«هيئة الطرق»: مطبات السرعة على الطرق الرئيسية محظورة    هل اقتربت المواجهة بين روسيا و«الناتو»؟    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    الشاعر علي عكور: مؤسف أن يتصدَّر المشهد الأدبي الأقل قيمة !    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    أرصدة مشبوهة !    حلول ذكية لأزمة المواقف    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    فعل لا رد فعل    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    خبر سار للهلال بشأن سالم الدوسري    حالة مطرية على مناطق المملكة اعتباراً من يوم غدٍ الجمعة    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    عسير: إحباط تهريب (26) كغم من مادة الحشيش المخدر و (29100) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    أمير القصيم يستقبل عدد من أعضاء مجلس الشورى ومنسوبي المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    رسالة إنسانية    " لعبة الضوء والظل" ب 121 مليون دولار    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مسؤولون وخبراء يطالبون بميثاق بيئي لحماية المشاعر من التلوث والنفايات في الحج

دعا مسؤولون ومختصون وخبراء في شؤون البيئة إلى تأسيس ميثاق للإصحاح البيئي في الحج وإلزام الحجاج ومقدمي الخدمة الالتزام به لتعزيز مفهوم ومضامين شعار (الحج عبادة وسلوك حضاري). وأكدوا في ندوة “المدينة” بعنوان (الحج والإصحاح البيئي) أن عوادم السيارات المتزايدة في المشاعر تؤثر على الإصحاح البيئي، مشيرين إلى أن التوقف المتكرر ل 30 ألف حافلة على الأقل يشكل عاملا سلبيا ويمثل 60% من نسبة تلوث الهواء في المشاعر، معربين عن أملهم في التحول نحو استخدام الحافلات، التي تستخدم الغاز الطبيعي. وطالبوا بالتركيز على العمالة التى تعمل بالمطاعم والمحلات لأهمية دورها في سلامة الحجاج. وأشار إلى أهمية تكامل الخطط في الحج لمواجهة اى طارئ، مشيرين إلى أن المشكلة الحقيقية ليست في وقوع الكوارث، ولكن في كيفية إدارة الازمة من جميع جوانبها. وأعربوا عن املهم في تحويل الحاج من ضيف إلى شريك بما يسهم في الحد من المشكلات البيئية، داعين إلى ضرورة تطبيق الغرامات المحددة على المخألفين.
فإلى تفاصيل الندوة:
** كيف تنظرون إلى مفهوم الإصحاح البيئى ومدى الالتزام به في المشاعر؟
* المهندس منير دهلوي: أفضل استبدال الإصحاح البيئي بمصطلح حماية البيئة التى تتكون من عدة عناصر منها الماء والهواء فالإصحاح البيئي يحتاج نوع من المتابعة تتمثل في الحد من انتشار البعوض والحشرات على سبيل المثال.. لكن مفهوم الإصحاح البيئي العام الشامل يعنى المشروعات الصناعية الكبيرة وضرورة معرفة ووعي الناس بها على الرغم من وجود الدليل البيئي منذ عام 1422 وهو الدليل المنظم للتقييم البيئي بحيث لا يقام أي نشاط أو مشروع إلا وفقا للميثاق لضمان تحقيق أعلى مستوى من الجودة والسلامة في هذا المجال، وأعتقد أن نشر الوعى العام بمفهوم الإصحاح البيئى من أهم المقاصد للوصول لمضامين الشعار، الذى رفعه سمو أمير منطقة مكة المكرمة (الحج عبادة وسلوك حضاري) والالتزام بهذه المضامين ينطلق من خلال تطبيق الإصحاح البيئى قولًا وعملًا في جميع أعمال الحج والعمرة بل جميع العبادات، لأن الله تعالى أمر بالنظافة عند إقامة الصلاة ولا تصح الصلاة إلا بطهارة ما لم يكن هناك عذر عن تحقيقها (إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين).
