تحتفل دول العالم بيوم البيئة العالمي الذي يصادف 5/6/2005 من كل عام وتقيم معظم الدول في هذه المناسبة مهرجانات واحتفالات شعارها «مدن خضراء» ويتم الاعداد لحملات تثقيفية عبر وسائل الإعلام المختلفة ويشارك طلبة المدارس في يوم دراسي كامل لممارسة زراعة الزهور والانخراط بنشاطات بيئية تتخللها محاضرات عن أهمية المحافظة على البيئة.. كما ان الشركات والمؤسسات في القطاع الخاص تساهم في الاحتفالات وتلزم موظفيها بالعمل لساعات عديدة في تشجير الساحات والميادين العامة. وكم اتمنى على الأمانات والبلديات أن تستفيد من تجارب المدن المتحضرة في الاحتفال بيوم البيئة العالمي فذلك جزء من صميم عملها وهو من الأهمية بمكان في ظل عدم وجود وزارة للبيئة فالمحافظة على البيئة واجب وطني.. لأن التلوث البيئي لا يعترف بالحدود الجغرافية.. ومن هنا تبرز أهمية وجود جمعيات أهلية متخصصة بالمحافظة على البيئة يديرها القطاع الخاص والأفراد المهتمون.. وتحت اشراف القطاع العام فالمسؤولية مشتركة وتتطلب التكامل والتعاون فيما بين القطاعين وذلك تنفيذا للبند الخامس من النظام العام للبيئة الذي يؤكد على أهمية التعاون ورفع مستوى الوعي بقضايا البيئة وترسيخ الشعور بالمسؤولية الجماعية للمحافظة عليها وتحسينها وتشجيع الجهود الوطنية التطوعية في هذا المجال.. وذلك ما لم نلاحظه خلال اليوم العالمي للبيئة.. والسؤال المركزي هو لماذا لا نبدأ العمل معاً ومن الآن للإعداد للمستقبل؟.. ولماذا لا تتبنى الأجهزة المعنية التخطيط لاقامة الندوات والمعارض البيئية؟ ولماذا لا تشارك الجامعات بالمحاضرات المتخصصة بالتثقيف البيئي؟ لماذا لا يتم التنسيق والتعاون فيما بين الأجهزة المتعددة ذات العلاقة لتوظيف المناسبات المحلية والعالمية نحو تحقيق النظام العام للبيئة؟ ولماذا لا يتم تشجيع المبادرات التطوعية التي تهدف للمحافظة على البيئة؟ ولماذا لا يفعل نشاط أقسام البيئة في البلديات وكذلك أقسام حماية المستهلك في وزارة التجارة ويتم دعم تلك الأقسام بالامكانات؟ وأخيرا لماذا لا يتم دمج الأجهزة المشار إليها تحت مظلة وزارة متخصصة في البيئة؟ تساؤلات كثيرة.. اتمنى لها اجابات ايجابية في المستقبل المنظور.. لعل وعسى ان نحتفل في العام القادم بيوم البيئة بشكل أفضل وليكن شعارنا «نحو حياة بيئية أفضل»، كما اتمنى وارجو أن نرى ذلك اليوم الذي يتم فيه: - القيام بمشروع وطني لتجميل المدن بالاكثار من الحدائق والمسطحات الخضراء والمتنزهات الوطنية. - وضع قوانين فعالة لحماية البيئة والمحافظة عليها. - تفعيل عمل إدارات البيئة في الامانات والبلديات وتزويدها بالامكانات. - التوعية والتثقيف لرفع مستوى الوعي البيئي عبر وسائل الإعلام المختلفة. - دعم الجمعيات الأهلية للمحافظة على البيئة والسلامة العامة. - إعادة تسمية الشوارع المشجرة في كل مدينة ولتكن البداية بتغيير مسمى شارع الحوامل في الرياض إلى شارع البيئة.. للتذكير بأهمية البيئة والمحافظة عليها. - ابعاد المناطق الصناعية عن النطاق العمراني. - تطبيق نظام المرور على كل سيارة تنفث الدخان وتلوث البيئة. - الزام سيارات الديزل بتركيب أجهزة تنقية الوقود بمحطات الفحص الدوري. - منع استيراد جميع سيارات الديزل الصغيرة والمتوسطة لأنها تلوث البيئة. - وضع آلية لحماية المستهلك من المواد الضارة بالصحة وغير الصديقة للبيئة. - اعداد قاعدة معلومات وبيانات بيئية متكاملة تخدم العمل البيئي والسلامة العامة. - وضع استراتيجية وطنية لمراقبة جودة الهواء في المدن والمناطق الصناعية. - وضع استراتيجية وطنية لمراقبة جودة المياه في الآبار وفي المناطق الساحلية والحد من تلوثها. - وضع استراتيجية وطنية لمراقبة جودة الغذاء واعداد البحوث والدراسات لجميع المنتجات الغذائية. - تشكيل لجان فنية لإعادة تدوير النفايات في المستشفيات والامانات والبلديات الفرعية. - تشكيل لجان في الغرف التجارية والصناعية لتشجيع الاستثمار في مجال البيئة. - تفعيل التوصيات المنبثقة عن مؤتمرات وندوات البيئة المحلية والعالمية. أرجو من الله مخلصاً ان تنتقل تلك الأماني الوطنية والمشار إليها من فضاء الأحلام.. إلى موانئ الواقع كحقيقة يمكن ملامستها مستقبلا في يوم البيئة القادم.. وبذلك نضمن لأنفسنا وأجيالنا مستقبلاً بيئياً نقياً وصحياً وجميلاً.. إن شاء الله تعالى.