الرياض - محمد المرزوقي صدر للدكتور محمد صابر عبيد كتاب (العلامة الشعرية: قراءات في تقانات القصيدة الجديدة) عن دار عالم الكتب الحديث، في اثنتين وخمسين ومئتين من القطع الكبير، ضمت سبعة فصول اشتمل كل منها على جملة من المباحث النقدية المتناغمة في دراسات هذا السياق الشعري، والتي جاءت بمثابة الاستقصاء والتتبع من الباحث لتقانات القصيدة الجديدة.. والتي جاء من خلالها هذا الكتاب، رصدا من مؤلفه لما تشهده القصيدة الجديدة من تحركات تقانية نحو العديد من المجالات الفنية الجديدة التي أصبحت بدورها تشكل أنموذجا تقانيا مختلفا في سمة القصيدة الشعرية، عليه يبنى طرازها الجديد، وذلك عبر العديد من مسارات التجريب المتعددة والمتنوعة في سبيل تحقيق جدتها النوعية والإجناسية بوصفها - فنيا - تمثل مسارا آخر يعكس وعيا ثقافيا لقيمة القول الشعري ووظيفته. وقد جعل المؤلف الفصل الأول عن "جدل التقانة والرؤيا" إلى فحص نماذج من القصيدة الجديدة التي تشتغل على محاور تعبيرية خاصة، انتخبتها القراءة من ضمن محاور عديدة يمكن أن تندرج في هذا الإطار.. أما الفصل الثاني فقد قارب فيه الكاتب أكثر التقانات إلفاتا للنظر في الدرس النقدي الحديث والتي تتمثل في في قضية العتبات النصية ودورها الوظيفي الهام في بناء القصيدة من خلال "النص الشعري وعتباته: العلامة واستراتيجة القراءة" حيث تناول فيه ثلاثة مباحث يدرس من خلالها عبيد هذه العتبات من خلال قصائد للشاعر الزميل مدير التحرير الأستاذ سعد الحميدين، ومحمد علي اليوسفي، ومحمد المطرود. يمضي المؤلف في الفصل الثالث الموسوم بعنوان "القول بالشعر: رؤية الكتابة وبلاغة الأسرار" من خلال فحص علاقة الرؤية النظرية للشعر وكتابته وقوله.. بينما يعالج في الفصل الرابع "القصيدة السير ذاتية: أنا الشاعر وأنا الشعر" أما الفصل الخامس فقد جعله الكاتب عن "المفارقة الشعرية: فاعلية الأدوات وجماليات التعبير" ليتبعه بالفصل الأخير الذي جعله عبيد عن"الكون الشعري: الإحالة المرجعية والبنية التشكيلية" والتي درس من خلالها البحث الكون الشعري من حيث جدل الفكرة وشمولية التجربة، وفرادة التشكيل وبلاغة الإدهاش، وجدل الذاكرة والحلم.