د. فهد تركسنانى: أعتقد أن نشر ثقافة الإصحاح وتعديل تطبيقات الإصحاح البيئي في موسم الحج مهم جدًا، ومكة -حماها الله- يفد اليها المسلمون من جميع انحاء العالم بطبقات وثقافات مختلفة، منهم القروي الذي لا يعلم عن البيئة ومفهومها شىئًا ومنهم غير ذلك، واعتقد أن مجالس الأحياء قبل عامين أقامت ورشة عمل تحت مظلة الأمانة عن الإصحاح البيئي شارك فيها جهات مختلفة من الشؤون الصحية والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة والدفاع المدني وجامعة ام القرى وغيرها لمناقشة محاور مختلفة على مستوى مكة عن التلوث المائي والهوائي والمدن الصناعية، كما ناقشوا بشكل رئيسي التجمعات المائية في المشاعر المقدسة وهو جانب من منظومة التططبيقات. ولا جدال على أن الازدحام والافتراش ينبع من تعدد ثقافات الحجاج ومحدودية المساحة لذا وجب النظر إلى البيئة بمفهوم اعمق.
المركبات وقطار المشاعر والإصحاح البيئي
د صلاح مبارك: بالنسبة للاوبئة في العالم يتم التعامل معها بحرفية شديدة عبر ألفرق الميدانية المجهزة لذلك، ومن ضمن القضايا المهمة في موضوع الإصحاح البيئى في الحج المركبات وقطار المشاعر، هذا المحور المهم قد يجيب عنه المسؤولون في المرور والنقل، ولكن نحن كصحة يهمنا المواطن أولا حيث نبحث عن عوامل البيئة، التي تخفف من توتره ونقوم بالتالي بالعمل على تكريس الإيجابيات وتقليص السلبيات على البيئة وبحسب علمي فإن القطار ليس لدينا عنه دراسة كافية، أما المركبات العادية فهي بالتأكيد تشكل وتسبب تلوثا بيئيا ملموسا خاصة في الهواء وبعض الدارسات لم يتم التحرك لتطبيقها حتى الآن. والآن يوجد راصد تلوث الهواء لدينا وفي فترة الازدحام في الشارع تتضاعف الاختناقات في ظل عدم وجود بديل ولهذا فإن الحلول الوقتية تخفف من الضغط المباشر على الاختناقات التي تولد أخطارا بيئية.
د منير دهلوي: أثر تلوث المياه والمبيدات الحشرية والصرف الصحي ملموس على البيئة واحد أهم المشكلات عدد المركبات، التي تزيد من عوادم السيارات ومخاطر الإصحاح البيئي وهناك 30 ألف باص يعمل بالحج تشكل عامل خطورة على البيئة لما ينجم عنها من عوادم وتلوث وليس هذا فحسب، ولكن المشكلة أثناء توقف هذه المركبات لمدة 5 دقائق وهذه المركبات تشكل 60% من التلوث.
العمالة في الحج والإصحاح البيئي
** المدينة: كيف تنظرون إلى دور العمالة ومخاطر النفايات في تعزيز سلامة بيئة الحج؟
د محمد فوتاوي: العمالة تشكل عاملا مهما في جميع المرافق الخدمية، التي تقدم خدماتها للحجاج في إعداد الطعام وتجهيزه أو الخدمات الأخرى، كما أنها مهمة بالنسبة للمحلات التي تعمل بتراخيص لمتابعتهم من ناحية سلامتهم وإصدار شهاداتهم الصحية، وقد قطعنا شوطا فيها أما بخصوص الحجاج ومتطلباتهم فإن هذه خدمات مضافة كموسم للحج، وبعض العمالة نظامية وبعضها موسمية مؤقتة تأتي من خارج المملكة، وفي ذات الوقت بدون تصاريح وشهادات وهي غير مؤهلة للعمل بالذات في المطاعم. والآن الوزارة أعطت القطاع الخاص ألفرصة لاطلاق مشروع تطوير وتأهيل العمالة، وبالتالي سيحل الكثير من المشكلات التي تظهر في الميدان، كما يوجد نظام في مراحله الانتقالية يختص بالمهنية الحرفية لأداء العمالة. ونحن كما قلت لدينا 28 ألفا أو 33 ألف منشأة عليها رقابة ولدينا 100 مراقب صحي وفي القريب العاجل ستدخل الرقابة النسائية.
