يوم ولادة الوطن احد اهم ايام الوطن الخالدة، والاحتفال بهذا اليوم واجب على أبنائه وبناته. يوم مشرق توحدت أرجاء هذا البلد الطاهر على يد المغفور له المؤسس الملك عبدالعزيز. ففي اليوم السابع عشر من جمادى الأولى من عام 1351ه صدر مرسوم ملكي قضى بتوحيد المملكة الحديثة تحت اسم المملكة العربية السعودية وتحديد يوم الخميس 21 جمادى الأولى من نفس العام الموافق لليوم الأول من الميزان (23 سبتمبر 1032م) يوماً لإعلان قيام المملكة العربية السعودية ليصبح اليوم الوطني للمملكة. إنها والله ملحمة خالدة بناها الملك المؤسس لنعيش في كنفها لتحمينا من هجير الشمس وقارص الشتاء. يجب علينا ان نسخر ذكرى يوم الوطن لنستلهم العبر ونستذكر اهم درس في دروس الوطنية. لهذا يجب أن يكون يوم الوطن يوماً احتفالياً يشتمل على ابراز مشاعر الوفاء للوطن. فالاحتفال بيوم الوطن ممارسة حضارية، تشترك فيها مؤسسات المجتمع بالمسيرات الشعبية والاحتفالات في الساحات والميادين ليكون يوم الوطن حلة نبتهج بها صغاراً وكباراً وتبقى خالدة في أذهان الجميع وخاصة الصغار في الوفاء للوطن. وتعم الفرحة كل شبر من ارض بلادي وان تشهد قرى وهجر ومدن المملكة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها احتفالات بيوم الوطن. وبهذه المناسبة ارفع اسمى ايات التقدير والتهنئة القلبية الصادقة لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع، آملاً من الباري عز وجل ان يديم على وطننا الغالي نعم الامن والامان انه سميع مجيب، وحفظ الله الوطن من كل مكروه. بقي أن أقول أن الأمنيات ببناء وطن تعانق رايته عنان السماء لن تتحقق إلا بتوفر الولاء والانتماء للوطن متجاوزين سائر العصبيات القبلية والفكرية، فأبناء كافة أبناء الوطن سواسية من دون تمييز سواء اكان على أساس الدين أو الجنس أو اللون أو الموقف الفكري أو الوضع الطبقي، ولن يتحقق ذلك إلا ببناء ثقافة اجتماعية وسياسية جديدة قوامها ثلاثة أمور. أولها: يجب علينا أن نتجاوز ما يمكن أن نسميه بالتفرقة الإقليمية، فهذا من الشمال وذاك من الجنوب، وهكذا يجب علينا تنمية الشعور بالوحدة وان بلدنا واحد لا فرق بين شماله وجنوبه وشرقه وغربه. ثانيها: يجب علينا تجاوز التفرقة القبلية أو ما يمكن تسميته بالتعصب القبلي، يجب علينا الانتماء للوطن أولا وأخيرا وليس للقبيلة او العشيرة، حيث يلعب التعليم دور حاسماً في بناء هذه الثقافة. وخير مثال على ذلك، ما قامت به كوريا الجنوبية من اهتمام بارز بالتعليم لتحقق النجاحات الاقتصادية الدولية والمنافسة العالمية، فتوسعت كوريا باستثمارات التعليم بكافة قطاعاته، وسعت إلى اصلاح نظام التعليم وخاصة النظام الجامعي، وحسنت البيئة المدرسية وأهلت المدرسين. والنتيجة أن التعليم زرع في الشعب الكوري حب الوطن ما خلق شعبا مخلصا وفيا لوطنه، والمملكة اليوم في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين تؤمن أن التعليم العام والعالي خياراً استراتيجياً للنهوض بالوطن. وخير دليل على ذلك التطور الملحوظ في قطاع التعليم العالي وخاصة برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث وذلك من اجل بناء مجتمع المعرفة لتخريج كوادر مؤهلى تلبي احتياجات سوق العمل، كذلك فإن التوسع في بناء الجامعات السعودية من ثماني جامعات إلى اكثر من ثلاثين جامعة وكلية حكومية وأهلية لخير دليل على اهتمام ورعاية الدولة للتعليم الجامعي.. وختاماً أسأل الباري عز وجل أن يحفظ بلادنا من كل مكروه، وفق الله الجميع لخدمة وطننا المعطاء.. وللجميع مودتي. * عميد شؤون اعضاء هيئة التدريس والموظفين بجامعة الملك سعود