بعد حالة من الجدل بين الناصريين والإخوان المسلمين، ساد الهدوء في ميدان التحرير امس الثلاثاء بعد انتهاء فعاليات الاحتفال بذكرى ثورة الثالث والعشرين من يوليو عام 1952، وذلك بمشاركة عدد من كبار قادة الأحزاب الناصرية والاشتراكية وعدد من ممثلي بعض الأحزاب والقوى السياسية. وشارك في الاحتفال المرشح السابق لرئاسة الجمهورية حمدين صباحي وعدد من أفراد عائلة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بصفته رمزا لقادة ثورة يوليو المجيدة، مرددين هتافات تطالب بإسقاط هيمنة التيار الديني أو العسكري على الحياة السياسية وتحويل مصر إلى دولة مدنية حقيقية وتحقيق أهداف الثورة التي تشابه إلى حد كبير أهداف ثورة الخامس والعشرين من يناير. واستمرت الاحتفالية التي أقيمت مساء اول من امس الاثنين ببث الأغاني الوطنية، دون وقوع أية اشتباكات أو مشادات بين المشاركين في الاحتفالية والمعتصمين بالميدان من أجل إلغاء الإعلان الدستورى والذين واصلوا اعتصامهم لليوم الأول منذ تعليقه قبل بداية شهر رمضان . وقد بدأ الاحتفال بعرض فيلم وثائقي أعدته الدكتورة هدى جمال عبدالناصر بعنوان (وما أدراك ما الستينيات)، فى رد مباشر على كلمة رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي حينما انتقد هذه الحقبة بميدان التحرير قبل ادائه القسم بيوم واحد اما المحكمة الدستورية قائلا «وما ادراك ما الستينات»، وهو الامر الذى دعا نقيب المحامين سامح عاشور بالرد ايضا « الستينات هى من جعلتك تتعلم يا مرسى «، فى اشارة الى مبادىء ثورة 23 يوليو. وقد شارك فى الاحتفال عدد من شباب ثورة 25 يناير البارزين اعترافا بامتداد الحبل السرى بين الثورتين، إضافة إلى اتحاد الفلاحين المستقل واتحاد العمال المستقل. ووقعت اشتباكات بالأيدي بين أنصار ثورة 23 يوليو 1952، ومناصرين لجماعة الإخوان المسلمين، في ميدان التحرير خلال الاحتفالات الليلة قبل الماضية بحضور عدد من الرموز الناصرية، بينهم عبد الحكيم عبد الناصر نجل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ومرشح الرئاسة الخاسر حمدين صباحي ونقيب المحامين سامح عاشور. وحدث الاشتباك عندما هتفت المنصة التي أقامها الاشتراكيون الثوريون: «يسقط يسقط حكم المرشد» و»قالوا حرية .. قالوا عدالة.. اقروا الفاتحة على الرجالة»، ما دفع أحد التابعين للإخوان المسلمين إلى الصراخ بأعلى صوته قائلًا: «لا أحد يهتف ضد المرشد». وحاول القائمون على تنظيم المنصة تهدئة الوضع، لكنهم فشلوا، ما دفع حمدين صباحي إلى الإمساك بالميكروفون محاولا تهدئتهم قائلا: «لا نريد مجلس عسكري ولا نريد مكتب إرشاد، ومن يهتف ضد العسكر لابد أن يهتف ضد المرشد، لأن الاثنين مستبدان». وانتقد سامح عاشور، نقيب المحامين، في كلمته خلال الاحتفال ما قاله الرئيس محمد مرسي بخطابه في ميدان التحرير عقب انتخابه، حينما استشهد مرسي بفترة الستينيات قائلًا: «ما أدراك ما الستينيات.. أقول للرئيس مرسي ما أدراك أنت بالستينيات يا سيادة الرئيس». وأضاف عاشور موجها حديثة للرئيس مرسي: «هذه الحقبة هي التي أرست مجانية التعليم التي علمتك وجعلتك تحصل على مؤهلك ولولاها ما كنت لتصبح رئيسا للجمهورية، والستينيات هي التي وزعت الأراضي على الفلاحين، وأعادت لهم حقوقهم». وأكد نقيب المحاميين أن ثورة 25 يناير يتم سرقتها حاليا من جانب فصيل معين «في إشارة إلى الإخوان المسلمين»، لأنها بلا قائد أو زعيم كما كانت ثورة يوليو 1952 بزعيمها جمال عبدالناصر، معتبرا أن اللجنة التأسيسية لوضع الدستور باطلة وتغتصب الدستور لصالح الإخوان وحزب الحرية والعدالة، الذي يحاول السيطرة على جميع مقاليد الدولة. في سياق مواز، أكدت حركة شباب 6 أبريل «الجبهة الديمقراطية»، أن أهم ما حرك الضباط الأحرار عام 1952 هو ما حرك شباب مصر في 25 يناير 2011، مشيرة إلى أن هدف التحرك الأساسي في كلا المرتين هو «العيش - الحرية - العدالة الاجتماعية»، وأن الرؤية كانت مشتركة بين الثورتين لتحقيق هذا الهدف أيضا. وأضافت الحركة في بيان لها بمناسبة الذكرى الستين لثورة 23 يوليو، أن ملخص هذه الرؤية المشتركة هو إتمام انتقال السلطة إلى سلطة مدنية منتخبة، تعمل على تحقيق هذا وتؤمن لها القوات المسلحة الحماية، وتكون الدرع الحامي ليس لأراضي البلاد وحسب، ولكن أيضا للشرعية المدنية للبلاد. من جانبه هدد محمد عبد القادر، نقيب الفلاحين، الرئيس محمد مرسى، بالعزل شعبيا، عقب عيد الفطر مباشرة ، إذا لم يستجب لمطالب الفلاحين، خلال الفترة من الآن وحتى انتهاء شهر رمضان المبارك.مصريون ينتظمون في تظاهرة ضد المجلس العسكري بميدان التحرير .