تابعت باهتمام بالغ فعاليات مؤتمر القمة الاسلامي والذي انعقد برئاسة خادم الحرمين الشريفين بجوار بيت الله الحرام . وقد لا ابالغ ان جزمت بأن هذا المؤتمر سينجح كما نجحت المؤتمرات التي عقدت بالمملكة قبل هذا المؤتمر خاصة وانه عقد في ظروف صعبة ومؤلمة تمر بها الامة الاسلامية كما انه عقد برئاسة قائد التضامن والحوار الاسلامي اضافة الى ان عقده كان في افضل ايام العام وهي العشر الاواخر من رمضان كما ان مكان عقد المؤتمر بجوار البيت العتيق ساهم هو الاخر في الخروج بهذه النتائج المشرفة والحلول البناءة. وفي اعتقادي ان هذا المؤتمر لو لم يخرج المجتمعون منه الا بفتح صفحة جديدة من الاخوة والمحبة فيما بينهم لكفاهم ذلك خاصة وان بعض الدول الاسلامية مرت فيما بينها ببعض الخلافات والمنازعات البسيطة ولاشك ان مثل هذا المؤتمر سيكون فرصة لتصفية النفوس والقضاء على الخلافات التي تعترض مسيرة الاصلاح والبناء التي يتطلع اليها كل مسلم في العالم . وانا هنا اتعجب من بعض المتعجلين الذين اصدروا احكاما مسبقة على هذا المؤتمر وانه لم يخرج بنتائج جيدة وهو اتهام ظالم ومتعجل اذ ان مثل تلك القمم لا يكون لها نتائج على المدى القريب بل هي تأتي بنتائج وحلول طويلة الامد فيها مصالح كبرى وفوائد عظمى قد تخفى على البعض من العامة . ولعل الاجمل هنا ان خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لا يترك فرصة او مناسبة عابرة الا ويسعى فيها لجمع كلمة المسلمين والدعوة للالتفاف حول بيت الله الحرام وفي هذا البلد الطاهر وهو امر يحمد عليه ويشكر عليه خاصة وانه بمثابة الاب الاكبر لجميع المسلمين في مشارق الارض ومغاربها . وقد التقيت خلال عقد هذا المؤتمر بعدد من الاخوة المرافقين لبعض الرؤساء الذين لم يخفوا سعادتهم الكبيرة لعقد هذا المؤتمر خاصة وانه اتى في وقت اصبحت الامة الاسلامية في حاجة كبيرة للالفة والمحبة والتكاتف فيما بينها كما ابدوا عظيم الشكر لخادم الحرمين على هذه اللفتة الكبيرة منه ودعوته للجميع ان يرتقوا الى مستوى المسؤولية وان يكونوا اهلا لما استؤمنوا عليه . ولا اخفيك ايها القارئ الكريم انني عندما سمعت من اولئك الضيوف كلمات الشكر والثناء لهذا القائد العظيم زاد حبي واحترامي وتقديري الكبير لهذا القائد الذي شرفنا ولله الحمد في الداخل والخارج وفي كل مكان من العالم بافعاله الكبيرة والخدمات العظيمة التي قدمها للامتين العربية والاسلامية وللعالم اجمع .