التجديد ضرورة ملحة في أي مجال كان، وتزداد أهميته حين تقل وتيرة النمو، وتتباطأ عجلة التقدم فكيف إذاً سيكون الحال مع مؤسسات تعيش انهيارا كالرياضة السعودية بجميع اتحاداتها ومنتخباتها؛ فقدت معه مكتسباتها التي تحققت في كرة القدم على مختلف الأصعدة القارية والدولية؛ فيما لم يكن للألعاب المختلفة حضور يستحق البكاء عليه أو منجزات حقيقية باستثناء محاولات خجولة لبعض الاتحادات، وهذه الانهيارات ليست سوى نتاج التخطيط الضعيف، أو انعدام وجود خطط مناسبة لبناء الرياضيين، وعدم مواكبة العاملين في رعاية الشباب واللجنة الأولمبية السعودية لأهمية الرياضة فبتنا في أحيان نشعر بأن المنجز الرياضي السعودي يحظى باهتمام المواطن العادي، أكثر من حرص المسؤول ولا أدل من إهمال ممثل السعودية في مونديال كأس العالم لكرة اليد (فريق مُضر) الذي عانى من إهمالٍ أدخله البطولة وسط إعداد ضعيف. التغيير في جهاز رعاية الشباب واللجنة الأولمبية ليس أمرا مفاجئا، فقد طالب الإعلام السعودي المخلص بين فترة وأخرى ومنذ سنوات طويلة وخصوصا بعد كل دورة أولمبية تشهد سقوطا مخجلا لألعابنا بإعادة هيكلة المناصب القيادية فقد قدم الراحلون جهودا كبيرة على مدى عقود وكانوا رجال مرحلة ساهموا مساهمة فاعلة تتلاءم مع المرحلة التي استعين بهم فيها وهم يستحقون تكريم من وضع فيهم الثقة، وفرضهم طوال السنوات الماضية، والأهم من ذلك أن يكون البدلاء في مستوى الحدث، فالتغيير بين راحلين وقادمين يجب أن يكون إيجابيا، والأسماء التي أُعلنت ليست غريبة على الوسط الرياضي؛ بل حضورها واضح في مجالات مختلفة فالوكلاء الجدد تقلدوا مناصب مهمة في الجهاز ذاته، وأمين عام اللجنة الأولمبية الجديد يتولى الإشراف على المنتخبات السعودية منذ فترة؛ وإذا كانت النتائج لا تشير إطلاقا إلى نجاح محمد المسحل مع المنتخب في فترة عمله السابقة بالنظر لما خرجت به منتخباتنا من محصلة نتائجية في البطولات القارية والدولية؛ فإن اختياره لهذا المنصب يشعرنا بأنه يقدم جهودا ربما لا يدرك حقيقتها إلا الرئيس العام لرعاية الشباب والقريبون منه، فلا يمكن أن يكافأ شخص تقول الأرقام بعدم نجاحه ليجد نفسه في أحد أهم المناصب الرياضية في البلاد، والحال ينطبق على الوكلاء الجدد الذين لا يمكن الجزم بأنهم سيأتون بأفكار جديدة يمكن أن تضع الدراسات الاستراتيجية المناسبة والقابلة للتنفيذ للرقي بالرياضة والشباب وباتحاداتنا بالتعاون مع اللجنة الأولمبية، فهم موجودون وقضوا سنوات طويلة بين ردهات رعاية الشباب. أبارك لمن طرحت فيهم الثقة بالمناصب القيادية، وأدعو للاستعانة بأكاديميين متخصصين من أساتذة جامعاتنا، لتطوير أداء الرئاسة، وما يندرج تحت مسؤوليتها، ومنح الفرصة لخبراء الرياضة من النجوم الدوليين السابقين للمشاركة الفاعلة؛ فالإخفاقات المتوالية لجميع الألعاب لا يمكن أن تعالج إلا بعمل حقيقي وكوادر وطنية مؤهلة تعمل فقط ولا تستسلم للعوائق المادية.