صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس الاتحادين السعودي والعربي لكرة القدم مضى في خدمة الرياضة والرياضيين في السعودية بشكل خاص والرياضة العربية بشكل عام على مدار 18 عاما والتي كانت محل تقدير الجميع كما كان سموه رجل مخلص ووفي وصادق في عمله لمصلحة رياضة بلاده وقدم الكثير والكثير طيلة توليه للرئاسة العامة لرعاية الشباب مما أثمرت عنه من إنجازات ودعم لا محدود لشباب الوطن وأنديته. وسيبقى اسم الأمير سلطان وجه السعد محفورا في الذاكرة نظير المواقف الايجابية لسموه والمشهودة لها. لذا يجب على الإعلام الرياضي بكافة وسائلة المقروءة والمرئية والسمعية بان يكون منصفا لسموه فالإخفاق أمر وارد كما هو حال النجاح في كل المجالات فالتوفيق لم يحالفه وربما طيبته الزائدة وثقته الكبيرة في الآخرين اساءت له بصورة مباشرة وغير مباشرة فالأمير سلطان معروف بطيبة قلبه ودماثة خلقه وحسن تعمله ولطفه فكل هذه وتلك قل ما توجد في شخص بهذا الزمان ولكنه أي تلك الصفات بكل أسف تعتبر في هذا الزمان سلبية لأن الآخرين من ذوي النفوس الضعيفة يجيرونها لمصالحهم الخاصة.. والدليل أن منذ أن تولى سموه منصب الرئيس العام لرعاية الشباب وهو كثيرا ما يصدر قرارات العفو الشاملة عن أبنائه اللاعبين والحكام وغيرهم حيث عودنا سموه على استغلال الأحداث لتجييرها لمصلحة الرياضيين لتكون إيجابية لهم.. ومن صفات سموه الحسنة بأنه كان دائما وأبدا يطالب الإعلام بنقده قبل غيره لأنه يؤمن إيمانا كاملا بأن الإعلام مرآة ولكنه كان يشدد ويرحب بالنقد الهادف البناء الذي يصب في المصلحة العامة وليس الخاصة ويرفض قطيعا النقد الهادم والمسيء. وبالأمس جاء قرار الإعفاء بعد إخفاق المنتخب السعودي لكرة القدم، في منافسات بطولة أمم آسيا المقامة بالدوحة، إذ ودّع المنتخب السعودي الأول لكرة القدم البطولة مبكراً بعد مرور جولتين فقط، في سابقة هي الأولى في سجل مشاركاته الآسيوية. وكان الأمير سلطان قد حمّل مسؤولية إخفاق المنتخب لأربع جهات وهي الاتحاد السعودي لكرة القدم – الذي يترأسه – والمدرب البرتغالي المُقال بيسيرو واللاعبين ولجنة التطوير، التي تضم خبراء من إنكلترا وفرنسا. يُذكر أن الأمير سلطان تولى زمام الرياضة السعودية مطلع التسعينات الميلادية، وعُين رئيساً عاماً لرعاية الشباب بمرتبة وزير، ورئيساً للاتحاد السعودي لكرة القدم، ورئيس اللجنة الأولمبية إضافة إلى رئاسته الاتحاد العربي لذوي الاحتياجات الخاصة، ورئيس الاتحاد العربي للألعاب الرياضية ورئيس مجلس وزراء الشباب والرياضة الإسلامي. • خير خلف: وقد بدأ الأمير سلطان بن فهد مرحلة جديدة من حياته بعدما عين نائبا للرئيس العام لرعاية الشباب فأصبح السند لأخيه الراحل الكبير الأمير فيصل بن فهد (يرحمه الله) حيث كان يرافقه في جميع المناسبات والبطولات والمشاركات الدولية وكان للتشاور والتفاعل المستمر بينهما أكبر الأثر فيما وصلت إليه الرياضة العربية والسعودية من تقدم ورقي, وبعد رحيل الأمير فيصل جاء الأمير سلطان بن فهد ليخفف من هول الصدمة القاسية التي أدمت القلوب بسياسته الرصينة ومتابعته الدائمة لشئون الرياضة والثقافة معا لتؤكد أنه رجل قيادي من طراز نادر وليصبح بعطائه وتفانيه وإخلاصه خير خلف لأمير العطاء والإنسانية وليحقق التوازن والاستقرار والتطور للرياضة العربية ويكفي الاجتماع العربي لسموه ليكون رئيسا للاتحادين العربي للألعاب الرياضية ولكرة القدم حيث حظي بتقدير مستحق وإشادة في مكانها من قبل جميع قادة الشباب العرب. • من هو الأمير سلطان بن فهد: الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز آل سعود ولد في الرياض