شهر رمضان شهر البركة والإحسان يتسابق من خلاله الناس لتقديم ما بوسعهم لإسعاد الآخرين بتقديم العون والمساعدة في جو تسوده الألفة والمودة والرحمة لذلك استغلت الطاهيات البارعات في الطهي هذا الشهر الكريم المبارك ليسهمن في إعداد أطباق شهية متنوعة للأسر التي تفاجأ بالضيوف أو تجمع أسري سعيد أوالسيدات الموظفات اللاتي لا يجدن متسعا من الوقت لإعداد مائدة الإفطار أوالجمعيات الخيرية وذلك من خلال اعداد وجبة إفطار صائم باسعار رمزية. في البداية تأكد والدة سعود العنبر أنه مع بداية شهر رمضان المبارك كان والدها رحمه الله يحرص على إطعام الجيران والفقراء والمساكين والمفطرين في المسجد المجاور للمنزل وكانت تساعد والدتها في إعداد الأطباق وتنظيمها مثل السمبوسة والقطايف والخبز البلدي والعصيدة بالتمر وكان أشقاؤها يقومون بتوزيعها، وتضيف انه مع موعد الإفطار كان والدها يتجه للمسجد مع دلة القهوة والتمر والقطايف الأمر الذي أصبح عادة يتبعونها في شهر رمضان كل عام مؤكدة انه حتى بعد وفاة والديها -رحمهما الله- استمريت وشقيقاتها، وعرجت ام سعود على ان العائلة مرت قبل فترة بظرف مادي جعلها تتوقف عن هذه العادة الأمر الذي جعل الأقارب والجيران يطالبونهم بالاستمرار لاعجابهم بمذاق تلك الاطباق وعند مصارحتهم بالضائقة المالية أصروا على دفع قيمة هذه الأطباق، وفيما يتعلق بالمساجد والفقراء فتؤكد انهم ما زالوا يقدمون هذه الأطباق بالمجان. الحلويات من أكثر الأطباق طلباً من جانبها تؤكد الطاهية والدة منصور الشمراني انها بدات مشروع الطهي للآخرين بعد أن حصلت على تصريح من الجهات المختصة ومنذ بداية شهر رمضان المبارك كثرت الطلبات على أطباقها وخاصة من قبل الموظفات اللاتي لايسعفهن الوقت لإعداد الأطباق المتنوعة حيث يكتفين غالبا بإعداد الطبق الرئيسي مثل الشوربة وغيرها أما بالنسبة للأطباق الأخرى فيتم طلبها من "طاهيات المنازل" ، وعن نظافة الأطباق التي تقدمها أكدت أم منصور انها تقوم بالفحص الطبي للسيدات اللاتي سيقمن بمساعدتها وغالبا يكن قريباتها وتضيف انها تقوم بتجهيز المطبخ ولوازمه من أدوات الطهي ومقادير الأطباق ونحو ذلك، مشددة على أنها تتلقى الطلبات الفردية في نفس اليوم وذلك لأنها تكون بكميات بسيطة وفيما يخص اجتماعات الإفطار العائلية أو الضيوف الآخرين فإنها تستقبل الطلب قبل ذلك بيوم أو يومين لكي يتم إعدادها وتنظيمها وايصالها في الوقت المناسب وعرجت على انها تملك حاليا شهرة واسعة في اوساط الموظفات لما تتمتع به من خبرة كبيرة بالإضافة إلى جودة الأطباق التي تقدمها. من جانبها تتذكر مها مساعد أنها منذ ان بلغت 12 عاماً كانت تساعد والدتها في إعداد وجبات الطعام اليومية خصوصا بعد الإنتهاء من واجباتها المدرسية الأمر الذي تطور إلى الاعتماد الكلي عليها في سن 14 خصوصا فيما يتعلق ب"الحلو والمالح" مثل البسكويت والكيك والمعجنات وتضيف انها كانت تتفنن في صنعهم الأمر الذي يقابله افراد العائلة بالتقدير والاشادة خصوصا من والديها، ذلك التشجيع جعلها تضاعف اهتمامها بالطهي والتفنن فيه، مؤكدة في الوقت نفسه على دور زوجها في تشجيعها وذلك من خلال ترك الخيار لها في إعداد أطباق الوجبات اليومية مشددة انها بدأت في بيع هذه الأطباق إلى الأسر القريبة خاصة في شهر رمضان وذلك بسبب تراكم الديون على العائلة. أطباق جاهزة لإيصالها للزبائن وفي موضوع متصل لم تخف أشجان المطيري دور معلمة الطهي في المتوسطة في تشجعيها وحبها لهذا المجال فقد كانت حريصة على أن تطبق الطالبات في المنزل ما يتعلمنه، وبعد فترة بدأت أشجان في التوسع واقتناء المجلات وكتب الطهي حتى تعلمت الكثير من الأطباق وخاصة السلطات والشوربة والمعجنات التي تتفنن في إعدادها لتقديمها للضيوف والأقارب مشددة على ان هذه الأطباق لاقت رواجا كبيرا في محيطها وخصوصا في شهر رمضان، الامر الذي دفعها لتحصيل مبالغ رمزية عليها.