لم يفاجأ الخبراء الاقتصاديون الذين أشرفوا مؤخرا على إجراء دراسة حول أهم المعالم السياحية الأوروبية بأن يحل برج إيفل في المرتبة الأولى، بل إن نتائج هذه الدراسة التي أجرتها إحدى غرف التجارة الإيطالية قدرت سعر هذا البرج بأربع مائة وأربعة وثلاثين مليار وست مائة وستين مليون يورو مقابل واحد وتسعين مليار يورو بالنسبة إلى سعر مبنى الكوليزيه في روما وسبعين مليار يورو سعر برج لندن. وليس القصد من الدراسة وضع المعالم السياحية الأوروبية الكبرى في في المزاد العلني لمساعدة البلدان الأوروبية على تجاوز أزماتها المالية والاقتصادية والاجتماعية، بل إن الهدف منها هو تقدير قيمة كل معلم من حيث إسهامه في الدورات الاقتصادية الوطنية انطلاقا من عدة مقاييس ومعطيات منها سمعة كل معلم وتاريخه والجهود التي يبذلها المشرفون عليه لجعله أكثر جاذبية. والحقيقة أن كل المعطيات والمقاييس المعتمدة في هذا التقويم جعلت برج إيفل يحتل المرتبة الأولى وتصل قيمته أكثر من أربعمائة مليار يورو أي ما يعادل ربع الناتج الوطني الإجمالي الفرنسي. ويزور هذا البرج كل عام قرابة سبعة ملايين شخص غالبتهم من غير الفرنسيين. وقد زاره منذ افتتاحه في عام 1889 أكثر من مائتين وخمسين مليون شخص. والملاحظ أنه تجرى على برج إيفل منذ شهر مايو الماضي عملية تجميل ستستمر حتى بداية عام 2014. وهي تهدف أساسا إلى توسيع أجنحة البرج من الداخل أي ملء جانب هام من الفراغ الذي يوجد بين أعمدة البرج . وفي هذا الإطار سيغطى الطابق الأول من البرج بزجاج وستقام فيه أجنحة جديدة للتسوق والترفيه ومتحف. ويريد المشرفون على عملية التجميل هذه التخفيف من بصمة البرج الكربونية بالاعتماد على مصادر طاقة متجددة كالشمس والرياح تساعد مثلا على تسخين نصف كمية المياه التي تستخدم في حنفيات البرج ومطابخه.