ما زالت التجربة الشعرية للرائدة العراقية نازك الملائكة تتدفق على أيدي الباحثين وما زالت معيناً خصباً للدارسين واليوم تقدم الباحثة سامية صادق ديوب دراسة هامة عبر كتابها: (الجوانب الإنسانية والظواهر الفنية في شعر نازك الملائكة).. الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب وقد أكدت الباحثة ديوب في مطلع مقدمتها أن شعر نازك مجال خصب للدراسة لكشف أبعاده الفنية والنفسية والاجتماعية، وهو شعر يمثل مرحلة رائدة في حركة الشعر الحديث، كما يمثل شاعرة حملت ثقافة عالية وكانت واعية لدورها في تجديد الشعر العربي، لذلك وضعت مؤلفات نقدية وتنظيرية في هذا الإطار إضافة إلى مقدمات دواوينها الفنية بالتفاتها النقدية الهامة وشعر يشف عن روح أنثى لها مشكلاتها الاجتماعية والنفسية والثقافية ويمتلك خصوصية عصرها إضافة إلى ما فيه من مكونات ثقافية، وهذا كله يقتضي من الدراسة أن تلم بتلك الجوانب وأن تضع شعرها في إطار عصره وفي مكانه من حركة الشعر العربي الحديث. وقد قسمت المؤلفة كتابها على ثلاثة فصول جاء الفصل الأول عن الجوانب الإنسانية في شعر نازك الملائكة ودرست من خلاله الحزن والسعادة والحرية والقدر والزمان والمكان واللون والحركة، فيما حمل الفصل الثاني الظواهر الفنية في شعرها وتناولت فيه بناء القصيدة وأساليب التعبير والصورة الفنية والبناء اللغوي كما توقفت بالتحليل عند الإيقاع والموسيقى في تجربة نازك الشعرية، هذا وقد ضم الفصل الثالث دراسة عن نازك الملائكة بين الشعر والنقد وقد جاء في محورين أحدهما عن آراء نازك النقدية وجهودها النقدية أما الآخر فقد كان من شعر نازك بين النظرية والتطبيق. كما توصلت الباحثة ديوب في خاتمة كتابها أن نازك الملائكة قدمت في تجربتها الشعرية النظرية والنموذج معاً وهو ليس بالأمر السهل كذلك لا ننكر أن الشاعرة قد وصلت في بعض قصائدها إلى قمم الإبداع ومثل ذلك في التفاتاتها النقدية الهامة التي تنم عن ذوق رفيع حقق لها المكانة اللائقة في الشعر والنقد.