عام 1371 ه / 1951 م وهو الابن الرابع للملك فهد بن عبد العزيز تولى عددا من المناصب العسكرية في أول حياته هو من خريجي أكاديمية ساند هيرست العسكرية الملكية البريطانية شغل بعض المناصب العسكرية ثم انتقل للمجال الرياضي مع مطلع التسعينات الميلادية. وكان الأمير سلطان بن فهد قد تم تعيينه رئيسا عاما لرعاية الشباب بعد وفاة أخيه الأمير فيصل بن فهد الذي قاد الرياضة السعودية إلى الارتقاء إلى ابعد ما يمكن. • قرار تعيينه رئيس عاماً لرعاية الشباب: في يوم الأربعاء الموافق 1–9–1999م صدر الأمر السامي بتعيينه رئيسا عاما لرعاية الشباب خلفاً للراحل الأمير فيصل بن فهد - يرحمه الله: وشغل الأمير سلطان بن فهد العديد من المناصب الرياضية منذ دخوله الوسط الرياضي كان أبرزها: الرئيس العام لرعاية الشباب، ورئيس اللجنة الأولمبية العربية السعودية، ورئيس الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم، ورئيس الجمعية العربية السعودية لبيوت الشباب، ورئيس الاتحاد السعودي لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، ورئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، ورئيس الاتحاد العربي للألعاب الرياضية، ورئيس الاتحاد العربي لكرة القدم، ورئيس الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي. • الانجازات التي تحققت في فترة رئاسته: أثمرت جهود الأمير سلطان بن فهد عن حصد العديد من الانجازات الرياضية العربية والقارية والدولية وفي مختلف الألعاب الرياضية لعل أبرزها وأحدثها احتلال مركز الصدارة عن جدارة في بطولة الألعاب الرياضية الإسلامية الأولى التي استضافتها (4) مدن سعودية منذ شهرين ثم التأهل التاريخي لنهائيات كأس العالم للمرة الرابعة على التوالي منذ نهائيات 1994 بأمريكا ومن أبرز الانجازات خلال السنوات الخمس الماضية التي تحققت في عهد الأمير سلطان بن فهد. كرة القدم: الفوز بكأس خليجي 15, وخليجي 16 والتأهل لنهائيات كأس العالم 2002 بكوريا واليابان, 2006 بألمانيا والتأهل لنهائيات آسيا في الصين 2004, وتحقيق المركز الثالث في التصفيات النهائية لكأس العالم للشباب والمشاركة في مونديال الشباب في الامارات 2003, الفوز بكأس الخليج الثالثة للناشئين والفوز ببطولة آسيا التنشيطية في قطر 2004.. بالإضافة إلى فوز الهلال والأهلي والاتحاد ببطولة عربية وخليجية وآسيوية. الفروسية: تأهل الفارسان خالد العيد ورمزي الدهامي إلى اولمبياد أثينا 2004 والحصول على البطولة الإسلامية الأولى للفروسية. ألعاب القوى: فضية دورة ألعاب سيدني الاولمبية 2000 للعداء (هادي صوعان) وعدد من البطولات الخليجية والعربية على مستوى المنتخبات وكذلك المركز الأول في البطولة الإسلامية الأولى. الرماية بالسهام: حصول الرامي سعيد مقبل المطيري على ذهبية مسابقة الأبراج (سكيت) في مسابقة الاطباق (الشوزن) في البطولة الأسيوية العاشرة للرماية وتأهله الى نهائيات أثينا الاولمبية 2004. المبارزة: تصنيف اللاعب ماجد الثبيتي عالميا ضمن (14) لاعبا وحصول المبارز محمد الجيزاني على بطولة العالم للشباب. البولينج: فوز اللاعب محمد النجراني بالميدالية الفضية لبطولة آسيا السابعة عشرة للرجال, وتحقيق اللاعب طلال الطويرب للمركز الثالث على العالم في بطولة كأس العالم الفردية في لاتفيا, وتحقيق اللاعب مشعل حمدي فضية الفردي للشباب في البطولة الخليجية. السباحة: حصول المنتخب لدرجة العموم على المركز الثاني في بطولة الخليج الخامسة عشرة. كرة اليد: فوز النادي الأهلي ببطولة الخليج الثالثة والعشرين للأندية أبطال الكؤوس. ذوي الاحتياجات الخاصة: تأهل (7) سعوديين لدورة العاب ثينا