ونحن نستعين بالمراقبين الحاليين وطلبة معهد الكلية الصحية و120 مراقبا من الوزارة وهناك دعم مباشر من هيئة الغذاء والدواء، لأنها المظلة التي تحتها تعمل الجهات المعنية في المستقبل القريب، كما أن لكل بلدية صلاحيات بتعيين عدد من المراقبين الصحيين على الأسواق ميدانيا وفي المنطقة المركزية يوجد لجنة خاصة والأمانة والصحة جزء منها.
الدكتور أحمد مطير: النفايات من أهم العوامل التي توثر على البيئة في موسم الحج وقد أجريت بحثا في معهد أبحاث الحج عن النفايات وتأثيرها السلبي على الحاج وماهية التكلفة على الدولة، ووجدنا أن النفايات من الأشياء التي تثير الحساسية لدى الحجاج، إضافة إلى حساسية الصدر والجهاز التنفسي ويمكن ان تتحول إلى تكلفة في الدور والمستشفيات والرعاية الطبية، بينما بأمور بسيطة يمكن أن تتلافي هذه الكلفة من خلال رش المبيدات بشكل عشوائي وبمساحات كبيرة والأفضل منها هو تدوير النفايات بشكل الزامي، كما فعلت بعض الدول وحققت من ذلك منافع كبيرة لأن مكة بطبعها منطقة مغلقة ولسيت صحراء مفتوحة والتكدس يصاحبه مخلفات بشرية ومخلفات مطاعم ومع عامل الوقت وارتفاع الحرارة تتكون البكتيريا، ويؤدى ذلك إلى انتشار الامراض.
والأمانة تقوم بجهود ولكن المكافحة تكلف كثيرا من الأدوية والعمالة والمواد، ولكن لو أُلزم جميع من له مخلفات بعملية حفظها ووضعها في أماكن محددة بشكل مرتب هنا يكون نوع من الحماية وكلنا نشاهد أهل مكة وهم يستعدون لموسم الحج بالتطعيم، وفي موسح الحج يحتاج ألفرد من 5-7 ايام ليمتثل للشفاء أما في الأيام العادية فإن التخلص من البكتيريا يتم في 3 أيام فقط، لان المخلفات تؤثر على الحاج ولا بد من توفر اشتراطات بسيطة مثل أكياس نايلون.
استخدام الديزل الخالي
** المدينة: كيف تنظرون إلى قرار منع دخول المركبات أقل من 25 راكبا في المشاعر؟
د فهد تركستاني: أؤكد أهمية تصريحات سمو أمير منطقة مكة المكرمة حول عدم دخول المركبات لأقل من 25 راكبا، وهي قرارات تصب في مصلحة التطبيقات العملية في الإصحاح البيئي خاصة خطورة العوادم للسيارت ولعل تجربة شركة أرامكو بكلفة 2 مليار ريال وهي استخدام الديزل الخالي من الرصاص خير دليل على أهمية البحث عن حلول لحماية البيئة، ومن خلال هذه الندوة نطالب ونتمنى أن يأتي الحج القادم وأن يكون قد تقرر استخدام الغاز الطبيعي للمركبات الكبيرة فهو الطريقة الآمنة من التلوث الهوائي الحاصل في المشاعر.
