كشفت صحيفة "هآرتس" أمس أن دولة الاحتلال تعكف على بلورة خطة لمنع انهيار السلطة الفلسطينية تشمل تحويل أموال وعبور عمال فلسطينيين الخط الأخضر. ووفقا للصحيفة فإن دولة الاحتلال زادت بشكل ملموس حجم التسهيلات الاقتصادية للسلطة الفلسطينية على خلفية التخوف من أن الاحتجاجات في الضفة تشكل خطراً على استمرار وجود السلطة واحتمال تحول الغضب الفلسطيني انتفاضة جديدة ضد الاحتلال. وأضافت الصحيفة أن دولة الاحتلال استعرضت رزمة من الخطوات الرامية لمساعدة السلطة الفلسطينية خلال مؤتمر الدول المانحة للسلطة الذي عقد في نيويورك بداية الأسبوع. واندلعت موجة احتجاجات واسعة في أنحاء الضفة الغربية منذ بداية الشهر الحالي ضد غلاء المعيشة وخاصة رفع أسعار المواد الغذائية والوقود وشهدت مدن الضفة إضرابات وتظاهرات. وقالت "هآرتس" إنه إلى جانب ذلك فإنه يوجد قلق إسرائيلي من التوتر في العلاقات بين رئيس السلطة محمود عباس ورئيس حكومته سلام فياض، خاصة أن الاحتجاجات جرت تحت قيادة حركة "فتح" التي يتزعمها عباس ووجهت الاحتجاجات ضد فياض. وأضافت الصحيفة أن التخوف في إسرائيل هو من أن يقرر فياض أو فياض وعباس معا التنحي عن منصبيهما، إضافة إلى التخوف من مظاهر الإحباط المتزايد بين قادة أجهزة الأمن الفلسطينية. وكانت حكومة دولة الاحتلال تمتنع عن تحويل أموال الضرائب التي تجبيها لمصلحة السلطة الفلسطينية بسبب توجه الفلسطينيين إلى الأممالمتحدة ومؤسسات دولية أخرى لنيل الاعتراف بفلسطين. لكن الصحيفة أشارت إلى أن إسرائيل حولت خلال الشهرين الماضيين 100 مليون دولار إلى السلطة الفلسطينية. ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن "السلطة لم تعد كما كانت، والأزمة الاقتصادية إلى جانب الجمود السياسي قد يؤديان إلى تفجر الأوضاع في نهاية المطاف، والحكومة الإسرائيلية تعي ذلك ولهذا قررت مساعدة السلطة من أجل صيانة مكانتها". لكن السلطات الإسرائيلية ما زالت تفرض قيودا مشددة على تنقل الفلسطينيين بهدف العمل، إضافة إلى أنها توجه العمال الفلسطينيين للعمل في فرع البناء في المستعمرات. وقالت الصحيفة إن السلطات الإسرائيلية أصدرت مؤخرا 5 آلاف تصريح عمل للفلسطينيين للعمل في فرع البناء إضافة إلى 2000 تصريح للعمل والمبيت داخل الخط الأخضر ليصل عدد العمال الفلسطينيين الذين يحملون تصريحاً بالمبيت إلى 9 آلاف. وبعد إصدار هذه التصاريح أصبح عدد العمال الفلسطينيين داخل الخط الأخضر 48 ألفا وهناك 26 ألف عامل فلسطيني يعملون في المستعمرات بموجب تصاريح عمل، كما تشير تقديرات إلى أن هناك 30 ألف عامل فلسطيني يعملون داخل الخط الأخضر من دون تصاريح عمل. ونقلت الصحيفة عن منسق أعمال الاحتلال في الأراضي الفلسطينية اللواء ايتان دانغوت قوله أمام مؤتمر الدول المانحة أن إسرائيل ستسمح تدريجيا "بتصدير" الأثاث والملابس من قطاع غزة إلى الضفة الغربية.