أعترف في البداية أنني لن أستطيع بأن آتي بما لم تستطعه الأوائل، فالذين تحدثوا عن سجايا الملك كثيرون والذين كتبوا عن حب الملك أكثر. ومع كل هذا، تبقى مساحة لكل مواطن أن يعبر عما في نفسه وما يدور في خلده تجاه الأب القائد عبدالله بن عبدالعزيز. طلات المليك البهية دائما تلامس شغاف القلب وحديثه دائما وأبداً عفويا لا تكلف فيه، العبارات تنساق بكل صدق وحب من القلب إلى القلب. وفي كل مرة تمطر سماء الوطن بخير من مزن "أبو متعب" التي تعالج قضايا المواطن. ولا غرابة في ذلك، فالملك عبدالله يرعى الملحمة السعودية التي نسج خيوطها وحاك ثوبها الجميل المغفور له الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه. وها نحن منذ توحيد المملكة ونحن نعيش في كنف هذه الدار التي أظلتنا عن الهجير وحمتنا عن قارس برد الشتاء. حفظ الله الوطن من كل مكروه. خطاب المليك الأخير، اقل ما يمكن أن يقال عنه أنه حديث الأب الصادق الحنون إلى أبنائه. أليس هو القائل: "أنا فخور بكم وتعجز الكلمات عن وصفكم". وما القرارات الأخيرة إلا خير دليل على قرب المليك من هموم الشعب ومتطلباته. القرارات التنموية حملت في مجملها مصلحة المواطن الفرد وبناء أسرته، لعل أهمها قرار إنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد. وما الفساد إلا عبث بمقدرات الوطن التي لا يمكن أن تحدث إلا في غياب الرقابة الذاتية والأمان من المحاسبة. فمن أمن العقوبة أساء الأدب، فانتشار الرشوة ضربة قاصمة للوطن والمواطن حيث تشعر تلك الرشوة المواطن بالخذلان وتسحق عنده كل إحساس بالمواطنة وتعزز لديه عدم الثقة بالمسئول. والأمل بالله كبير أن يكون لهذه الهيئة شأن عظيم ودور مبرز في بناء الوطن والمواطن. ولن أنسى القرارات الحكيمة التي أصدرها الملك التي تجاوزت قيمتها 330 مليار ريال، التي أهمها قرار رفع قيمة الحد الأعلى لصندوق التنمية العقارية إلى 500 ألف ريال، واعتماد بناء 500 ألف وحدة سكنية في جميع مناطق المملكة. كذلك صرف مبلغ ألفي ريال إعانة شهرية للباحثين عن عمل وتحديد الحد الأدنى لرواتب كافة العاملين في الدولة من السعوديين بثلاثة آلاف ريال. بقي أن أقول بان الوطن يحتاج من أبنائه الكثير، ولن تتحقق الأمنيات ببناء وطن تعانق رايته عنان السماء إلا بتوفر الولاء والانتماء للوطن متجاوزاً سائر العصبيات القبلية والمذهبية والطائفية. ولن يتحقق ذلك إلا بتساوي أفراد المجتمع في الحقوق والواجبات، وهو ما يعني أن كافة أبناء الوطن الواحد سواسية من دون تمييز على أساس الدين أو الجنس أو اللون أو الموقف الفكري أو الوضع الطبقي. وهنا تبرز الحاجة الملحة إلى بناء ثقافة اجتماعية وسياسية جديدة لتحمي الوطن وتبني دولة عصرية صلبة. ولضمان ذلك فإنه يجب تجاوز ثلاثة أمور. أولها: يجب علينا أن نتجاوز ما يمكن أن نسميه بالتفرقة الإقليمية، فهذا من الشمال وذاك من الجنوب.. وهكذا. يجب علينا تنمية الشعور بالوحدة وان بلدنا واحد لا فرق بين شماله وجنوبه وشرقه وغربه. ثانياً: يجب علينا تجاوز التفرقة القبلية أو ما يمكن تسميته بالتعصب القبلي. يجب علينا الانتماء للوطن أولا وأخيرا وليس للقبيلة او العشيرة. وأخيرا يجب علينا احترام المذاهب المختلفة والاختلافات الدينية، فالتعددية المذهبية حقيقة لا يستطيع أحد أن ينكرها. وأختم خاطرتي هذه بقول المليك: «أيها الشعب الكريم يعلم الله أنكم في قلبي أحملكم دائماً وأستمد العزم والعون والقوة من الله ثم منكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ولا تنسوني من دعائكم». وأقول:إنك والله الأب والقائد فأنت يا ملك الإنسانية دائماً في قلوبنا ولك حب خالد لا يموت، فلك من شعبك كل تحية وحب وسلام، وللجميع مودتي.