هناك خلاف حول التسمية فيما اذا كان قانون المصالحة والعدالة الانتقالية او العكس، في المبادرة نتحدث عن قانون المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية وقال ان هذه نقطة شكلية. اما نقطة الخلاف الثانية فهي هل يقتصر القانون على احداث 2011 أم يذهب. اما النقطة الثالثة فقال ان المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية تعتبر ان لجنة الحوار هي المعنية بإعداد قانون العدالة الانتقالية، بينما جاء بعد ذلك من مجلس الامن ان الحكومة عليها سرعة اصدار قانون العدالة الانتقالية. وأكد ان رئيس الوزراء ووفقا للآلية التنفيذية وبعد خلاف الحكومة قال يترك مشروع القانون له ولرئيس الجمهورية للبت فيه. وأوضح القربي ان كان هناك حتى وزراء من تكتل اللقاء المشترك لهم وجهة نظر في مشروع قانون العدالة الانتقالية. وفيما يتعلق بالحرب على الارهاب والانتصار الذي حققه الجيش الاشهر الماضية على القاعدة وطردها من عدد من المدن في ابين، قال القربي انه على الرغم من ذلك مازال عناصر القاعدة او من يسمون انفسهم بأنصار الشريعة موجودين، ولكن الارادة السياسية للرئيس هادي والحكومة والموقف واضح ان المعركة لن تتوقف حتى يتم دحر الارهابيين وتمت دعوتهم الى العودة الى جادة الصواب والحكومة مستعدة الى التعامل معهم. وأكد القربي ان الحكومة مستعدة للحوار مع عناصر القاعدة شريطة توقفهم عن العنف وترك الارهاب. وقال الحوار لا يمكن ان يبدأ الا اذا توقفوا عن العنف والإرهاب. لا يمكن ان يتم الحوار مع شخص لا زال يمارس القتل والإرهاب وبشان استمرار استخدام الطائرات الامريكية بدون طيار في ملاحقة عناصر القاعدة وفيما اذا كان هذا يتم بالتنسيق مع الحكومة اليمنية، اكد القربي ان الحكومة اليمنية تقبل ذلك عند الضرورة والحاجة لاستخدام الطائرات بدون طيار، اليمن لا تملك مثل هذه الطائرات وتستعين بالولايات المتحدة في تعقب العناصر التي خرجت مخططة لأعمال ارهابية. وأكد القربي ان المتابعة لا زالت مستمرة بشان اطلاق سراح القنصل السعودي عبدالله الخالدي والمختطف لدى تنظيم القاعدة مع مواطنة سويسرية منذ مارس الماضي. وأكد ان نشر معلومات مغلوطة من قبل بعض وسائل الاعلام تؤدي الى اعاقة جهود الاجهزة الامنية في هذا الشأن. وبشان العلاقة مع ايران بعد اتهام الرئيس هادي لها بالتدخل في شؤون اليمن الداخلية والقبض على خلية تجسس ايرانية، قال القربي ان العلاقة مع طهران شابها بعض الشوائب مؤخرا وانه جرى دعوة طهران لتغيير اسلوب تعاملها مع اليمن، ونأمل ان تستجيب وان تعاد الامور الى نصابها." ورفض الافصاح عن التحقيقات مع خلية التجسس الايرانية او المعلومات بشأن الاتهامات لطهران بدعم الجناح المسلح في الحراك الجنوبي.