انتقد قائد "الجيش السوري الحر" العقيد رياض الأسعد أمس قيادة "الجيش السوري الحر" في الداخل، معتبراً أن طرحها مشروع حكومة انتقالية يؤكد سعيها للحصول على مناصب، ويسهم في اعادة احياء نظام الرئيس بشار الأسد. وحمل الأسعد في خطاب تم بثه عبر موقع "يوتيوب" للتواصل على شبكة الانترنت على "عناصر ممن يدعون الانتساب الى جيشنا السوري الحر أو قياداته في الداخل" الذين "أصابت البعض منهم حمى التسابق على الفرص واغتنام المناصب الى حد دعاهم الى انشاء وتأسيس حكومات انتقالية". واعتبر في الخطاب الموجه الى السوريين في ذكرى تأسيس الجيش السوري ان هؤلاء يحاولون "ركوب موجة ثورتنا والاتجار بدماء شهدائنا الابرار". وقال الأسعد ان هؤلاء "يحاولون في الواقع اعادة احياء نظام الاسد الساقط لاحتكار القرار من غير الرجوع الى رأي الشعب الذي بذل الدم والدموع لكي يحصل على استقلاله من عصابة الأسد المجرمة". وكانت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل عرضت الاثنين الماضي "مشروع انقاذ وطني" للمرحلة الانتقالية ينص على انشاء مجلس أعلى للدفاع يتولى تأسيس مجلس رئاسي من ست شخصيات عسكرية وسياسية يدير المرحلة الانتقالية في سورية. ونص المشروع على تشكيل حكومة انتقالية تشارك فيها المؤسسة العسكرية وكل أطياف المعارضة و"تتبنى مطالب الثورة". وقال الأسعد ان "الهدف الرئيسي من اعلان انشاء حكومة انتقالية هو ارضاء الخارج وضرب الداخل وتفكيك يد الشعب الضاربة الممثلة بالجيش السوري الحر". واكد ان الجيش الحر لن يكون "طرفا في أي طبخة سياسية الا بما يقرره الشعب الذي ضحى ويضحي من أجل حريته". من جهة ثانية، انتقد الاسعد ايضا المجلس الوطني السوري المعارض من دون ان يسميه سائلا "الساسة في المعارضة السياسية" عن "الشح في الذخيرة والعتاد والعدة" للجيش الحر، و"الى اين تذهب المعونات والدعم الخارجي؟". وليست المرة الاولى التي يسجل فيها تناقض في المواقف بين الاسعد والقيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل التي يبدو انها تنسق اكثر مع المجلس العسكري الاعلى بقيادة العميد مصطفى الشيخ. واعلن المتحدث باسم الجيش الحر في الداخل العقيد قاسم سعد الدين في مايو ان قيادة الداخل هي وحدها المخولة الكلام باسم الجيش الحر، قائلا "نحن نقود العمليات ونحن نحرك الشارع"، ورياض الأسعد "لا يمثل الا نفسه". الى ذلك، أعلن ضابط في "الجيش السوري الحر" رفض الكشف عن اسمه ان قواته قتلت أمس 12 جندياً نظامياً سورياً حاولوا استعادة السيطرة على معبر البوكمال الحدودي مع العراق. وقال الضابط في اتصال هاتفي مع فرانس برس "احبطنا هجوما لقوة من الجيش على معبر البوكمال بعدما نصبنا كمينا لهم وقتلنا 12 جنديا فيما اصيب اثنان آخران بجروح وقد نقلناهما الى مدينة القائم العراقية".