المدينة: إذا كيف نعزز من سلامة البيئة بالنسبة للحاج؟
د صلاح: في حالة وجود امراض مثل الحمى الشوكية يتم التنسيق طوال العام مع الدول لتلزم حجاجها بالتطعيم وعلى الرغم من هذا هناك من التزم وهناك من لم يلتزم فأصبح التطعيم في المنافذ السعودية، وفي بعض الأحيان يتم الذهاب لمقر السكن من اجل التطعيم المستهدف إلى جانب التطعميات العادية.
د فوتاوي: هناك تفاؤل بنجاح خطط امانة العاصمة المقدسة وموضوع التلوث نعمل عليه بشكل عملي عليه كحالة استثنائية بكل المعايير ولدينا دراسة استشارية لإعداد طرق ومواصفات لرصد نوعية الهواء في مكة والمشاعر وهناك عدة تقارير ودراسات نعمل عليها. ومن هذا المنبر أطالب بشكل عملي بتنفيذ مشروع تدوير النفايات خاصة ان هناك 50 مليون وجبة غذائية توزع خلال 3 أيام الحج.
د دهلوي: العمالة في الحج تمت زيادتها لتصل لأكثر من 7800 عامل في الأيام الموسمية وفي الأيام العادية 6000 عامل وهو عدد نريد مضاعفته وكذلك المعدات والمخاطر الناتجة.
** المدينة: قضية الافتراش تمثل هاجسا ملحا باعتبارها تؤثر على سلامة البيئة.. كيف يمكن الحد من تداعيات ذلك؟
د مطير: الافتراش من أهم العوامل الموثرة على الإصحاح البيئي، فمثلا في عام 2006 م كنت في ألمانيا ضمن ألفريق الذي يدير كأس العالم وقالوا إن ألمانيا اتعبت من بعدها ليس على صعيد حل مشاكل ألفندق والمسكن، ولكن في القضاء على الافتراش في الطرقات، والحجاج أنفسهم يدعسون بسبب الافتراش، لهذا لا بد أن يكون لديه مكان ينام فيه ولكن الثقافة تختلف من حاج لآخر إضافة إلى حاج غير نظامي لا مكان له وأعتقد أن أهم العوامل هي منع الافتراش الذى يبقي المخلفات وينقل العدوى؛ فالأكل على الرصيف والشرب كذلك بؤرة ناقلة للمرض له ولمن حوله.
دهلوي: أعتقد أن الحاج قبل مجيئه لا بد من تثقيفه لكي يتعلم في الحج عدم الجلوس في الشارع وعدم الشراء من الباعة المتجولين، وقد شاهدت البعض معه جوالان ملونان قاموا بغسيلهما وتعبئتهما ويجب التقيد بالنظام وعدم صناعة الأكل في الشارع ويجب تضافر الجهود للحد من هذه الظاهرة.
** المدينة: وما دور الحجاج في الإصحاح البيئي؟
د تركستاني: هذا العنوان يعنى الالتزام بالتنظيم الذى وضعته الدولة بما يمنع تلوث البيئة ونحن يجب ان نسعى إلى تحقيق موسم حج خال من التلوث بتضافر جهود مؤسسات الحج، التى لها دور في برامج التوعية وتوعية البعثات قبل قدوم حجاجها إلى المشاعر.
د فوتاوي: أهم شيء لدينا تلوث الهواء في ظل عدم وجود مقياس له، وقد توجهت الامانة لوضع مراصد لقياس التلوث في مكة والمشاعر على ضوء الدراسة التى أعدت لهذا الغرض.
