قال وسيط السلام الدولي كوفي عنان في مؤتمر صحافي في طهران امس إن الرئيس السوري بشار الأسد اقترح انهاء الصراع في سوريا خطوة بخطوة بدءاً من المناطق التي تشهد أسوأ أعمال عنف. وأضاف وفقا لنسخة من حديثه في المؤتمر الصحافي وزعتها الأممالمتحدة "اقترح (الأسد) وضع منهج تدريجي يبدأ من بعض المناطق التي شهدت أسوأ أعمال عنف في محاولة لاحتوائه فيها خطوة بخطوة والبناء على ذلك لانهاء العنف في كافة البلاد". ورفض ذكر تفاصيل قائلا إن الخطة بحاجة إلى مناقشتها مع المعارضة السورية. ووصف عنان دور إيران في حل الازمة السورية ب"الإيجابي" ودعا كافة التيارات السياسية السورية الجلوس إلى طاولة المفاوضات. ونسبت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) الى عنان قوله في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الإيرانية علي أكبر صالحي في طهران امس، إنه "يجب علی كافة التيارات السياسية في سورية الجلوس الی طاولة المفاوضات". وأضاف عنان رداً علی سوال حول دور إيران في حل الأزمة السورية ومعارضة أميركا لهذا الدور، إن "إيران اضطلعت منذ بدء الأزمة في سورية بدور إيجابي في حلها". تظاهرة مناهضة للنظام في منطقة الكورنيش بدمشق وأشار الى أنه "يجب علی كافة المكونات السياسية في سورية المجيء الی طاولة المفاوضات"، معتبراً أن هذا الأمر"يعد من النقاط الرئيسية" لمشروعه الذي يتألف من 6 بنود. ورأى أن الإفراج عن المعتقلين خلال الأحداث الأخيرة في سورية ووقف العنف واعتماد إجراءات إنسانية "من النقاط الضرورية" لتنفيذ مشروعه. وأشار عنان الی "ضرورة إجراء المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة"، وقال "قلت مراراً في عدة مناسبات إن دور إيران بشأن سورية إيجابي ولست معنياً بوجهات نظر الدول الأخری". وفي ما يتعلق بتفاصيل مفاوضاته مع الرئيس السوري بشار الأسد فی دمشق، قال عنان "لا أستطيع إعلان تفاصيل هذه المفاوضات، إلا أن الجزء الأكبر من مفاوضاتنا تركز علی وقف العنف فی سورية". وأضاف "يجب التحدث مع مجموعات المعارضة فی هذا المجال، إلا أنني أستطيع القول إن الجزء الأكبر من المفاوضات مع الرئيس السوري كان يدور حول احتواء العنف". وحول نزع أسلحة المعارضة السورية وقضية تزويدها بالسلاح قال عنان إن "الأممالمتحدة بذلت جهوداً حثيثة للسيطرة علی العنف في سورية ويجب علی كافة المجموعات في هذا البلد أن تعمل علی وقف العنف". وأشار الی "ضرورة حل الأزمة عبر المفاوضات مع كافة الفصائل السورية"، موضحاً أنه "إذا كان من المقرر حل الأزمة فيجب عدم قتل المواطنين والمدنيين فی سورية". ولفت الی اجتماع جنيف لبحث الملف السوري، وقال "اتفقنا في الاجتماع علی أن النزاع يجب أن لا يأخذ منحی تسليحياً أكثر من هذا ويجب حله بالطرق السلمية"، معتبراً أن "نزع الأسلحة لإنهاء مثل هذه النزاعات يعد أمراً مهماً وفي غاية الحساسية". وقال "أعتقد أنه يجب اتخاذ إجراءات جادة لجمع الأسلحة ويجب علی الحكومة السورية أن يكون بإمكانها السيطرة علی استخدام الأسلحة". وكان وزير الخارجية الإيرانية علي أكبر صالحي قال في المؤتمر الصحافي المشترك مع عنان في طهران، إن بعض الدول مستاءة من "المسار الإيجابي" الذي يعتمده الأخير حيال التطورات السورية. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) أن المباحثات تناولت "المستجدات على الساحة السورية". وقال صالحي إن عنان أعلن علی الدوام أن إيران تشكل جزءاً من الحل فی سورية، "ونأمل من الدول المستاءة من المسار الإيجابي الذي يتبعه عنان، أن تصبح جزءاً من الحل لا جزءاً من المشكلة". وكان عنان وصل مساء أمس الی طهران والتقی صالحي وأمين المجلس الأعلی للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي. ووصل عنان امس إلى بغداد لإجراء محادثات مع المسؤولين العراقيين بشأن الأزمة السورية وتأثيرها على المنطقة. وذكرت وسائل إعلام عراقية ان عنان وصل الى بغداد آتيا من طهران حيث أجرى محادثات مع المسؤولين الإيرانيين حول سبل حل الأزمة السورية.