الاولمبية 2004. رفع الأثقال وبناء الأجسام: حصول منتخب الأثقال للكبار على المركز الأول في البطولة العربية السابعة عشرة وحصول منتخب الشباب على المركز الثاني في البطولة العربية العاشرة للشباب. • من مواقف الإنسانية: في يوم 24 ذو الحجة 1430 ه الموافق 11 ديسمبر 2009م ابتهاجا بعودة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام إلى ارض الوطن سالما معافى بحمد الله بعد أن منّ الله عليه بالشفاء ومواكبة للفرحة الغامرة التي عمّت أرجاء المملكة بهذه العودة الميمونة فقد صدر قرار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اللجنة الاولمبية العربية السعودية بالعفو عن كافة الرياضيين الموقوفين سواء ( لاعبين أو إداريين أو حكام). هدد الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأمير سلطان بن فهد بعدم موافقة الاتحاد على أي حكم آسيوي تسند له مباراة من مباريات المنتخب الأول خلال ما تبقى من مشواره في تصفيات كأس العالم وأكد بأنه سيبعث بخطاب متكامل إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم ليوضح فيه الأخطاء التحكمية والتنظيمية الفادحة التي ارتكبت بحق المنتخبات السعودية خلال شهر واحد في خمس مباريات سواء ضربتي الجزاء أمام منتخبي إيران وكوريا الجنوبية أو الطرد الذي كان يستحقه اللاعب الكوري الذي تعمد ضرب لاعب المنتخب احمد الفريدي إضافة إلى تكليف الاتحاد الآسيوي لحكام تقديراتهم لا تتجاوز ستة من عشرة . وليس لديهم دوري بالمعنى الصحيح وما حدث لمنتخب الناشئين في بطولة آسيا الأخيرة ودفاعنا عن المنتخب السعودي مستمر ولن يقف بعد أن تجاوزنا عن أخطاء كثيرة في السنوات الماضية ووصلنا إلى طريق مسدود مع الاتحاد الآسيوي الذي يجب أن يعدل مواقفه ويقوم باختيار حكام أكفاء وإلا لن نقبل بأي حكم آسيوي فيما تبقى من لقاءات المنتخب في كأس العالم وسوف نطلب من الاتحاد الدولي تعيين حكام على مستوى عال جدا من أوروبا وتابع لم نحتج إلا ونحن واثقون من موقفنا الذي يتحلى دائما بالأخلاق الرياضية. • آخر القرارات التي أصدرها سموه الكريم: كان آخر قرار يصدره الأمير سلطان بن فهد قبل إعفائه من منصبه كرئيس عام لرعاية الشباب هو رفع الإيقاف عن الاتحاد السعودي للعبة البلياردو والسنوكو بالقرار رقم 90 وتاريخ 28 /12 /1431ه على خلفيات قضية مشاركة مدرب المنتخب السعودي للسنوكر الأفغاني محمد صالح محمد في دورة الألعاب الآسيوية السادسة عشرة قوانزو2010م كمدربا للمنتخب السعودي ولاعبا يمثل بلاده دون إشعار الاتحاد بذلك. أصدر الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب السابق آخر قرار له قبل استقالته، وذلك يوم السبت الماضي، حيث تضمن القرار رفع تعليق نشاط الاتحاد السعودي للبلياردو والسنوكر على خلفيات قضية مشاركة مدرب المنتخب السعودي للسنوكر الأفغاني محمد صالح محمد في دورة الألعاب الآسيوية السادسة عشرة بقوانزو 2010م كمدربا للمنتخب السعودي ولاعبا يمثل بلاده دون إشعار الاتحاد بذلك. وتضمن قرار الأمير سلطان الذي جاء بناءً على ما رفعته اللجنة المشكلة بالتحقيق في القضية برئاسة الأمير نواف بن فيصل.. لفت نظر مجلس إدارة الاتحاد السعودي للبلياردو والسنوكر ومراعاة مثل هذه الامور مع إعادة تشكيل اللجان الفنية بالاتحاد واختيار الاشخاص الأكفاء، كما تضمن القرار إيقاف إداري منتخب السنوكر بدورة الألعاب الآسياوية السادسة عشرة ماجد المنصور لمدة سنتين عن المشاركة خارجيا، وإلغاء عقد المدرب الأفغاني محمد صالح محمد وتسفيره إلى بلاده وعدم التعاقد معه مستقبلا مع استعادة جميع المستحقات المالية التي صرفت عليه لقاء مشاركته مع البعثة.