تأهيل المطاعم
** المدينة: هل روعى في المشروعات القائمة الالتزام بالمعايير البيئية؟
الدكتور فوتاوي: هناك مشروعات تخفض من الإضرار بالبيئة مثل ذبح الاضاحي والحلاقة حيث يوجد 8 مقرات لمواقع الحلاقة ب 2000 كرسي في المشاعر وفي شوال الماضى أنهينا ورشة عمل الحلاقة بشفرة واحدة وتعاونت معنا جهات مثل الصحة ووزارة الحج، إضافة إلى البنك الاسلامي وتوجيه الحجاج لذبح الأضاحي في المسالخ الخاصة النظامية مطلوب ومهم جدًا، إذ يكرس مفهوم (الحج عبادة وسلوك حضاري) وفي هذا العام سيعمل مسلخ لأول مرة بجوار المعيصم وهو متاح للمواطنين. وقد سبق أن أعد محضر اجتماع بالشؤون الصحية بالرياض ورفع لسمو النائب الثاني وفيه حلول عاجلة فيما يخص الإعاشة والأمانة، ففي عام 1428-1429 طرحنا مشروعًا الهدف منه تأهيل الوظائف للمطاعم والمطابخ القادرة على تأمين الإعاشة في مكة وهو ما تحقق بإيجاد 46 مطعمًا وفي هذا العام تم تقسيمه إلى (أ، ب) وتواصلنا مع وزارة الحج لتدريب المؤهلين على الاعاشة والتعاون مع المخابز والمطاعم القادرة على التموين ووصلنا لحدود 100 ما بين مؤسسة وشركة لتقديم الإعاشة وفق اشتراطات مقننة.
** المدينة: هل يمكن أن نتطلع إلى دور أكبر من الحجاج؟
د أحمد مطير: في اعتقادي التوعية الحقيقية هي توعية الحاج ومقدم الخدمة على حد سواء وتحويل الحاج من ضيف إلى شريك له ما له وعليه ما عليه للإسهام في تخفيف المشكلات البيئية، لأنك لا يمكن أن تحاصر كل ما يعمله الحاج، والشراكة هو أن تقلل من المعاناة ومن المصروفات، بحيث يقرأ الزائر عن أنظمة البلد ويلتزم بأنظمتها ويتكيف معها؛ فالسائح معد بأن يكون ملتزما وكذلك الحاج ولا بد من الحد من العدوى والازدحام خاصة بهم فحجاج اسيا يختلفون عن حجاج فريقيا وأعتقد أن التوعية المقدمة لخدمة الحاج وعدم التساهل في الإصحاح البيئي عامل مهم للغاية.
تركستاني: نحن في الرئاسة العامة للأرصاد نعتبر أنفسنا شركاء حقيقيين لإمارة منطقة مكة المكرمة في إيصال رسالة ومضامين (الحج عبادة وسلوك حضاري) للحاج ولمقدم الخدمة على حد سواء، وقد أدركت الرئاسة العامة للأرصاد هذا الدور. وقدمت هذا العام برنامجا لتوعية الحاج في مجال الإصحاح البيئي عن طريق موسسات الحج والبعثات الخارجية والجهات المساندة مثل نقابة السيارات وبدأنا بتقييم الوضع هذا العام كدراسة مبدئية وفي السنة القادمة سنأتي بمشاركة وبرنامج كبير، ولكن نريد التكثيف ميدانيا، وقد ظهرت لدينا موخرا بعد السيول في جدة أهمية تعريف الشباب بألفكر التطوعي في المجال البيئي وأن نستثمرهم في الوصول إلى الحاج في مقر سكنه.
د صلاح مبارك: شعار الحج عبادة وسلوك ينطلق في منظومة التوعية في الحج التي تحظى باهتمام كبير من ولاة الأمر ضمن الخدمات التى توفرهاحكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين، وكانت الانطلاقة من أربع سنوات، حيث بدأت الصحة في استقطاب طلبة الجامعة وطلبة الامتياز المتخرجين لتوعية الحجاج في مقار سكنهم.
منير دهلوي: لا بد من تكريس التوعية في كل الأمور البيئية وفي أمور قد ينظر إليها على أنها بسيطة مثل مياه الشرب وآبار الخزانات ونظافتها والتأكيد عليها.
