وصلت المواجهات بين القوات النظامية السورية والمقاتلين المعارضين فجر الاربعاء للمرة الاولى منذ بدء الاضطرابات قبل اكثر من 16 شهرا الى مشارف حيين مسيحيين في وسط دمشق، في وقت تستمر التعبئة والاستنفار في مدينة حلب في شمال البلاد. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان "وقعت اشتباكات فجر اليوم في محيط حيي باب توما وباب شرقي بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة. وتشير المعلومات الاولية الى سقوط قتيل على الاقل في صفوف القوات النظامية". وكان هذان الحيان شهدا تظاهرات عدة مناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد خلال الاشهر الماضية. ويقعان في وسط دمشق القديمة ويتميزان بوجود الكثير من الفنادق وبحركة سياحية لافتة. وقد بقيا في منأى عن الاشتباكات التي وقعت قبل اسبوعين في العاصمة. مبنى تدمر في القصف الحكومي لحي القابون بدمشق ( رويترز) وكانت قوات النظام استعادت اعتبارا من 23 يوليو السيطرة على احياء عدة من دمشق تقع خصوصا في الاطراف شهدت معارك عنيفة بينها وبين مجموعات مقاتلة معارضة على مدى اسبوع. وافاد ناشطون عن سماع طلقات نارية كثيفة صباحا في شارعي بغداد والملك فيصل وحي العمارة في وسط دمشق، و"قصف عنيف" على جنوب حي التضامن في جنوب العاصمة. واشارت صحافية في وكالة فرانس برس الى ان اصوات انفجارات واطلاق نار ظلت تسمع حتى وقت متأخر ليل الثلاثاء في احياء عدة بينها كفرسوسة (جنوب غرب). وسقط ستون قتيلا، بينهم اربعون عنصرا من قوات الامن السورية، الثلاثاء في مدينة حلب. وافاد مراسل وكالة فرانس برس من منطقة في ريف حلب عن قصف استمر معظم الليل على مناطق في شمال غرب المحافظة، مشيرا الى "سقوط صواريخ غراد في المنطقة". ويسعى المقاتلون المعارضون الى السيطرة على مقرات المخابرات في مدينة حلب، وذلك بعد تمكنهم من الاستيلاء على ثلاثة مراكز للشرطة، بحسب ما افاد احد قادة الجيش السوري الحر العميد عبد الناصر فرزات مراسل فرانس برس بالقرب من حلب. ثوار سوريون يعتقلون شخصا متهم بالخيانة ، في قاعدة عسكرية قديمة في بقرية سيكو بالقرب من حلب ( الاوروبية) ووصف فرزات سيطرة عناصر الجيش الحر الثلاثاء على ثلاثة مراكز للشرطة في باب النيرب والمنطقة الجنوبية من الصالحية وحي هنانو بانه "نصر صغير" يرفع المعنويات. لكنه شدد على ان "الامر الاكثر اهمية بالنسبة لنا هو الاستيلاء على فروع المخابرات"، موضحا انه "في حال سقوط هذه المقرات فإن النصر يصبح ممكنا". وكان مراسل فرانس برس الى المنطقة شهد الثلاثاء سيطرة الجيش الحر على مركز الشرطة في صالحين، وهو الاكبر جنوب الوسط التجاري للمدينة. وقتل خلال المواجهات عميد من القوات النظامية عرف عنه مشاركته في القمع الدموي للتظاهرات التي تشهدها سوريا منذ نحو 16 شهرا ضد نظام الرئيس بشار الاسد. من جانب آخر يستخدم الجيش السوري الطيران الحربي في قصف مدينة حلب بحسب ما افادت الناطقة باسم بعثة المراقبين الدوليين في سوريا وكالة فرانس برس. واكدت سوسن غوشة في رد على اسئلة للوكالة عبر الانترنت ان وفدا من المراقبين في حلب "شاهدوا امس (الثلاثاء) طائرة حربية تقصف" المدينة. ولفتت الى ان المراقبين الدوليين يملكون كذلك "معلومات مؤكدة عن ان المعارضة (المسلحة) في حلب تملك اسلحة ثقيلة بما في ذلك دبابات". واضافت "نحن قلقون جدا من القتال العنيف في حلب"، موضحة ان"الساعات ال 72 الماضية شهدت تصعيدا ملموسا في مستوى العنف في الاحياء الجنوبيةالشرقية من حلب، خصوصا حول منطقة صلاح الدين". واشارت الى ان "مراقبينا يرسلون تقارير (من حلب) عن تبادل لاطلاق النار والقصف والتفجيرات بالاضافة الى استخدام المروحيات والدبابات والمدافع الرشاشة الثقيلة والقصف المدفعي". وقالت غوشة ان هناك تقارير عن "نزوح جماعي من المنطقة"، مضيفة ان العديد من السكان يلجاون الى المدارس وغيرها من المباني الرسمية في الاحياء المجاورة التي يعتبرونها اكثر امنا. واشارت الى وجود "نقص في الاغذية والوقود والغاز". ولفتت الى ان الاممالمتحدة "ذكرت الطرفين (المتقاتلين) بالتزاماتهما بموجب القانون الانساني الدولي الذي يفرض عليهما حماية المدنيين". واضافت "دعونا الطرفين الى اظهر اقصى درجات ضبط النفس والانتقال من عقلية المواجهة الى الحوار".