يمر عليه آلاف السعوديين يومياً ذهاباً وإياباً، لكن الرغبة الملحة في اجتياز الجسر من جانب الفريقين البحريني والسعودي، ربما لا تبقي للكثيرين وقتاً ليفكروا فيه، من يدير جسر الملك فهد؟ ومن يسهل مرورهم، ويحصيهم عدداً، ويسأل عنهم، ويُسأل؟ لكن مدير المؤسسة العامة للجسر بدر العطيشان في هذه «الدردشة» الرمضانية يروي ل«الحياة»، جانباً من حياته البعيدة عن الجسر، وشيئاً من نظرته وتوقعاته للشريان، الذي أدمن على اجتيازه نهاية كل أسبوع آلاف من الجانبين... في ما يأتي نص الحوار. ماذا تتذكر من أيام رمضانية جميلة ماضية؟ - أتذكر تلك البساطة البسيطة التي كان يعيش الناس عليها، (الفرجان) كانت تصرخ وتضج بالحياة، إحياءً لروح الشهر الكريم، وكان التواصل الاجتماعي كبيراً، لأن الناس لم يكونوا متكلفين في حياتهم، بعكس ما يحدث الآن، إذ يتوجه الناس للتلفاز والنت، ويؤسفني أن البعض من العادات القديمة الجميلة باتت في طريقها للزوال. كيف يمكن لك أن تترجم لنا طقوسك الخاصة في رمضان؟ - ضيق الوقت في رمضان يدفعني للتخلي عن بعض الأعمال، لذا تجديني أخصص هذا الشهر لممارسة العبادة وزيارة الأهل والأحبة، وما أُكلف به من أعمال. أخبرنا عن طقوسك العائلية أثناء وقت الإفطار؟ - يعتبر رمضان الشهر الوحيد، الذي يكتمل فيه عدد أفراد العائلة على الفطور، نجتمع فيه، سواء كنا في منزلنا أو مع الأحبة والأهل سوياً، وهذا ارتباط روحي مهم لا غنى لنا عنه. هل من نظام غدائي تتبعة في رمضان؟ - أعتبر الصيام في شهر رمضان بمثابة السكون للجهاز الهضمي، أبدأ بفتات من التمر أو الرطب والقليل من الشوربة، وبعد صلاة العشاء والتراويح نبدأ بتناول العشاء. هل تتذكر ألذ طبق تناولته من يد الوالدة - حفظها الله - في رمضان أيام العزوبية؟ - والدتي طاهية ماهرة، وكل ما تصنعه يطيب لي، لذا لا يمكنني التمييز بين ما تصنعه بيدها من طعام لذيذ. بين ما تصنعه والدتك وزوجتك من طعام، أيهما تختار؟ - يجيب ضاحكاً، لا شك أختار طعام والدتي. هل من مفاهيم وأسس تعلمتها من والديك بخصوص شهر رمضان؟ ومن منهما الأقرب لذاتك؟ - كلاهما أثر في حياتي تأثيراً إيجابياً ملموساً ولهما القدر نفسه في قلبي. تعلمت أيضاً من كبار رموز عائلتنا. لكن بحكم الفطرة فإنني أميل لحضن أمي وحنانها ووراء كل رجل عظيم امرأة. * هل تذكر أول مرة صمت فيها؟ - كانت في عمر الثامنة، كنت أصوم قدر استطاعتي كنوع من تدريب النفس، وهكذا أعلم أولادي. هل سبق ووبخك أحد أثناء طفولتك في رمضان؟ - بكل تأكيد فوالداي حرصا على تعليمي وتهذيبي وإيصالي الى مكارم الأخلاق في الحياة. هل يؤرقك العمل في رمضان؟ - بل انني أعي فضله، وأجتهد ساعياً للعمل فيه بكل إخلاص، فالعمل فيه بالنسبة لي أفضل من بقية أيام السنة ليجعلنا الله من عتقائه يوم القيامة وهي فرصة للتقرب الى الله ومضاعفة حسناتنا التي تكفر عن سنة كاملة سواء لي وللمسلمين أجمعين. كم لديك من الأبناء؟ - لدي أربعة (جوى، عبدالله، صبا، سما). ما هو انطباعك عن زوار البحريين السعوديين في رمضان الحالي؟ - سأخبرك عن ملاحظتي للطابع الاجتماعي لشهر رمضان. الزيارات للبحرين في الأسبوع الأول تكون في (أدنى مستوياتها) كون الزيارات بين العائلات تكون داخلية سواء بين أهالي البحرين أو أهالي السعودية، ثم تبدأ الأسر التي يجمعها رابط بالأسر في كلا البلدين بالتزاور. لكن الزيارات تبدو كثيفة في منتصف الشهر حيث مناسبة القرقيعان سواء كانت الزيارات من السعوديين للبحرين أو العكس. أما الجزء الأخير من الشهر فتزيد الحركة استعداداً للعيد وشراء حلوى العيد من خلال السعوديين للبحرين أو العكس، وفي الأيام الثلاثة الأخيرة تهدأ الأوضاع، وتصبح الزيارات مهولة جداً أيام العيد للمشاركة في البرامج والاحتفالات الترفيهية. ألا تعتقد أن الأحداث التي جرت أخيراً في البحرين ستؤثر في بطء الحركة في رمضان؟ - كلا، الدليل أن الإحصاءات التي نشرناها سابقاً أثبتت أن آخر أسبوع من شهر شعبان السالف زار البحرين 166 الف زائر، ما يعني أن الوضع كالمعتاد مستتب وآمن. بدر العطيشان وسط أفراد أسرته.