في عصرنا الحالي يتطلب الكثير من الخدمات المهمة العمل على مدار الساعة. والموظفون الذين تتغير أوقات عملهم يعرفون بعمال نظام الورديات أو الشفتات، وهؤلاء قد يتعرضون لبعض الاضطرابات في النوم. ويواجه موظفو نظام الشفتات مشاكل عدة منها صعوبة النوم خلال النهار وصعوبة الحفاظ على التركيز والنشاط خلال الليل. تخالف ساعات عمل وراحة موظفي الشفتات فيزيولوجية الجسم الطبيعية فالذي يعمل في وردية الليل يحاول أن يعمل في الوقت الذي يطلب فيه جسمه النوم، وأن ينام في الوقت الذي يريد فيه جسمه الاستيقاظ، مما ينتج عنه عدم التناسق بين وقت النوم والاستيقاظ وحاجة الجسم العضوية. وعندما يغير الموظف ورديته إلى وردية أخرى، فإن جسمه يحتاج إلى بعض الوقت للتكيف مع وقت العمل الجديد، وهذا الوقت يتراوح عادة من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. يواجهون صعوبة في النوم خلال النهار والعاملون في نظام الشفتات قد يكونون عرضة أكثر من غيرهم لبعض الاضطرابات الصحية ومنها زيادة الوزن. وسنناقش اليوم نتائج دراسة جديدة نشرت هذا الشهر (أغسطس 2012) في مجلة "Journal of Occupational and Environmental Medicine". حيث درس الباحثون مدى شيوع السمنة بين 1700 ممرضة. ووجد الباحثون الممرضات اللاتي عملن لساعات شفت أطول كن أكثر عرضة للسمنة من اللاتي عملن تحت نظام ساعات عمل مريح. وقد يُعزى جزء من زيادة الوزن إلى عدم حصول العاملين في نظام الشفت على ساعات نوم كافية. وهناك ارتباط وثيق بين نقص عدد ساعات النوم وزيادة الوزن. حيث يحدث خلل في افراز الهرمونات، فتزداد الهرمونات التي تزيد الشهية مثل هرمون الغريلين وتقل هرمونات التي تقلل الشهية كاللبيتين. كما وجد الباحثون أن اللاتي عملن بنظام الشفت مارسن الرياضة بشكل أقل ممن عملن بنظام ساعات عمل مريح. كيف تتكيف مع نظام الورديات؟ نظام العمل بالورديات أصبح واقعًا يجب علينا التعايش معه، فهناك الطبيب الذي يجب أن يعمل بالليل، وهناك رجل الأمن وغيرهم كثير. فكيف تتكيف مع نظام الورديات؟ أجواء العمل يجب أن ينظم نظام الوردية (أو الشفت) ليساعد العامل على النوم بصورة أفضل. ويمكن أن ينجز ذلك بحيث يتبع وقت تغيير الورديات عقارب الساعة، بمعنى إذا كان الموظف يعمل في وقت النهار فإن الوردية التالية تكون في المساء، والثالثة تكون بالليل وهكذا. وهذا الاتجاه في وقت تغيير الورديات هو أكثر ملاءمة لطبيعة الإنسان، ويساعد العامل على التكيف السريع مع الإيقاع اليومي الجديد. كما أن زيادة الفترة قبل تغيير وقت الوردية قد يساعد العامل على التكيف مع الوردية الجديدة، بمعنى أن تغيير وقت الوردية كل أسبوعين أفضل من تغييرها كل أسبوع. ويجب أن يساعد جو العمل على تنشيط الموظف وزيادة وعيه الحسي، فالإضاءة يجب أن تكون جيدة وقوية، والحرارة يجب أن تكون مناسبة، علمًا أن الجو الدافئ يؤدي إلى الخمول. بعض العاملين يحب تناول المشروبات المحتوية على الكافيين لزيادة نشاطهم، ولا أرى أي مانع من تناول هذه المشروبات كالقهوة مثلاً بشرط ألا يتم تناولها قبل وقت النوم بثلاث إلى أربع ساعات، لأنها قد تزيد من مشكلة الأرق عند الموظف. أجواء المنزل يجب على عمال الورديات البدء في تعديل وقت نومهم عند اقتراب انتهاء فترة الوردية الحالية للتكيف مع فترة الوردية القادمة. ففي الأيام الأخيرة من الوردية الحالية يبدأ الموظف في تغيير مواعيد نومه تدريجيًا للتكيف مع الفترة الجديدة. كما أنه يجب على موظف الشفت الليلي أن يخلق جو الليل في غرفة نومه خلال النهار، بمعنى أن يجعلها مظلمة وهادئة دون أي ضوضاء. ويجب على عامل الورديات أن يلتزم بنظام النوم والاستيقاظ الخاص بورديته بقدر الإمكان حتى في عطلة نهاية الأسبوع. ويحاول أن يجد وقتًا محددًا لقضائه مع عائلته وأقاربه أو لممارسة الرياضة دون أن يحدث تغييرًا كبيرًا في نظام نومه واستيقاظه. عادات الأكل يؤثر الطعام في نوم الإنسان، فعلى عمال الورديات أن يأكلوا الوجبات الغنية بالبروتين والكربوهيدرات والابتعاد على الوجبات الدهنية والمقلية والوجبات السريعة، ولا ينصح القارئ بالذهاب للنوم عندما يكون جائعًا أو بعد وجبة ثقيلة.