استكمالاً لحديثنا بالأمس؛ نأتي إلى مقارنة أخرى.. حين تأتي أسئلة تتجه إلى أوضاع جريدة «الرياض».. وأخرى عن ماذا فعلت هيئة الصحفيين لصحفيين مفتقدين للرعاية؟.. أولاً هيئة الصحفيين لولا دعم بداية التأسيس من قبل الملك عبدالله - حفظه الله -، وسمو الأمير سلطان - رحمه الله - لما أمكن لهذه الهيئة أن توجد إلا بضيافة إحدى الصحف، ونحن الآن نحتاج إلى حوار مع وزارة الإعلام لإقرار ما صدر عن مجلس الوزراء حول مسؤوليات النشر، وأيضاً التعاون مع الرعاية لدعم قدرات التطوير الصحفي.. وهو ما أتوقع أن ينطلق بعد مناسبة العيد.. الحقيقة أن منطلقات التطور الصحفي لا تتوقف عند حدود الهيئة التي ليس لها سلطة إلزام، لكن لو تلقت شكوى من صحفي سواء متفرغاً أو متعاوناً، وهو ما لم يحدث، حول حقوقه أو استمرارية عمله فإن الهيئة ستبذل جهدها لصالحه.. وأستغرب؛ لماذا لا يطالبون الصحف ولو بنسبة خمسين في المئة في توفير ما لجريدة «الرياض» من تميّزات غير موجودة في أي بلد عربي؟.. فمثلاً عدد السعوديين المتفرغين صحفياً بلغ مئة وثمانية وسبعين محرراً ومحررة، وإذا أضفنا غير السعوديين يرتفع الرقم إلى فوق المئتين.. بينما لا يتجاوز عدد المتفرغين في الصحف الأخرى خمسين شخصاً أو على الأكثر في صحيفة واحدة أو اثنتين ستين شخصاً.. أمر آخر؛ الصحفيون في جريدة «الرياض» ليست حقوقهم هي مجرد نوعية المرتب.. لا.. هناك - وربما هو تميز عالمي - مرتب شهرين نصيب الصحفي والصحفية المتفرغين من إيرادات الأرباح، وكذا علاوة سنوية تتم نظامياً.. إضافة إلى مرتب شهرين بدل سكن.. ثم - وهذه إيجابية غير عادية - تم منح خمسين شخصاً من أسرة التحرير عضوية الملكية للمؤسسة مع غيرهم من أعضاء الجمعية العمومية بمنحهم أسهماً لم يدفعوا ثمناً لها، ويتقاضون أرباحها سنوياً بعد اجتماع الجمعية في شهر مارس.. إضافة إلى مرتب الشهرين مكافأة سنوية من دخل الأرباح، وبدل السكن والعلاوة السنوية والرعاية الصحية نظامياً.. تُرى كم ستكون أرباح جريدة «الرياض» عالية جداً لو أنه تم حذف ما يقارب المئة وخمسين متفرغاً بمرتباتهم، ثم بدل السكن السنوي ثم العلاوة السنوية مع شهرين نصيب الأرباح؟.. هذا التميز غير الموجود عربياً - وربما عالمياً - لماذا لا يكون هناك تحرك نحو تطوير ودعم إمكانيات الصحف المحدودة القدرات في نوعية ميزانيتها السنوية.. وهذا لن يتم إلا بوجود مجالس إدارة وعضوية جمعيات عمومية يكون هدفها دعم التطور الصحفي وليس حجم الربح الشخصي..