تخلى مقاتلو المعارضة السورية الذين يحاربون قوات الرئيس بشار الأسد في مدينة حلب بشمال البلاد عن موقع واحد على الأقل في حي صلاح الدين الذي تدور فيه معارك منذ أيام. وصاح مقاتل في صحفيين لدى وصولهم الى حي صلاح الدين امس "تراجعنا.. اخرجوا من هنا." وأزيلت نقطة تفتيش قريبة كان يسيطر عليها مقاتلو المعارضة طوال الاسبوع الماضي. وقال مصدر أمني بالحكومة السورية لتلفزيون المنار اللبناني إن القوات الحكومية تسيطر الآن على الحي لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن الاشتباكات لاتزال دائرة هناك. وقال أبو فراس وهو عضو في الجيش السوري الحر إن المقاتلين تركوا مبنى واحدا فقط في صلاح الدين. وأضاف "لم ننسحب. رجالنا مازالوا هناك والموقف في صالحنا. تركنا مبنى كان تحت سيطرتنا في أحد الشوارع لكننا لم نتراجع." ومن جانب آخر ذكرت وسائل إعلام إيرانية نقلا عن وزير خارجية إيران علي اكبر صالحي أن هناك أفرادا متقاعدين من الجيش أو الحرس الجمهوري من بين 48 إيرانيا خطفهم مقاتلون من المعارضة السورية في الرابع من الشهر الحالي. ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن صالحي قوله "بعضهم أفراد متقاعدون من الحرس الثوري الإيراني ومن الجيش... وآخرون من إدارات مختلفة." ونفى أن تكون لهم الآن أي صلة عسكرية وأكد أنهم كانوا في زيارة لدمشق . وظلت إيران حليفا قويا للأسد طوال الانتفاضة المستمرة منذ 17 شهرا. وقال متحدث باسم مقاتلي المعارضة يوم الاثنين إن ثلاثة من الإيرانيين المخطوفين قتلوا في غارة جوية شنتها الحكومة وإن من تبقى منهم سيعدم ما لم تتوقف الهجمات. وتتهم دمشق وطهران دولا خليجية وتركيا بإذكاء العنف في سوريا من خلال دعم مقاتلي المعارضة. وأعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم "سرية الصقور للمهام الخاصة-القيادة العسكرية في منطقة دمشق وريفها" في بيان امس أنها قتلت جنرالًا روسياً يعمل مستشارا لوزارة الدفاع السورية في هجوم بمنطقة غوطة الغربية على مشارف دمشق. وأظهر تسجيل فيديو أرسلت نسخة منه إلى رويترز بطاقة هوية الجنرال فلاديمير بتروفيتش كوجييف كما أصدرها الجيش السوري حسبما ذكرت الجماعة. لكن وكالات أنباء روسية قالت إن الجنرال الروسي ظهر أمام الصحفيين في موسكو. وقدمت موسكو للأسد دعما دبلوماسيا قويا. واستخدمت حق النقض (الفيتو) إلى جانب الصين ثلاث مرات ضد قرارات مدعومة من الغرب في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تهدف للضغط على الزعيم السوري للتنحي بدلا من محاولة القضاء على المعارضة بالقوة. وما زال الجيش السوري ومقاتلو المعارضة منخرطين في معارك يعجز أي من الجانبين على تحقيق فوز حاسم بها. وبدأت الذخيرة تنفد من المقاتلين في حلب في الوقت الذي طوقت فيه قوات الأسد حي صلاح الدين معقلهم في جنوب المركز التجاري للبلاد. وعزز الأسد قواته استعدادا لهجوم يهدف إلى استعادة الأحياء التي يسيطر عليها المقاتلون في حلب بعد إخراج المقاتلين من أغلب مناطق دمشق. ودخلت الدبابات أجزاء من صلاح الدين واعتلى قناصة الجيش وسط قصف مكثف أسطح المباني مما أعاق تحركات المقاتلين. وفي الوقت الذي تخوض فيه قوات الأسد معركة استعادة حلب استمر القتال في أجزاء أخرى بسوريا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اكثر من 240 قتيلا سقطوا في أنحاء البلاد الثلاثاء منهم 40 في مدينة حمص بوسط البلاد. ومني الأسد بعدة انتكاسات في الأسابيع القليلة الماضية أحدها انشقاق رئيس الوزراء رياض حجاب يوم الاثنين. وأظهرت لقطات فيديو نشرت على الانترنت حجاب وأسرته في مكان قال نشطاء إنه منزل آمن بينما كان في طريقه إلى الأردن.