الكلمة عند أهل العقار والبلديات وربما منافع أخرى أهم من الصك. فإذا لم يكن لدى صاحب المراجعة كروكي فليرسم واحداً ويكون ضمن محتويات الملف . وكروكي هي كلمة فرنسية تعني ببساطة رسم - (Croquet) ولو قلنا رسماً لدق فهمنا وأسماعنا أكثر. والرسم أكثره مطلوب لتوضيح موقع منزل، واستعمله كثيرا أهلُ المطاعم، وحرص مقيمو أفراح الزواج أن يتفقوا مع المطبعة التي تطبع لهم بطاقات الدعوة بأن يطبعوا الكروكي على ورقة ملحقة داخل الظرف الذي يضم بطاقة الدعوة . إلا أنه في الأيام الأخيرة صار لنا شاشات تحديد المواقع وجرى إلحاقها ببعض السيارات والمحمول أيضا، وهذا سيُقلل من الرسوم التوضيحية لمعرفة المواقع. لكن الدوائر البلدية تحتاج إلى الكروكي- الذي يبدو أنه لا مفر منه في حياتنا. صار الرسم يأخذ حيزاً من إعلانات الصحافة عن أماكن العزاء والمواساة، وأيضا يكتبون (حسب الكروكي) كي يوفّروا الوصف والتحديد. كل هذه الفوضى في حياتنا اليومية جاءت نتيجة غفلتنا عن وجوب تنبيه مسؤولي التخطيط البلدي وإفهامهم أن تحديد المواقع حيث سكن الأهالي نظام معمول به منذ قرون. وبتتبع الجغرافيا العملية في الدول المتحضرة وجدنا أن عنوان الإقامة جزء محسوب من عملية تسيير الحياة العملية والاجتماعية وحتى الأمنيّة فنجد عبارة (الاسم والعنوان) Name & Address ظاهرة في كل مستند ونموذج واستفسار وعقد. ومن ليس لديهم عنوان ثابت لا يحظون بنفس المكانة في التعامل، أو أن لديهم ما يوحي بعدم الاستقرار. هذا الكلام قبل وأثناء وسيظل بعد رواج الاتصالات السريعة وأجهزة تحديد المواقع الأرضية بواسطة الأقمار. فالموقع الذي يوجد فيه الإنسان مهم لكل من له صلة عملية به وبعالمه. وحتّمت المهنية الإعلامية - خاصة في الصحافة المقروءة - أن يظهر عنوان يتلو ظهور الاسم عند الإتيان على خبر جزائي أو قضائي أو مرافعة قانونية. فتجد المحرر الصحفي وكذا المحامي المترافع والادعاء يقوم بتمييز المعني (بكسر النون) ، فيقول ، على سبيل المثال، فلان الفلاني صاحب العنوان (...) في شارع كذا في منطقة كذا بمدينة كذا. وما ذلك إلا ليُبعد الحرج عمن يحملون ذات الاسم، خصوصا في المسائل الجنائية. هنا نتفق أن العنوان علامة تحضّر