بدأت معركة الحسم في مدينة حلب فعلياً أمس الأربعاء مع اقتحام القوات النظامية السورية بالدبابات حي صلاح الدين الذي أعلنت وسائل الإعلام في دمشق بعد بضع ساعات السيطرة عليه في حين نفى الجيش السوري الحر ذلك، مع تسجيل مواجهات هي الأعنف منذ ثلاثة أسابيع في ثاني أكبر المدن السورية. وقتل 13 شخصاً على الأقل أمس في حلب في قصف عنيف للقوات النظامية على أحياء يتمركز فيها مقاتلون معارضون. وأكد قيادي في الجيش السوري الحر في محافظة حلب أن القوات النظامية بدأت هجوماً موسعاً أمس على شمال المدينة. وقال أبو عمر الحلبي إن المعارك تشير إلى أن معركة الحسم قد بدأت.. وأضاف أن القوات الحكومية تستخدم المدفعية والطائرات وقاذفات الصواريخ في الهجوم.. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، «أحكمت قواتنا المسلحة أمس سيطرتها الكاملة على حي صلاح الدين في حلب».. وتخلى مقاتلو المعارضة الذين يحاربون قوات الرئيس بشار الأسد في مدينة حلب عن موقع واحد على الأقل في حي صلاح الدين الذي تدور فيه معارك منذ أيام.. لكن رئيس المجلس العسكري في منطقة حلب التابع للجيش الحر المعارض عبد الجبار العكيدي أكد أن «الهجوم همجي وعنيف، لكن النظام لم يسيطر على الحي». من جهة أخرى, قالت جماعة معارضة تطلق على نفسها «سرية الصقور للمهام الخاصة - القيادة العسكرية لمنطقة دمشق وريفها» أمس إنها قتلت جنرالاً روسياً يعمل مستشاراً لوزارة الدفاع السورية في عملية بمنطقة غوطة دمشق على مشارف العاصمة السورية. وقال الملازم ماجد سيد أحمد من سرية الصقور في الفيديو: «تم القضاء على المستشار الروسي لوزير الدفاع السوري ورئيس هيئة الأركان العامة لشؤون العلم العسكري الجنرال فلاديمير بتروفيتش كوجييف مع مترجمه الخاص أحمد العيوق». وفيما يخص الانشقاقات, أعلن وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية سميح المعايطة وصول رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب وبرفقته عدد من أفراد عائلته إلى الأراضي الأردنية في الساعات الأولى من فجر أمس الأربعاء». وعلى الحدود التركية السورية, قالت وكالة أنباء الأناضول أمس الأربعاء إن حوالي 2400 شخص من ضمنهم 37 عسكرياً منشقاً بينهم ضابطان برتبة لواء فروا من العنف الدائر في سوريا ووصلوا إلى تركيا الليلة قبل الماضية.. وبلغ عدد النازحين 49900 سوري لجأوا إلى تركيا.وفي العراق, أعلنت السلطات العراقية أمس أن أعداد النازحين السوريين الذين دخلوا محافظة الأنبار بلغ 3700 لاجئ. إلى ذلك, أكد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي وجود عسكريين «متقاعدين» من الجيش والحرس الثوري بين «الزوار» الإيرانيين الذين خطفهم مقاتلون معارضون سوريون السبت، حسبما أفادت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية أمس. وقال صالحي إن «عدداً من هؤلاء (المخطوفين) متقاعدون من الحرس الثوري والجيش وكذلك من إدارات أخرى». وشدد صالحي أمام صحافيين على متن الطائرة التي نقلته من أنقرة حيث طلب مساعدة السلطات التركية في المسألة، على أن المخطوفين الإيرانيين هم «زوار» قصدوا سوريا لزيارة عتبات شيعية مقدسة فيها. وعلى الصعيد السياسي, أكدت وزارة الخارجية الفرنسية أمس أن فرنسا ستنظم اجتماعاً وزارياً في مجلس الأمن الدولي في 30 أغسطس «خصوصاً لبحث الوضع الإنساني في سوريا وفي الدول المجاورة». وقال فنسان فلورياني مساعد المتحدث باسم الوزارة إنه «وعلى الرغم من الانقسامات السائدة في الأشهر الماضية، فإن مجلس الأمن الدولي لا يسعه الوقوف ساكتاً أمام المأساة التي تشهدها سوريا»، مؤكداً بذلك معلومات أوردها دبلوماسيون الثلاثاء. وفي الوقت الذي يشن فيه الرئيس السوري بشار الأسد حملة دامية للبقاء في الحكم، تعزز واشنطن استعداداتها لمرحلة ما بعد نظامه، مستفيدة من الدروس بعد غزو العراق في العام 2003.. ولا يعلم المسؤولون الأميركيون الكبار إلى متى يمكن أن يتمسك الأسد بالنظام في مواجهة هجمات المعارضة، إلا أنهم يصرون على أن رحيله لا مفر منه ويقولون إن الحذر يحتم ضرورة الاستعداد لمشاكل السياسة الخارجية التي لن يكون من الممكن تفاديها لاحقاً.وتدعو واشنطن منذ فترة طويلة إلى مرحلة «انتقالية» في دمشق، إلا أن انشقاق رئيس الوزراء رياض حجاب هذا الأسبوع عزز الآمال المتزايدة بأن نظام الأسد شارف على الانهيار.