قاوم الإعاقة، وواجه الظروف المادية والصحية بقوة الإرادة، تألق في لندن، وهتف له رياضيو العالم في دورة الالعاب "البارالمبية 2012"، وحقق لبلاده الميدالية الفضية، لم تطارده الاضواء وتلتقطه عدسات المصورين المحليين لأنه ليس لاعب كرة قدم يتتبع خطواته الصحفيون خلسة ويسلطون الضوء على حياته الخاصة، ماذا يأكل؟ وكيف ينام؟ وما عطره المفضل ولون سيارته وموديلها؟، وإلى اين يسافر ويسهر؟ وما رأيه بالحب؟ وأي الفنانين يعجب بصوته؟ إنما لأنه البطل الأولمبي في ألعاب القوى "الاحتياجات الخاصة" هاني النخلي الذي رفع العلم السعودي في انكلترا امام عدسات المصورين العالميين الذين يؤمنون بالتميز وصانعيه، في وقت عجز الاصحاء عن الوصول الى ماوصل اليه. تألق حتى وهو يتذكر منزله الآيل للسقوط وال800 ريال التي يتقاضاها من الضمان والمصاريف التي يحتاجها وتريدها اسرته، ومع هذا لم يجد حتى الاستقبال اللائق الذي يشعره بقيمة الانجاز واهمية تضحياته باستثناء مبادرة النادي الاهلي والقناة الرياضية بتكريمه، فقط شاهدنا اعضاء البعثة الموقرين يحتفلون معه على منصة التتويج بحثا عن الصورة قبل ان يختفوا، عاد الى السعودية فوجد اهله وحدهم يستقبلونه ويباركون له الانجاز ليتصارع بداخله الفخر بميداليته والحزن على تهميشه من اتحاد اللعبة ورعاية الشباب، وكأنه عاد خالي الوفاض ولم يعد وبحوزته ميدالية فضية تسعى اليها جميع الدول ويحلم بها جميع الرياضيين. في حسابات الوسط الرياضي السعودي يتساوي الانتصار والفشل، والانجاز والاخفاق خصوصا على مستوى الألعاب المختلفة، قبل اشهر قليلة خرجت إدارة المنتخبات السعودية الى المطار وهي تحمل معها الورود وسط عدسات المصورين بانتظار وصول منتخب الناشئين من الخارج، ليس لأنه عاد ببطولة قدم رسمية، ولكن لأنه حصل على الكأس في دورة ودية جمعت عددا قليل من الفرق، لاحظوا المعايير المزدوجة في كيفية التعاطي مع الانجازات والاحتفاء بها، أليس في ما حدث للنخلي بعد عودته وهو يُمني النفس باستقبال رياضي يليق بإنجازه احباطا ما بعده احباط؟ أين مسؤولو رعاية الشباب؟ وما الانجازات المهمة بالنسبة لهم اذا لم يهمهم انجاز النخلي والانجازات التي تتساوى معه؟ لو كنتُ لاعبا ورأيت ما حدث لهذا البطل والنجم الكبير والشاب الذي يفتخر به كل رياضي سعودي محب لوطنه من التهميش لاعتزلت الرياضة وجلست في منزلي، وايقنت ان كرة القدم وحدها هي من يتسابق حولها الكبير والصغير، والساذج والفاهم، والسعيد والتعيس، والخبير ومن لايعرف من الكرة الا اسمها، وبعد ذلك نتساءل (لماذا رياضتنا تسير الى الوراء وتحطم الارقام في إهدار المال وتسجيل الاخفاقات والاحباطات)، اما النخلي فنقول له لقد كنت خير مثال للرياضي المتميز في مسيرته ولكن المسوؤلين ومن اختزلوا الرياضة في كرة القدم لم يعيروا انجازك الاولمبي اي اهتمام وهذا قدر رياضة بلد بحجم المملكة العربية السعودية. للكلام بقية * أولسان سيكون على كل لسان فهناك من قلبه معلق معه أكثر من ان يكون معلقا بأندية الوطن (قاتل الله شبيّحة المقالات وأهل التعصب) ومن يسير على نهجهم! * الاتحاد والهلال والأهلي والاتفاق والفتح خماسي يستحق ان نقف معه جميعا على امل ان يزيحوا أحزان الاخفاقات عن رياضتنا! * التفاصيل التي كشفها الأمير طلال محمد العبدالله حول تأجيل لقاء الاهلي والاتحاد في دوري "زين" تؤكد ان هناك من يعبث بالرياضة دون خوف من أحد!.