استمرت تداعيات إعلان شخصيات معارضة عن تكليف هيثم المالح تشكيل "حكومة انتقالية،" إذ رفض قائد الجيش السوري الحر، العقيد رياض الأسعد، المقترح، واعتبره "محاولة لإعادة إحياء نظام الأسد،" بينما انتقد المجلس الوطني السوري، الممثل الأكبر للمعارضة، الخطوة، وقال إنها "أرانب جديدة تخرج من قبعات،" ممن يريد إلهاء الثورة عن إسقاط النظام. وكان عدد من المعارضين السوريين قد اجتمعوا في القاهرة الثلاثاء، تحت اسم "مجلس أمناء الثورة" وخرجوا ببيان طلبوا فيه من المالح، وهو معارض معروف سُجن لسنوات في سوريا وخرج منها قبل أشهر لينضم إلى المجلس الوطني قبل أن يعود فيعلن استقالته منه بسبب "ضعف الأداء"، تشكيل حكومة انتقالية. وبحسب بيان مجلس الأمناء، فإن المالح سيقوم بالخطوة "بعد التشاور" مع سائر أطراف المعارضة، بما في ذلك الجيش السوري الحر والمجلس الوطني. من جانبه، رفض باسل كويفي، عضو المجلس الوطني السوري، ما جاء في بيان "مجلس الأمناء"، وقال إن المالح بمفرده "ليس ممثلاً للشعب السوري في الداخل والخارج." وأضاف كويفي، في اتصال مع CNN: "نحن ضد تأسيس حكومة من هذا النوع، لأننا نعلم أنها ستكون بحاجة لدعم دولي، وأن من سيقودها يجب أن يكون مختاراً من الشعب السوري، وليس من قبل بعض الشخصيات المعارضة التي اجتمعت في القاهرة." من جانبه، نقل المجلس الوطني على صفحته عبر موقع فيسبوك، بياناً على لسان عبد الأحد اسطيفو، ينفى فيه علاقة المجلس الوطني بالتشكيلات الحكومية المسربة، مضيفاً: "سنعلن عن تشكيلتنا الحكومية من الأراضي السورية المحررة." ونفى اسطيفو، وهو عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري، أي علاقة للمجلس بالتشكيلات الحكومية التي تناقلتها وسائل الإعلام في الأيام القليلة الماضية. ووصف اسطيفو هذه التسريبات بأنها "بالونات اختبار وقنابل معدة لتفجير المعارضة السورية"، معتبرا إياها "قضايا تلهينا عن الهدف الأساسي المتمثل بمحاربة هذا النظام المجرم." وأضاف أسطيفو، أن المجلس "لن يعلن أي تشكيلة حكومية إلا بالتنسيق والتشاور الكامل مع قوى الداخل السوري وفصائل الحراك الثوري، وستضم، في حال إعلانها، المؤسسة العسكرية التابعة للجيش السوري الحر، إضافة إلى القوى السياسية المتمثلة في المجلس الوطني السوري، وغيره من قوى المعارضة." وفي رد منه على إعلان المالح، أعرب عن اعتقاده أن "هذه المحاولات غير جدية، و ما هي إلا أرانب جديدة تخرج من قبعات من يريد أن يلهي ثورة الشعب السوري عن هدفها الأساسي المتمثل في إسقاط النظام." أما قائد الجيش السوري الحر، العقيد رياض الأسعد، فقد أعلن موقفه في كلمة ألقاها بالذكرى الأولى لتأسيس الجيش السوري الحر، قال فيها إن ما يجري هو محاولة لإعادة إحياء نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال الأسعد: " نرى ونسمع ظهور عناصر ممن يدعون الانتساب إلى جيشنا السوري الحر أو فصائله أو قياداته في الداخل، حيث أصابت هؤلاء حمى التسلق على الفرس واغتنام المناصب إلى الحد الذي دعاهم لأن يعلنوا إنشاء وتأسيس حكومات انتقالية، في محاولة صريحة وواضحة لركوب موجة ثورتنا والاتجار بدماء شهدائنا الأبرار." واعتبر الأسعد في رسالة مصورة، أن هذه المواقف تأتي، "ممن يدعون أنهم أخوتنا في السلاح بالجيش الحر، ولكنهم بالواقع يحاولون إعادة إحياء نظام الأسد الساقط في احتكار القرار من غير الرجوع لرأي الشعب الذي بذل الدم والدموع لإعلان الاستقلال عن عائلة الأسد المجرمة." واعتبر الأسعد أن الهدف الرئيسي من إعلان إنشاء الحكومة الانتقالية هو "إرضاء الخارج وضرب الداخل بعضه ببعض وتفكيك يد الشعب الضاربة، الممثلة بالجيش السوري الحر،" كما لفت إلى أن المعركة وهي "إسقاط نظام طائفي مستمر منذ 50 عاما" لن تكون بالأمر اليسير. وغمز الأسعد في الوقت نفسه من قناة المعارضة السورية، وقال "أتوجه بالسؤال للساسة من المعارضة بسؤال يسأله الجنود في أرض المعركة حيث يعانون شحاً في الذخيرة والعتاد، أين يذهب الدعم الخارجي؟"