استطرادا لما استعرضناه في المقالة الماضية.. عندما تكون خطبة الجمعة درسا مفيدا.. وللأهمية نطرح الحلول التي وضعها الدكتور خالد بن سعود الحليبي والتي تطرق لها الشيخ سامي عيد في خطبة الجمعة قبل الماضية. الحلول: من أجل الإسهام في وضع حلول لهذه المشكلة أضع هذه المقترحات بين يدي القارئ : 1 نوجه أولادنا ونرغبهم في شراء الألعاب المربية للذوق، والمنمية للذاكرة. 2 نشجع طفلك على مزاولة الألعاب الحركية والجماعية والسباقات التي تشتمل على ألعاب رياضية وأساليب ترفيهية، وتفضيلها على النشاطات الفردية، فإذا هو اندمج فيها تقل احتمالات العودة إلى مشاهدة التلفاز.. ونشيد هنا في هذا المجال بجهود الشباب والمربين في حلقات التحفيظ والدورات القرآنية والمراكز والمدارس والأندية الصيفية خير معين على ذلك. 3 توجيه الطفل إلى الألعاب ذات الطبيعة التركيبية والتفكيرية، وإلى ألعاب الذكاء، والبناء، والمسابقات الثقافية في برامج الحاسب، والألعاب التعليمية التي تصدرها كثير من الشركات المعروفة بمنهجها المتميز والتربوى. 4 توجيه الطفل إلى هواية مفيدة ودعمه بالمال والأدوات والمكان والتشجيع المستمر. 5 تحدد ساعات معينة للعب في الألعاب المختارة بعناية بحيث لا تزيد على ساعة أو ساعتين على الأكثر ويوصي الأطباء بضرورة الاسترخاء بعد كل ساعة بضع دقائق، وننبه هنا على أن خبراء الصحة النفسية والعقلية أجمعوا على ضرورة قضاء 75 % من وقت فراغ الطفل في أنشطة حركية، وقضاء 25 % في أنشطة غير حركية، بينما واقع أطفالنا أن جلوسهم أمام التلفاز يصل إلى حوالى 80 % من أوقات يقظتهم، وبخاصة في الإجازات. ولكن ينبغي أن نتنبه بأننا حينما نحدد معه وقت المشاهدة نبين له أنه من أجل صحته لابد أن يقوم بنشاط حركي. 6 توجيه الطفل للقيام بواجباته كالصلاة وبر الوالدين وإكمال دروسة أو زيارة قريب أو صديق أو مريض أو القراءة المفيدة، أو خدمة الأهل في البيت والسوق، أو أي منشط مفيد له؛ حتى لا تضيع فترة تربيته في إتقان اللعب واللهو، ويفقد مهارات حياتية كثيرة واجتماعية كثيرة سوف يحتاجها في المستقبل. 7 بناء الحصانة الذاتية في نفوس أولادنا؛ وذلك بترسيخ قيمنا وعقيدتنا والخوف من الله ومراقبته وعبوديتنا له في كل شيء من شؤون حياتنا بحيث تنتج عنها طبيعة رافضة لكل ما هو ضار أو محرم؛ دون تدخل منا. وأخيرا لابد أن نوقن نحن الآباء بأن البهجة التي يبحث عنها أطفالنا لا توجد في الألعاب الإلكترونية وإنما في الفرحة الحقيقية والضحكات الصافية حيث تنطلق من أعماق هؤلاء الأبرياء بدون أية مؤثرات إلكترونية خادعة.. ولا ضحكات هيسترية مصطنعة لتعبر بصدق عن مشاعرهم المرهفة بدون تكلف وتتحدث عن مدى استمتاعهم بالحياة دون خوف أو وجل.. ودون استفزاز للمشاعر أو غرس لأفكار عدوانية ولا تخريب لأخلاقيات الفطرة السليمة بالعنف والبطولات الكاذبة. إنني أتحدث عن صغارنا الذين يحتاجون منا إلى الحنان الحقيقى وإلى مشاعر الأبوة وأحاسيس المحبة النابعة من القلوب الكبيرة المحيطة بهم، لا بد أن نمنح أطفالنا من أوقاتنا لنتحاور معهم ونقص عليهم قصص تاريخنا الجليل ونخرج معهم للفسحة ونخطط لأوقاتهم لإعدادهم للمستقبل بدلا من إفناء حياتهم فيما يعود بالضرر البالغ عليهم (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما). الشكر للدكتور خالد بن سعود الحليبي ولخطيبنا سامي عيد على هذا الدرس الممتع والجذاب الذي حدد أبعادا تربوية وفكرية من شأنها لو طبقت بوعي وإدراك سليمين وإخلاص في العمل على صيانة ثرواتنا.. أكبادنا التي تمشي على الأرض.. لنجحنا في تحصينهم ورسم بعد سياجي شفاف وبلوري.. يعطي لأطفالنا حقهم من المتعة وممارسة التفوق واختبار الذات.. والقدرات الخاصة والسلوكية وإشباعها.. فقط وفق معايير أخلاقية تتفق وثوابتنا الأصيلة ومنهجنا الذى أبانه كتابنا الكريم ( القرآن) ورسم خطوطه العريضة رسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم.. وحسبى الله ونعم الوكيل. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 132 مسافة ثم الرسالة