** المدينة: ما دمنا ركزنا على دور الحاج والبعثات والتوعية، إذا أين دور المؤسسات في هذا الموضوع الحيوى الهام؟
د. أحمد مطير: لا شك أن دور المؤسسات في الإصحاح البيئي مهم من خلال جميع الجهات المشاركة في الحج وعملية التدخل مهمة في التوعية والتجهيزات والدراسات، لأن الحج موسم يتكرر سنويا ويمكن تلافي الأخطاء عاما بعد آخر بدلا من تكرار الخطأ والمشكلة.
** المدينة: هل لدينا استراتيجية وطنية للطوارئ والكوارث البيئية؟
مطير: في حالة حدوث الكوارث لا سمح الله؛ فهي تنقسم إلى نوعين: صناعة بشرية يتسبب فيها البشر مثل الحروب. وكوارث بيئية. مثل البراكين والزلازل وبحسب الموسم والمكان لا بد ان يكون هناك استعداد فمثلا في البرازيل الطبيعة تختلف عن مكة لأن مكة حباها الله بطبيعة صحراوية ولا بد من وجود خطة طوارئ فمثلا في جدة تم تدريب الجميع قبل أيام على مواجهة الكوارث، ولا بد من تدريب العاملين في الحج على طرق الحماية حيث يصعب تدريب الحاج وفي حالة حدوث أمطار مثلا لا بد أن يكون لدينا فرق تتعامل مع المطار بطرق حديثة وبآخر ما توصل اليه العلم، من حيث الأعداد البشرية والتقنية والإيواء والنقل والإخلاء لأنك ستكون في منطقة ساخنة.
وبتوجيه من سمو أمير المنطقة يتم الاهتمام بجانب التدريب ولكن الأهم هو إدارة الأزمات من ناحية النقل والتدريب لأنك تتعامل مع أحداث تحدث لمرة واحدة وفي مكان ضيق وعدد كبير من البشر أغلبيتهم خمسينيو العمر. وأذكر أنني كنت في ألمانيا فتحدث أحد الخبراء عن أحد الحوادث بمكة ولم يذكر أن السبب هو الهلع والخوف وقمت وصححت الموضوع وقلت انني حينها كنت طالبا في كلية الطب وأحد المتطوعين آنذاك في الإنقاذ في موسم الحج، وأن الحاصل هو انفجار في مكائن الشفط أحدث صوتا وحصل اندفاع وهلع فنجا أصحاب البنية القوية وفقد أصحاب البنية الضعيفة أي أن الهلع قد يسبب أخطارا كبيرة، تتجاوز من وقع في الكارثة، ويجب أن نعلم أن التنظير تنظير والكارثة كارثة بمعنى لا يمكن ان تتخيل أي خطة عمل وتقيمها 100% لان هناك عوامل كثيرة تطرأ عليك خاصة في الحج فمثلا جريان سيل بسرعة 40 كم وعندك ملايين البشر يسيرون بعكاز وبأعمار كبيرة فكيف يمكن ان تبعدهم عن الخطر واهم شيء في الدراسة الواقعية لهذا يجب التحرك السريع في الكوارث للحد من الاثار واستنفار الطاقات والامكانات.
مستوى الوعي البيئي في المجتمع
تركستاني: السؤال جيد وجديد وأستطيع القول أن هناك ثقافة بيئية بين أفراد المجتمع أفضل بكثير عن الماضى، بعد أن كان الدور مهمشا، والآن من خلال الدروس وألفضائيات والتنمية المستدامة أصبح هناك وعي تجاوز ال 25% ولو شاهدت الغرامات والجزاءات واللوائح لسعدت بها ولكن آلية التطبيق غير فاعلة وأذكر حين كنت مستشارا في إمارة منطقة المدينة المنورة لشؤون البيئة، كنا نرى اللوائح ونسعد بها ولكن كنا نتناقش في آلية تفعيل النظام الموجود ولو طبقنا الغرامات والجزاءات بنسبة 50% لخففنا من مشكلات البيئة بنسبة كبيرة، ومن خلال هذا المنبر وتعضيدًا لدعوة سمو أميرمنطقة مكة المكرمة (الحج عبادة وسلوك حضارى) أرجو أن نطبق هذا الشعار في جميع أمور حياتنا اليومية وفى تعاملنا مع البيئة.
