زاد ادعاء الجيش السوري الحر بانه هاجم فجر الاربعاء السادس عشر من نوفمبر / تشرين الثاني موقعا تابعا لاستخبارات القوة الجوية قرب دمشق من اهتمام وسائل الاعلام بهذا التنظيم المكون من منشقين عن الجيش السوري النظامي. وثمة تقارير تشير الى ان المجلس الوطني السوري المعارض التقى مؤخرا بزعيم الجيش السوري الحر العقيد رياض الاسعد لبحث افق التعاون بين التنظيمين المعارضين لنظام الرئيس بشار الاسد. الإجابة عن هذه التساؤلات وغيرها في هذا التقرير الذي أوردته شبكة بي بي سي العالمية. ما هي اهداف الجيش السوري الحر؟ يقول الجيش السوري الحر في بيانه التأسيسي الصادر في اغسطس / آب المنصرم إنه يهدف الى "العمل يدا بيد مع الشعب لاسترداد الحرية والكرامة، والاطاحة بالنظام، وحماية الثورة ومقدرات البلاد، ومجابهة الآلة العسكرية اللامسؤولة التي تحمي النظام." وقال العقيد رياض الاسعد لقناة الجزيرة في اكتوبر / تشرين الاول إن الجيش السوري الحر "سيواصل بذل الدماء والارواح من اجل مساعدة شعبنا العظيم في التخلص من نير الطغمة الحاكمة." ما هو حجم الجيش؟ حجم الجيش السوري الحر غير معلوم بالضبط، فهو يقول إن عدد اعضاءه كان يزيد عن 15 الف اواسط شهر اكتوبر الماضي. وقد اعترف الجيش السوري الحر بأنه لا يقوى على مواجهة الجيش السوري النظامي الذي يزيد تعداد جنوده عن مئتي الف. الا ان الجيش السوري الحر يقول إن مزيدا من الجنود والضباظ يلتحقون به كل يوم، ويتم تنظيمهم وايكال المهام لهم. وكان العقيد الاسعد قد قال لوكالة الاناضول التركية للانباء في الرابع عشر من نوفمبر / تشرين الثاني الجاري إن 400 عسكريا تقريبا منهم 15 ضابطا قد انشقوا عن الجيش النظامي في الاسبوع الاخير، مما يشير الى تعاظم وتيرة الانشقاقات. اين تقع قواعده؟ لا يسيطر الجيش السوري الحر على اي ارض سورية. ويتخذ العقيد الاسعد والعشرات من افراد الجيش من معسكر للاجئين واقع في اقليم هاتاي التركي الجنوبي القريب من الحدود السورية مقرا لهم. وينفي الجيش السوري الحر والحكومة التركية ان يكون مسلحو الجيش يجتازون الحدود لتنفيذ العمليات داخل سورية. ويقول الجيش السوري الحر إن لديه 22 فوجا داخل سورية، وانه يقوى في المنطقة المحيطة بمدينة درعا الجنوبية ومدينة حمص وسط البلاد. كيف ينشط؟ يقول العقيد الاسعد إن العسكريين الذين ينشقون عن الجيش السوري النظامي ينشطون في مناطقهم الاصلية ويستخدمون الاسلحة الخفيفة. وقال العقيد مالك الكردي، وهو احد عناصر الجيش السوري الحر، لقناة العربية التلفزيونية إن الجيش السوري الحر بستهدف الوحدات العسكرية التي سبق لها ان هاجمت - والتي تخطط لمهاجمة - المحتجين، وانه يستخدم اسلوب حرب العصابات في الكر والفر. كما يستهدف الجيش السوري الحر قوات الامن غير العسكرية كالمخابرات والقوات شبه العسكرية الموالية للنظام، ويقول العقيد الاسعد إنه يتواصل مع وحدات جيشه الموجودة داخل سورية باستخدام الهاتف الجوال والانترنت. ما موقفه من التدخل الاجنبي؟ قال العقيد الاسعد لوسائل اعلام متعددة إن الجيش السوري الحر يريد من الاممالمتحدة ان تفرض منطقة حظر طيران في منطقة الحدود السورية التركية، وذلك لكي تتاح للعسكريين المنشقين ارض سورية يعيدون تشكيل وحداتهم فيها. ويرفض العقيد الاسعد فكرة التدخل العسكري الاجنبي في سورية. ونقلت صحيفة "الحقيقة" الناطقة باسم المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية عن احد مساعدي العقيد الاسعد قوله إن قائد الجيش السوري الحر عقد اجتماعات مؤخرا مع دبلوماسيين امريكيين في تركيا تحت رعاية الحكومة التركية لبحث احتياجات الجيش السوري الحر فيما يخص القضايا الاستخبارية وليس التسليح. هل للجيش انتماءات سياسية؟ ينفي العقيد الاسعد ان يكون للجيش السوري الحر اي انتماء سياسي، فقد قال لصحيفة "ملييت" التركية إن الجيش يسعى لجعل سورية "بلدا اسلاميا ذا نظام ديمقراطي علماني" على النمط التركي. ونفى الاسعد الادعاءات التي تطلقها الحكومة السورية القائلة إن الجيش السوري الحر مرتبط بتنظيم الاخوان المسلمين رغم انه اكد للصحيفة التركية ان غالبية عناصر الجيش هم من الطائفة السنية. كيف تنظر فصائل المعارضة الاخرى للجيش الحر؟ عبر المجلس الوطني السوري عن تعاطفه مع الجيش الحر، الا انه حذر في الوقت نفسه من امكانية ان يقوض الجيش الطبيعة السلمية للانتفاضة السورية. وقال امين عام المجلس برهان غليون لتلفزيون الجزيرة في اكتوبر إنه لا يمكن تجاهل الجيش السوري الحر، ولكن عليه ان يحدد نشاطاته بالدفاع عن المدنيين العزل. وفيما يخص الاتصالات بين الطرفين، قال غليون إنها "بالكاد بدأت." وكان العقيد الاسعد قد قال في مناسبات مختلفة إن هناك "تنسيقا كاملا" بين الجيش الحر والمجلس الوطني على الارض داخل سورية، ولكن لم تحصل اي اتصالات بين قيادتي التنظيمين. وكانت عدة فصائل سورية معارضة قد قالت في الايام الماضية إن العقيد الاسعد اجتمع ببرهان غليون وغيره من زعامات المجلس الوطني السورين وان الطرفين قد اتفقا على تعزيز التعاون بينهما، الا انهما لم يعلنا عن صيغة اتحاد بين التنظيمين. وتقول صحيفة "الحقيقة" إن سبب ذلك يعود الى خلافات داخل المجلس الوطني، حيث يرغب الاخوان المسلمون وغيرهم من الفصائل "الموالية للولايات المتحدة" بضم الجيش السوري الحر الى المجلس، بينما يصر برهان غليون على جعل المجلس هيئة مدنية بحتة.