أخرج المبعوث الدولي العربي المشترك كوفي عنان الأزمة السورية عن إطارها الذي رسمه أصدقاء الشعب السوري في لقاءات جرت في عدة عواصم عربية وغربية، بعدما أدخل طهران إلى اللعبة، باعتبارها "جزءا من الحل"، غير مبال بموقف المعارضة السورية الرافض ل"تحركات عنان بين سورية وإيران"، حسب ما أبلغ "الوطن" عضو المجلس الوطني السوري منهل باريش، موضحاً أنها جهود "بلا جدوى منذ الإعلان عن فشل مبادرته لمعالجة الأزمة التي وصلت إلى طريق مسدود". وفيما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 17 ألفاً و129 شخصاً قتلوا خلال الانتفاضة منذ 16 شهراً، تستقبل روسيا اليوم التي أرسلت مجموعة من سفنها الحربية إلى ميناء طرطوس، رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا، وأعلنت استعدادها لاستضافة اجتماع جديد للقوى العالمية بينها إيران لإنهاء الصراع في سورية. أعلن الوسيط الدولي والعربي المشترك كوفي عنان أن الرئيس السوري بشار الأسد اقترح إنهاء الصراع في سورية خطوة بخطوة بدءا من المناطق التي تشهد أسوأ أعمال عنف، فيما جددت المعارضة تمسكها برحيل الأسد و"زمرته الحاكمة" قبل البحث بأي مرحلة انتقالية في البلاد. وقال عنان خلال مؤتمر صحفي في طهران أمس "اقترح الأسد وضع منهج تدريجي يبدأ من بعض المناطق التي شهدت أسوأ أعمال عنف في محاولة لاحتوائه فيها خطوة بخطوة والبناء على ذلك لإنهاء العنف في كافة البلاد". ورفض ذكر تفاصيل قائلا إن الخطة بحاجة إلى مناقشتها مع المعارضة السورية. وذكر عنان أنه يتعين أن تكون إيران "جزءا من الحل" للأزمة السورية. وقال عقب محادثات أجراها مع وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي "يبرهن وجودي هنا في طهران، أنني أعتقد أن إيران يمكن أن تلعب دورا إيجابيا، وهي يجب أن تكون جزءا من الحل في الأزمة السورية". وقال إن الهدف الأساسي في سورية يجب أن يكون احتواء العنف عن طريق "جمع الأسلحة من الأيدي الخاطئة" ووضع نهاية سريعة للحيلولة دون مزيد من عسكرة الأزمة. ومن جهته جدد صالحي دعمه للأسد، قائلا إنه يجب منحه الفرصة لتطبيق وعوده للإصلاح. كما وصل عنان في وقت لاحق الى بغداد لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تتناول الوضع في سورية. وفي المقابل أعلن المجلس الوطني السوري المعارض أن رئيسه عبد الباسط سيدا سيؤكد خلال لقائه المسؤولين الروس في موسكو اليوم تمسكه بمطلب رحيل الرئيس السوري قبل البحث بأي مرحلة انتقالية في البلاد. ولفت المجلس في بيان "يهمنا أن نعلن الاستمرار بخط الثورة ومطالب الشعب السوري وأولها "العمل على إسقاط النظام بكل رموزه". وشدد البيان على دعم الجيش السوري الحر "بكافة أشكال الدعم بصفته أحد أذرع الثورة والمدافع عن المتظاهرين والضامن الأساس لاستمرار سلميتها"، مشيرا إلى ضرورة "عدم الإفلات من العقاب لكل من ارتكب الجرائم بحق الوطن والشعب". وفي سياق متصل انتقد عضو المجلس الوطني منهل باريش "تحركات عنان بين سورية وإيران"، موضحاً أنها جهود "بلا جدوى منذ الإعلان عن فشل مبادرته لمعالجة الأزمة التي وصلت إلى طريق مسدود". وبين باريش في حديث ل"الوطن" أن المعارضة بكل مكوناتها والجيش الحر يرون أن تحركات عنان "تنازل عن الحياد وفرض أجندة كانت هي أحد أسباب الثورة". وقال "من أهم أهداف ثورة شعبنا انتزاع سورية من بين أيدي المتلاعبين باستقلالها ولقد دفعنا هذه الدماء لطرد إيران كدولة احتلال والتخلص من مندوبها الأسد واستعادة استقلالها الكامل". وأضاف باريش أن جهود عنان وقيامه بمباحثات مع مسؤولين إيرانيين في طهران، بعد زيارته لدمشق ومقابلة الأسد تجعله يعمل باتجاه عدائي للشعب السوري المطالب بالحرية. ومن جهتها استبعدت عضوة المكتب التنفيذي للمجلس الوطني بسمة قضماني إجراء أي حوار مع نظام الأسد وأعربت عن تأييدها لعقد محادثات مع منظمات دولية بشأن نقل السلطة. وذكرت في مؤتمر صحفي بالعاصمة الروسية أن المجلس يناقش إيجاد آلية سياسية للحل الذي اقترحته جامعة الدول العربية لتسوية الأزمة وأنه يجب أن تحظى تلك الآلية بموافقة مجلس الأمن.