وفى نهاية الندوة تفاءل الدكتور محمد فوتاوي بمستوى الوعي البيئى في المجتمع، وقال: أعتقد ان الوعي في ازدياد ويتجاوز نسبة ال 60% لأن المدارس والمجلات والاستبيانات والدعم الإعلامي ثقف الناس وترك أثره في تفاعل الجميع مع الوعي البيئي.
ويرى الدكتور أحمد مطير ان المواطن يرمي النفايات في غير أماكنها، ولكن بالوعي يدرك أن هذا خطأ فيحمل الكيس ويرى أقرب مرمى نفايات ويلقيه بجانب السلة المخصصة ولو استوقفته لقال لك أن هذا خطأ ولا يدري لماذا وقع في هذا الخطأ؟
--------------
فرق ميدانية لرصد مخاطر التلوث في الأنفاق وأماكن الزحام
تضمنت خطة تدابير الدفاع المدني للتعامل مع الطوارئ خلال موسم الحج، الإجراءات للوقاية من الغازات الضارة والمواد الخطرة كافة وما تمثله من تهديد لسلامة ضيوف الرحمن، ولا سيما في الأنفاق وأماكن الازدحام، وذلك على ضوء رصد وتحليل المخاطر كافة بالعاصمة المقدسة والمشاعر، وتعددت جهود الدفاع المدني الخاصة بتفعيل الجوانب الوقائية الخاصة بالغازات والمواد الخطرة وتوفير الاستعدادات كافة لمواجهة الحوادث الناجمة عنها. وتشمل خطة الرصد قياس ملوثات الهواء كأول أكسيد الكربون وغيره من الملوثات والعوامل الخطرة، إضافة إلى رصد نسبة الأكسجين ودرجة الحرارة والرطوبة. ويتولى مهام رصد وقياس التلوث بالمواد الخطرة والغازات الضارة فرق ميدانية تشمل ضباطًا وأفرادًا من الدفاع المدني متخصصين ومدربين ومجهزين بتجهيزات ومعدات فنية ملائمة. وتعمل تلك الفرق على مدار الساعة، وعلى ضوء نتائج عمليات الرصد لديها يتم تنظيم وتفويج حركة السيارات داخل الأنفاق بالتنسيق مع فرق الأمن العام المسؤولة عن حركة المرور بتلك الأنفاق بما يضمن عدم تجاوز نسبة التلوث الحدود المسموح ونظرًا لطبيعة حوادث المواد الخطرة وما تطلبه من مهارة عالية سواء ما يتعلق منها بأعمال المراقبة والرصد أو تلك المتعلقة بأعمال المواجهة فقد حرصت المديرية العامة للدفاع المدني على الارتقاء بقدرات الفرق والوحدات الفنية والبشرية المتخصصة في مواجهة هذه النوعية من الحوادث بما يتناسب مع حجم وطبيعة المخاطر المحتملة والدور المناط بها، واستقطاب العديد من ذوي التخصصات العلمية اللازمة لمواجهة مثل تلك الحالات واعتماد سياسة تدريبية ولتنمية مهارات العاملين لديها بالتعاون مع عدد من الهيئات الوطنية والدولية المتخصصة في هذا المجال. موسم الحج تنفذ فرق التدخل في حوادث المواد الخطرة تمارين يومية من خلال فرضيات وسيناريوهات لزيادة كفاءة وفعالية هذه الفرق ولمحاكاة الحوادث المحتمل وقوعها. وعند وصول نتائج الرصد إلى وجود أخطار حقيقية ناجمة عن الغازات أو المواد الخطرة يتم التنسيق مع العمليات المشتركة حيال منع مرور السيارات داخل الأنفاق، والاستعانة بسيارات طرد الهواء لتحسين التهوية داخلها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.