تمتاز الألعاب الإلكترونية وألعاب الفيديو بتطوير القدرات الذهنية للأطفال والمراهقين، بيد أن المطلوب تربوياً كيفية ضمان تطوير تلك القدرات بعيداً عن الآثار السلبية، حيث يرى الباحثون أن ثمة إمكانية لتسخير تلك الألعاب في تطوير وتعزيز القدرات الذهنية للصغار، لاسيما ألعاب التخطيط الاستراتيجي. واقترح الباحث "د. خالد الحليبي" - أستاذ كلية الشريعة والدراسات الإسلامية التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالأحساء ومدير مركز التنمية الأسرية - جملة من الخطوات الإجرائية المتضمنة لبعض الحلول منها: حث الأبناء وترغيبهم في شراء الألعاب التي تنمي الذوق وتقوي الذاكرة، وتشجيع الأطفال على مزاولة الألعاب الجماعية أكثر من النشاطات الفردية؛ لأن اندماجهم فيها يقلل من مشاهدتهم للتلفاز، وكذلك توجيه الأطفال إلى استخدام الألعاب التي تتميز بطبيعة تركيبية محفزة على التفكير والذكاء، وبرامج المسابقات الثقافية، والألعاب ذات الطابع التعليمي، إضافةً إلى توجيههم باستمرار نحو اكتساب هوايات مفيدة، وتحفيزهم على ذلك بالمال ودعمهم بالأدوات والمكان المناسب والتشجيع المتواصل، إلى جانب تحديد ساعات معينة لممارسة ألعاب مختارة، وتقطيع زمن الساعتين حتى لا يضيع وقت الطفل هدراً. وشدّد على أنه من المهم صحيّاً ونفسيّاً - بحسب وصية خبراء الصحة النفسية - أن يقضي الطفل (75%) من وقت فراغه في أنشطة ذات طابع حركي، وقضاء (25%) في أنشطة ذات طابع سكوني، بخلاف ما هو عليه حال أطفالنا اليوم، حيث يقضون (80%) من وقتهم أمام التلفاز، لاسيما في الإجازات، ناصحاً بتنبيه الوالدين للطفل بتحديد وقت المشاهدة له إنما هو من أجل صحته، موضحاً أنه من المهم إشراك الطفل في حلقات تحفيظ القرآن، أو في بعض المراكز الاجتماعية، أو في زيارة الأقارب والأصدقاء أو المرضى، وحثه على القراءة المفيدة، أو خدمة الأهل في البيت أو السوق، وما سوى ذلك من المناشط المفيدة، حتى لا يضيع زمنه في اللعب واللهو، وحتى لا يفقد مهارات حياتية كثيرة في المستقبل، مؤكداً أهمية تأسيس حصانة ذاتية في نفوس أطفالنا، تعينهم على رفض كل ما هو ضار أو محرم من دون تدخل من الأسرة والمجتمع. د.خالد الحليبي