كثيرة هي الكتب التي تناولت التجربة الشعرية في السعودية، فمنها ما كتبه السعوديون ومنها ما كتبه الباحثون العرب، واليوم تزدان المكتبة السعودية بكتاب جديد حمل عنوان (إطلالة جديدة على الشعر السعودي) للناقد المصري الدكتور فوزي خضر أستاذ الأدب والنقد بجامعة الطائف وقد صدر الكتاب عن نادي الطائف الأدبي الثقافي. يقول المؤلف في مستهل مقدمته من حيث المرحلة العمرية ومن حيث المستوى الفني ومن حيث الاتجاه الشعري: هذا الكتاب يحتفي بالثمار بغير إهمال للأصول، فهو يضم عدداً من الدراسات في دواوين صدرت خلال السنوات القليلة الفائتة، ويلتفت إلى دواوين وأعمال شعرية سابقة صدرت على مدى ثلاثين عاماً مضت، ولأنه ليس كتاباً تاريخياً فأنا لم أحرص على الترتيب الزمني لصدور الدواوين - الأقدم فالأحدث - لكني بدأته بالدراسات التي كتبتها في دواوين تتبع شكل التفعيلة، ثم أعقبتها بما كتبته في دواوين تتبع الشكل البيتي، منتهجاً في ذلك نهجاً يبدأ بالأحداث زمنياً ويعود للخلف، كي يشير إلى أن هذا الحديث كانت له أصول في الشعر السعودي المعاصر. يلم د.فوزي بالتجربة الشعرية إلماماً واسعاً، فهو في هذا الكتاب يحاور مع جملة من التجارب الثرية، ويستكنه آفاق القصائد التي حاورها، ويستنطق مواطن الإبداع بين قوافي القصائد، معتمداً في ذلك على ذائقته البصيرة بأمور الشعر وتجربته الطويلة مع نقد الشعر ودرسه، وهو بذلك يقدم رؤية نقدية جديدة في حركة النقد ولاسيما نقد الشعر في المملكة. وقد افتتح المؤلف كتابه بدراسة عن موسوعة "الشوق الطائف حول قطر الطائف" للأستاذ حماد السالمي.. أما التجارب الشعرية التي وقف عليها فهي لكل من الشعراء: الزميل سعد الحميدين، وغازي القصيبي، صالح الزهراني، محمد محسن الغامدي، وعلي الحازمي، وأحمد قران الزهراني، وإبراهيم الوافي، وأحمد عائل فقيهي، وعبدالله الصيخان، وأحمد الحربي، ومحمد إبراهيم يعقوب، وغالب الأمير، وإبراهيم صعابي، ومحمد بن علي السنوسي.. حيث أكد د.خضر أن المتابع للخطاب الشعري السعودي يدرك بيسر وسهولة مقدار ما أتيح للشاعر من حرية القول والتعبير عن تجاربه المختلفة.